في خطوة مهمة على صعيد سباق رقائق الذكاء الاصطناعي بين عملاقي رقائق الذكاء الاصطناعي إنفيديا وإنتل على كعكة الذكاء الاصطناعي، أعلنت إنتل عن رقاقتها الجديدة غاودي 3 (Gaudi 3)، الرقاقة تم تطويرها لتنافس إحدى أشهر معالجات الذكاء الاصطناعي من شركة إنفيديا، وهي H100، فهل تصبح رقاقة إنتل الجديدة، بديلًا لرقاقة إنفيديا H100؟
يشار إلى أن هذه الرقائق الجديدة تأتي من إنتل بعد شهر واحد فقط من إعلان إنفيديا عن منصتها الجديدة للذكاء الاصطناعي، بلاك ويل (Blackwell)، التي تضم شريحة B200 AI، وهي عبارة عن اثنتين من شرائح بلاك ويل المدمجة لتعمل كوحدة معالجة واحدة.
اقرأ أيضًا.. ماذا تقدِّم شركة إنفيديا وما سر تفوّقها؟
سباق رقائق الذكاء الاصطناعي: إنتل تقدم بديل منتجات إنفيديا
تشهد شركة إنتل فترة حرجة في تاريخها، حيث تسعى لإيجاد موطئ قدم كعملاق في مجال تكنولوجيا الرقائق الدقيقة، معززةً قدراتها الإنتاجية داخل الولايات المتحدة وعالميًا.
فبينما تحتل إنفيديا مكانة متقدمة في سوق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تعتقد إنتل أن الشركات ستفضل تجنب الاعتماد على مورد واحد لتلبية احتياجاتها الحيوية، خاصةً فيما يتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي.
وفق تقرير موقع «ياهو فايننس» تسعى إنتل لتقديم بدائل لمنتجات إنفيديا، لذلك قد تكون رقاقة غاودي 3 خيارًا جذابًا إذا تم بيعها بسعر مناسب وإنتاج كافٍ، لا سيما أنه يمكن استخدام الرقاقة الجديدة لتدريب نماذج اللغة الكبيرة بما في ذلك نموذج ستايبل ديفيوشن (Stable Diffusion) ونموذج وايسبر (Whisper) التي تعود إلى شركة أوبن إيه آي (OpenAI) مبتكر برنامج الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي (ChatGPT).
لكن ذلك يأتي في وقت تقوم فيه شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون وميتا بتطوير أو تقديم شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بالإضافة إلى استخدام منتجات نفيديا.
اقرأ أيضًا.. الرابحون من الذكاء الاصطناعي.. «إنفيديا» ليست وحدها
سباق رقائق الذكاء الاصطناعي: رقاقة إنتل تتفوق على نظيرتها من إنفيديا
وفقًا لإنتل، تتميز غاودي (Gaudi 3) بكفاءة في استهلاك الطاقة تفوق H100 بنسبة 40%، مؤكدة أن الشريحة تتفوق في سرعة تدريب نماذج اللغة الكبيرة مثل جي بي تي – 3 (GPT-3) من شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، بمعدل يصل إلى 1.7 مرة مقارنةً بـ H100، وتفوق حتى شريحة H200 الأكبر من نفيديا بمعدل 1.3 مرة في استنتاج نماذج لغة محددة.
إلى جانب خط Gaudi من الرقائق ومعالجات Xeon، تروج إنتل أيضًا لما يُعرف بأجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي أجهزة مزودة بوحدات معالجة عصبية قادرة على أداء مهام الذكاء الاصطناعي بكفاءة.
بالإضافة إلى ذلك أعلنت الشركة تأسيس شركة مسبك تتولى صناعة رقائق إنتل وكذلك تلك الخاصة بالعملاء الآخرين، وقد تم التأكيد على أن مايكروسوفت ستكون من بين العملاء الذين ستُصنع لهم الرقائق.
مع ذلك، تأتي هذه الخطوة الطموحة بتكاليف عالية، إذ أعلنت إنتل عن خسائر تشغيلية تقدر بـ 7 مليارات دولار لعام 2023 ضمن إطار هيكلها المالي الجديد. وقد شهدت أسهم إنتل انخفاضًا بنسبة 25٪ خلال العام الجاري، في حين سجلت أسهم منافسيها نفيديا وAMD ارتفاعًا بنسبة 15% و74% على التوالي.
اقرأ أيضاً.. ألعاب الفيديو لن تعود كما كانت قبل الذكاء الاصطناعي؟.. القصة لدى «إنفيديا»
سباق رقائق الذكاء الاصطناعي على سوق متعطش
تشهد سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي زيادة في الطلب، مما يبرز الاعتماد الكبير لشركات التكنولوجيا العملاقة على شرائح إنفيديا. هذه الشركات تقبل بكثافة على شراء إنفيديا لتطوير روبوتات الدردشة وبرامج الذكاء الاصطناعي، وذلك لأنها تحتاج إلى نوع معين من الرقائق التي تخصصت إنفيديا في تطويرها على مدى سنوات. وعلى الرغم من الاستثمارات الضخمة، واجهت إنفيديا تحديات في تلبية الطلب المتزايد من عملاءها، بما في ذلك مايكروسوفت وميتا، وأوبن إيه آي، وأمازون، وغوغل، مما أدى إلى زيادة مبيعات إنفيديا بنسبة 206% خلال العام الماضي وزيادة قيمتها السوقية بنحو تريليون دولار.
وفي الوقت الذي تباع شرائح إنفيديا بسعر يصل إلى 15 ألف دولار للوحدة، تشكل مبيعات شرائح إنفيديا أكثر من 70% من سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، حسب شركة الأبحاث Omdia.
اقرأ أيضًا.. إنفيديا تكشف عن رقاقة جديدة «أكثر قوة» لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي
وقد ساهمت هذه الشرائح في تعزيز النمو الكبير للذكاء الاصطناعي التوليدي، الشركات تتنافس للحصول على اهتمام جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، وتسعى لتكون في طليعة الحاصلين على شرائحه، وتحرص الشركات على التأكيد على استمرار شراكاتها مع إنفيديا. وتخطط هذه الشركات لمواصلة استخدام شرائح إنفيديا إلى جانب منتجاتها الخاصة.