ستارلينك Starlink… لا يكتفي إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم بثروة تزيد عن الـ240 مليار دولار، بامتلاكه أحد أهم منصات التواصل الاجتماعي في العالم – منصة إكس -، وبسيطرته على أكثر من نصف سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة عبر شركته تسلا، بل يطمح أيضا إلى احتلال الفضاء بشركته الأخرى سبيس إكس المتخصصة في تصميم الصواريخ والمركبات الفضائية وإطلاقها، وخدمة الأقمار الصناعية ستارلينك.
ما مشروع ستارلينك Starlink؟
ستارلينك Starlink هو مشروع يهدف إلى إنشاء شبكة عالمية من الأقمار الصناعية التي توفر خدمة إنترنت فائقة السرعة والجودة إلى أي نقطة على سطح الأرض، مما يمنح ماسك فرصة الوصول إلى الاتصالات العالمية، ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت سبيس إكس، التي تأسست عام 2002، أكثر من 4500 قمر صناعي من نوع ستارلينك Starlink في السنوات الخمس الماضية، وهو رقم يشكل أكثر من نصف عدد جميع الأقمار الصناعية النشطة التي تحوم حول الأرض.
اقرأ أيضًا: خدمة ستارلينك Starlink: كل ما تود معرفته حول الإنترنت الفضائي من إيلون ماسك
ولكن هذا التقدم لا يخلو من المخاطر والمنافسة. فمن جانب واحد، يثير هذا المشروع قلق بعض الخبراء والمؤسسات حول تركز هذه القوة في يد شخص واحد، ومن جانب آخر، يواجه إيلون ماسك تحديًا من جانب جيف بيزوس، مؤسس أمازون وثالث أغنى رجل في العالم، الذي يسعى أيضًا إلى إطلاق شبكة خاصة به من الأقمار الصناعية تحت اسم كويبر.
ستارلينك Starlink.. مساع لإطلاق 42 ألف قمر صناعي
فيكتوريا سامسون، مديرة مكتب واشنطن في مؤسسة العالم الآمن، وهي منظمة غير ربحية تركز على استدامة الفضاء، قالت لـصحيفة الغارديان، إنه «في أي وقت تتركز فيه هذه السلطة الكبيرة في يد صانع قرار واحد، فهذا شيء يجب التفكير فيه».
صحيفة الغارديان، في تقرير لها، قالت إنه مهما كانت «نوايا إيلون ماسك النبيلة حول السيطرة على الفضاء، فإنها تثير تساؤلات حول وجود رجل واحد لديه القدرة على السماح أو عدم السماح بهجمات عسكرية من قبل دولة ذات سيادة، خاصة وأن تأثير ماسك يبدو آخذًا في التزايد، حيث تطلق شركة سبيس إكس الآن أقمارًا صناعية جديدة كل أسبوع».
اقرأ أيضًا.. ما قصة شركة ستار لينك؟.. وكيف ستزيد إيلون ماسك ثراءً؟
ومن ناحية المنافسة، طلبت شركة سبيس إكس التي لديها أكثر من 1.5 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم، ترخيصًا لإرسال ما مجموعه 42 ألف قمر صناعي إلى المدار، وهو رقم يجعل من إطلاق أمازون الأخير لقمرين صناعيين، يبدو بعيدا جدا عن منافسة ماسك.
ومع ذلك تخطط أمازون التي تمتلك 3000 قمر صناعي الآن لمضاعفة أعداد هذه الأقمار بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، وذلك من خلال مشروع كويبر التابع لشركة أمازون.
وفقا لتييري بريتون، المفوض الأوروبي للسوق الداخلية، فإن معاهدة الفضاء الخارجي، التي أصدرتها الأمم المتحدة عام 1967 ووقعت عليها كل الدول الرئيسية التي تمارس نشاطات فضائية، تقول إن «الدول هي المسؤولة عما تنشره شركاتها في الفضاء من داخل حدودها، وعليها أن تواصل الإشراف على تلك الأقمار الصناعية والمشروعات».
ستارلينك Starlink.. ماسك يمتلك 53% من الأقمار الصناعية
وبحسب موريبا جاه، أستاذ هندسة الطيران والميكانيكا في جامعة تكساس في أوستن، والمؤسس المشارك والعالم الرئيسي في شركة برايفاتير (Privateer)، وهي شركة متخصصة في استخبارات بيانات الفضاء، فإن هناك منافسة بين الدول للاستيلاء على المدار الفضائي والمطالبة به كملكية خاصة، لكن يجب أن ننظر إلى أن شركات مثل سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك تحتاج إلى ترخيص من الحكومة لإطلاق الأقمار الصناعية، لذلك لا يجب أن نلوم الشركة على هيمنتها على الفضاء.
وقال جاه، في تصريحات نقلتها صحيفة الغارديان: «لولا موافقة حكومة الولايات المتحدة، لما استطاع إيلون ماسك أن يمتلك 53% من جميع الأقمار الصناعية التي تعمل هناك، لذلك أنا لست ضده، أنا فقط أقول إن حكومة الولايات المتحدة دعمته وشجعت هذا النوع من الغزو المداري، وهذا سوف يغضب الدول الأخرى».
اقرأ أيضًا: صراع الأغنياء.. جيف بيزوس ينافس ماسك بالاستثمار في الفضاء مع ناسا
ولكن المشكلة ليست فقط في الأقمار الصناعية التي يطلقها إيلون ماسك، بل في الحطام الفضائي الذي يتراكم حول الأرض.
وبحسب وكالة الفضاء الأوروبية، فإن هناك أكثر من 30 ألف قطعة من الحطام الفضائي بحجم أكبر من 10 سم تدور حول الأرض، نصفها تقريبًا في المدار الفضائي المنخفض حيث يزداد ازدحامًا بسبب ازدياد عدد المشاريع والشركات.
وأشار جاه إلى أن زملاءه في ناسا قالوا بالفعل إن بعض التجارب العلمية أصبحت صعبة بسبب كثرة الحطام، الذي ينتج عادة من أجزاء الصواريخ أو حطام الحمولة أو الأقمار الصناعية المهملة.
وأكد أن هذه الفوضى المتنامية تشكل خطرًا كبيرًا، معلقًا: «نرى المزيد والمزيد من أجسام الصواريخ وهذا النوع من الأجسام ينزل إلى سطح الأرض، حيث من المتوقع أن تصل هذه الأشياء إلى الأرض في السنوات القادمة، وربما نرى حطامًا بحجم سيارات كبيرة أو حافلات مدرسية تتساقط على المناطق المأهولة بالسكان».