قال رائد الأعمال السعودي، رامي عوض، إن تقنية الميتافيرس ليست مجرّد حقبة زمنية ستزول مع الأيام، واصفًا إيّاها بالجيل الجديد من الإنترنت.
كما أضاف أن أحد أبرز الإيجابيات الاقتصادية التي توفّرها تقنية الميتافيرس، هي مساعدة الشركات على خفض التكاليف، لأنه أصبح بإمكان تلك الشركات الاستثمار في الموظف الافتراضي، الذي يستطيع مساعدة وخدمة العملاء، والقيام بأغلب مهام الموظف التقليدي، بشكل أكثر جودة.
اقرأ أيضًا.. الميتافيرس.. مايكروسوفت تستخدم العالم الافتراضي لتحسين ظروف العمل
يمتلك رامي عوض خبرة كبيرة في مجال التكنولوجيا وقنوات الاتصال، حيث عمل مع 500 شركة فورتشن Fortune Companies، بالإضافة إلى عمله في منظمات حكومية عدة خلال العقد الماضي. كذلك عمل في إدارة المشروعات والمخاطر، وإنشاء النظم البيئية والرقمية بما في ذلك برامج الواقع المعزز AR، والواقع الافتراضي VR، وفي مجالات البلوكشين، والميتافيرس، والذكاء الاصطناعي، كأحد الرواد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في السطور التالية يتحدّث رامي عوض، الذي يشغل أيضًا منصب المدير التنفيذي لشركة الشرق الأوسط VRMADA لبرامج الواقع الافتراضي، مع فايننشال فريدوم توداي FiFreedomToday، عن الميتافيرس والواقع الافتراضي، والفرص المتاحة أمام الذكاء الاصطناعي في الدول العربية والشرق الأوسط.
ما السبب وراء التسارع المفاجئ لتبنّي الميتافيرس رغم وجودها منذ وقت طويل؟
الميتافيرس ليس مجرّد حقبة ستزول مع الأيام، بل يمكن وصفها بالجيل الجديد من الإنترنت، ونحن هنا في المملكة العربية السعودية دائمًا نسعى لأن نكون من أوائل المبادرين في تبنّي التقنيات الجديدة والاستفادة منها، والعمل على تطويرها لتوظيفها في الاستخدامات المناسبة.
وتقنية الميتافيرس ليست مجرّد عالم افتراضي يمكنك زيارته للتسلية، بل هو نظام بيئي متكامل مرتبط بتقنيات حديثة منها تقنية البلوكشين، والرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال NFTs، والاقتصاد الرقمي، يمكن الاستفادة منه بهدف إنشاء متاجر افتراضية، أو عقد اجتماعات تدريبية في مكاتب أيضًا افتراضية، وحتّى لأهداف ترفيهية كإطلاق فعاليات في العالم الافتراضي.
اقرأ أيضًا.. العمل في الميتافيرس.. كيف تكون مؤهلًا لبناء المستقبل؟
ما الذي قد يدفع الأفراد لدخول العالم الافتراضي؟
الحياة وطريقة العيش لم تعد مثلما كانت قبل تطور التكنولوجيا، لذلك أحد أبرز أهداف انتشار هذه التقنيات المتطورة، هو اختصار الوقت والتكاليف مقارنةً بالعالم المادّي.
لنفترض أن هناك من يريد شراء تذاكر لحفل ما، إلى جانب تكلفة التذاكر، قد يضطر الشخص إلى السفر، وربما حجز فندق، وتكاليف أخرى.
أمّا إذا قرر المشاركة في حفلٍ ما من خلال الميتافيرس، كل ما يتوجب عليه فعله هو دفع ثمن التذكرة، وتسجيل الدخول إلى الحفل من منزله، والمشاركة في الحفل من خلال الآفاتار الرقمي الخاص به، الذي يمثل هويته الرقمية في العالم الافتراضي.
وتجدر الإشارة إلى أن أحد أبرز الخصائص التي يوفّرها الميتافيرس هي القدرة على استيعاب أعداد كبيرة من الأشخاص لا سيما في الفعاليات والحفلات، مثل حفل المغني ترافيس سكوت في الميتافيرس الذي استقطب أكثر من 20 مليون شخص، هذه الحفلات الكبيرة سيكون من الصعب جدًا إدارتها في العالم الحقيقي، وستتطلب عددًا كبيرًا من المنظمين والموظفين، والتجهيزات المرورية، وقد تتسبب في فوضى وزحمة سير، وغيرها.
