منذ ثماني سنوات، وضع إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، خططًا طموحة لإطلاق سيارة روبوتاكسي، وهي خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة بالكامل. لكن هذه الخطط واجهت عقبات كبيرة وتحولت إلى ما يشبه الفوضى بسبب التغييرات الجذرية التي شهدتها الشركة مؤخرًا.
ما «روبوتاكسي»؟
و«روبوتاكسي»، سيارة ذاتية القيادة بالكامل، تخلو من عجلة القيادة ودواسات القدم. يعتمد تصميمها على برنامج فني جديد يهدف إلى جعل الإنتاج أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة. وقد وعد إيلون ماسك بتقديم هذه السيارة التي ستغير بشكل جذري قيمة السيارات والنموذج التجاري للشركة. تختلف فكرة روبوتاكسي تمامًا عن النموذج الحالي من سيارات تسلا. حاليًا، تقنية «القيادة الذاتية» في سيارات تسلا هي نظام مساعدة للسائق يتطلب التحكم والتدخل من قبل الإنسان خلف عجلة القيادة، ولكن روبوتاكسي ستكون أكثر تقدمًا وتطورًا.
اقرأ أيضًا.. تسلا تتمسك بمقتنياتها من البيتكوين.. كم تبلغ حيازاتها من العملة المشفَّرة؟
لماذا تحولت خطط «روبوتاكسي» إلى فوضى؟
غيّر إيلون ماسك خطط العمل في تسلا بشكل كبير، فمن سيارة أرخص كان قد خطط لها منذ أربع سنوات، تحولت الأولوية إلى تطوير روبوتاكسي. ماسك كان يتحدث عن تقنية القيادة الذاتية لسنوات طويلة، وقد باع فكرة أن تقنية FSD (القيادة الذاتية الكاملة) ستجعل السيارات تقود نفسها بالكامل. لكن في الواقع، تحتاج هذه التقنية إلى مراقبة من السائق ولا تجعل السيارة ذاتية القيادة تمامًا. ومع ذلك، يظل ماسك متفائلاً بأن FSD ستحقق قفزة كبيرة في الأداء قريبًا.
وفقًا لأشوك إليسوامي، مدير برنامج الطيار الآلي في تسلا، فإن الإصدار الجديد من FSD يستخدم طريقة جديدة تعتمد على الكاميرات لتحديد حركة السيارة، وهو ما يُتوقع أن يحسن أداء النظام بشكل كبير.
في تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» فقد أفادت بتراجع كبير في أرباح شركة تسلا بنسبة 40٪، وانخفاض في الإيرادات لأول مرة منذ أربع سنوات، بالإضافة إلى أكبر تخفيض للوظائف في تاريخ تسلا بلغ 20 ألف موظف تم تسريحهم. في الوقت الذي يشعر فيه العاملون في الشركة بالقلق من التغييرات التي يريدها إيلون ماسك على صعيد سيارة روبوتاكسي.
ينبع القلق لدى العاملون أن الشركة لم تجهز البنية التحتية اللازمة بعد ولم تحصل على الموافقات اللازمة لاختبار هذه السيارات على الطرق، في الوقت الذي أجّل فيه ماسك خططه لإطلاق سيارة بسعر 25 ألف دولار، وهي خطوة كان يعتبرها الكثيرون مهمة لمستقبل الشركة. في الوقت نفسه تعرضت الشركة إلى خسارة ما يقرب من من 350 مليار دولار من القيمة السوقية على مدى أربعة أشهر، يشعر الموظفون والمستثمرون والمحللون على حد سواء بالحيرة والقلق الثاني.
بعد الإعلان عن هذه التغييرات في الاستراتيجية، غادر بعض المدراء الكبار الشركة، منهم درو باجلينو، الذي كان يعمل في تسلا لمدة 18 عامًا وكان مسؤولًا عن قسم الطاقة.
اقرأ أيضًا.. إيلون ماسك يتبرع بنحو 2 مليار دولار من أسهم تسلا
اتجاه محفوف المخاطر
تبقى الشكوك تحوم حول مدى تأثير التغييرات الأخيرة في تسلا على ثقة المستثمرين، خاصةً بعد الإعلان عن إلغاء خطط إنتاج سيارة بأسعار معقولة كبديل لتويوتا كورولا. يساور القلق العديد من المراقبين بشأن الطراز الجديد الذي ستقدمه الشركة، Cybertruck، وهي سيارة بيك آب فاخرة ومكلفة الإنتاج. وقد أضافت الشركة إلى هذه المخاوف باستدعائها لآلاف الشاحنات لإصلاح عيوب تقنية.
اقرأ أيضًا.. صراع أوروبي على «تسلا إيلون ماسك».. من يحسم المعركة؟
تشكل إعادة توجيه تسلا نحو الروبوتات الآلية تحديًا كبيرًا، وذلك في ظل موقف الوكالات الفيدرالية الذي يتسم بالمرونة تجاه تنظيم هذه التكنولوجيا، بينما يظل التدقيق القانوني على المستوى الولائي والمحلي أكثر صرامة وتعقيدًا.
في عام 2016، استقبل حاكم أريزونا السابق، دوج دوسي، المركبات ذاتية القيادة بحفاوة، لكن بعد حادث مأساوي في 2018، تغير الموقف وتم حظر هذه المركبات. وفي سياق متصل، واجهت شركة جنرال موتورز كروز تحديات في اختبار سيارات الأجرة الآلية بعد حادث دهس مشاة، وكذلك تعثرت خطط توسعة Waymo بسبب حوادث متعددة.