أعلنت شركة نيورالينك (Neuralink) للتكنولوجيا العصبية، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، أنها تبحث عن متطوعين جدد من أجل زراعة شريحة المخ، بعد التجربة الأولى التي كانت منذ أشهر.
يأتي ذلك في الوقت الذي ظهرت تقارير إخبارية عن حدوث خلل في التجربة الأولى، بعد أن تحركت بعض الخيوط الصغيرة التي يستخدمها الجهاز للتواصل مع الدماغ، من مكانها بعد أسابيع قليلة من الجراحة، ما أدى إلى ضعف استجابة الشريحة للأوامر الصادرة من المخ.
نيورالينك جاهزة لوضع شريحتها في رأس شخص آخر
ذكرت شركة نيورالينك، أنها تبحث الآن عن الشخص الثاني الذي يتم زراعة الشريحة العصبية فيه، بعد أن تم زرع الجهاز بنجاح في المريض الأول في وقت سابق من هذا العام.
وأعلن إيلون ماسك، في منشور له عبر حسابه على منصة إكس، أن شركته بدأت في تلقى طلبات المشاركين، قائلًا: «هذه هي شريحة الدماغ السيبرانية الخاصة بنا والتي تسمح لك بالتحكم في هاتفك وجهاز الكمبيوتر الخاص بك فقط عن طريق التفكير».
وأضاف: «لا أحد أفضل من نولاند أربو نفسه ليخبركم عن الأول».
اقرأ أيضًَا: مريض «نيورالينك» يواجه مشكلة في تحريك «ماوس» الكمبيوتر بـ«التفكير»
ونولاند أربو، هو أول شخص تم زراعة شريحة نيورالينك في مخه، حيث أنه مريض شلل رباعي، ومن خلال هذه الشريحة يمكنه التحكم في الهاتف أو جهاز الكمبيوتر عن طريق التفكير.
ووصف نولاند أربو، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي أصيب بالشلل من الرقبة إلى الأسفل بعد تعرضه لحادث غوص، الشريحة العصبية في ذلك الوقت بأنها تغير حياته، مما يسمح له بتصفح الويب، والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ولعب ألعاب الفيديو، من خلال التفكير في الأشياء فقط.
خلل في التجربة الأولى من نيورالينك
على الرغم من إعلان شركة نيورالينك، نجاح التجربة الأولى لزراعة الشريحة العصبية في أول إنسان بشري؛ إلا أن التجربة لم تسر بسلاسة تامة.
وقالت الشركة الأسبوع الماضي، إن بعض الخيوط الصغيرة التي يستخدمها الجهاز للتواصل مع الدماغ، كل منها أرق من شعرة الإنسان، تحركت من مكانها بعد أسابيع قليلة من الجراحة، وقد أدى هذا الخلل إلى جعل عملية الزرع أقل فعالية.
وبحسب ما ورد فكرت الشركة في إزالة الشريحة بالكامل من المخ، بينما ذكرت نيورالينك، في منشور على مدونتها، إنها أجرت تعديلات على الشريحة، مما مكنها من العمل بفعالية مرة أخرى.
اقرأ أيضًا.. نيورالينك الأقل تقدمًا.. شركات تنافس إيلون ماسك في الشريحة الدماغية
وقال نولاند أربو، أول شخص حصل على زراعة دماغ لشريحة نيورالينك، إنه بكى قليلاً بعد أن اكتشف وجود خلل في الجهاز، لافتًا إلى أنه أدرك أن عملية الزرع قد تعطلت بعد أسابيع من إدخال الجهاز في يناير الماضي.
وقال الشاب البالغ من العمر 29 عامًا، في تصريحات لوكالة بلومبرغ، إنه لاحظ تأخيرًا بين أفكاره وتحريك مؤشر الكمبيوتر، وأخبرته شركة نيورالينك أن أسلاك الجهاز، أو الخيوط الرقيقة انسحبت بعيدًا عن دماغه.
وأضاف: «في البداية، لم يعرفوا مدى خطورة الأمر أو الكثير عنه، كان من الصعب حقا أن نسمع، اعتقدت أنني سأستخدمه لمدة شهر تقريبًا، وبعد ذلك كانت رحلتي على وشك الانتهاء».
وتابع: «اعتقدت أنهم سيستمرون في جمع بعض البيانات، لكنهم سينتقلون بالفعل إلى الشخص التالي، لذا بكيت قليلا».
وتحتوي الشريحة العصبية التي تسمى «The Link»، على أكثر من 1000 قطب كهربائي و64 خيطًا، كل منها أرق من خصلة شعر الإنسان، وهي التي تجعل الجهاز يستجيب إلى الأوامر الصادرة من المخ.
ومنذ أن خضع أربو لعملية جراحية لإدخاله، أصبح المصاب بالشلل الرباعي يستخدمه لتصفح الويب ولعب ألعاب الكمبيوتر والتحكم في جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به أثناء الاستلقاء على السرير، وهو أمر لم يكن قادرًا على القيام به من قبل.
نيورالينك تخطط لزرع الشريحة في 22 ألف شخص
وفقًا لما ذكره موقع بيزنس إنسايدر، فإن شركة إيلون ماسك للتكنولوجيا العصبية، ربما لا تواجه صعوبة في جذب المتقدمين لأحدث تجاربها البشرية.
اقرأ أيضًا.. هل تعيد شريحة نيورالينك البصر للذين فقدوه؟
وبحسب ما ورد أعرب آلاف الأشخاص عن اهتمامهم بإزالة جزء من جمجمتهم وإدخال الشريحة الدماغية عندما بدأت شركة نيورالينك (Neuralink)، في تلقى الطلبات في سبتمبر الماضي.
وبحسب ما ورد، تخطط الشركة لإجراء العملية على 11 شخصًا هذا العام، وتستهدف أكثر من 22 ألف شخص بحلول عام 2030.