رامي عوض: «الميتافيرس يساهم في التقليل من انبعاثات الكربون»
هذا الانتقال من العالم المادّي إلى الرقمي يحمل دورًا مهمًا في المساهمة في الحفاظ على البيئة وتخفيض انبعاثات الكربون، سواء من خلال تقليل الحاجة إلى استخدام وسائل التنقل، واستبدال السلع المادية بالسلع الرقمية، أو استبدال التواجد في العالم الحقيقي بالتفاعلات الافتراضية، فبدلًا من أن يقود الشخص سياراته للذهاب للمشاركة في دورات تدريبية في مركزٍ ما قد تكون مدّة الدورة التدريبية قصيرة، بإمكانه ببساطة الدخول عبر أفاتاره إلى المكان المخصص لهذه الدورة التدريبية في الميتافيرس إذا كان هذا الخيار متاحًا.
اقرأ أيضًا.. تسريح الموظفين في ميتا.. جولة جديدة قريبًا
إن التجربة التي نخوضها في العالم الافتراضي وطريقة التفاعل في الميتافيرس، تختلف بشكل كبير عن التجارب التي تقدّمها برامج التواصل عن بعد مثل برنامج زووم ميتينغ Zoom Meeting، لأننا من خلال زووم، لا نستطيع التفاعل بشكل مباشر مع الأشخاص الآخرين، كل ما نفعله هو الجلوس وراء شاشة والتحدث. أمّا في الميتافيرس فالأمر ليس كذلك، لأنه يمكننا أن نكون جزء من المكان الذي نتواجد فيه، ما يعني أنه بإمكاننا التحدث من الآخرين والتعرف عليهم، والتنقل بين عوالم العالم الافتراضي والتفاعل، هذه أمور لا تقدّمها برامج التواصل عن بعد السائدة.
رامي عوض: «تجربة الميتافيرس تختلف عن تجربة زووم»
ما هي الإيجابيات على الصعيد الاقتصادي التي تقّدمها تقنية الميتافيرس للشركات؟
أحد أبرز الإيجابيات الاقتصادية التي يوفّرها الميتافيرس هي مساعدة الشركات على خفض التكاليف، بفضل تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان الشركات الاستثمار في موظف افتراضي، يستطيع مساعدة وخدمة العملاء، بأي وقت كان، مثلاً بدلاً من تعيين موظفين في كل فرع من أفرع الشركة لخدمة العملاء، يمكن للشركات إنشاء مكتب افتراضي لها في الميتافيرس، يمكن للعملاء زيارته في أي وقت والاستعانة بموظف الذكاء الاصطناعي لخدمتهم، فيتولى روبوت الذكاء الاصطناعي خدمة العملاء بينما تبقى صناعة القرارات مرتبطة بالتدخل البشري.
رامي عوض: «الميتافيرس يساعد الشركات على خفض التكاليف»
كيف يمكن لماركات الأزياء العالمية الاستفادة من وجودها في الميتافيرس؟
بدأت العلامات التجارية تدخل في مجال الميتافيرس شيئًا فشيئًا، منها شانيل Chanel، وغوتشي Gucci، وقد يرى الأشخاص أن شراء ملابس باهظة الثمن ولبسها في العالم الافتراضي، أمر غير منطقي في الوقت الحالي، إلّا أنه سيتغير ذلك مع الوقت. فمع دخول هذه العلامات التجارية الميتافيرس الآن، ستكون أولاً قد حجزت مكانها في الميتافيرس، وثانيًا ستتمكن من استقطاب الأشخاص الذين سيذهبون إلى الميتافيرس للعمل أو لحضور الحفلات أو لمناسبات أخرى، وبالتالي سيتمكن هؤلاء الأفراد من شراء ملابس من ماركات عالمية لمناسبات مختلفة حسب حاجتهم، وهو أمر قد لا نراء الآن ولكننا سنلاحظه مع انتشار تبنّي الميتافيرس في المجالات المتعددة في المستقبل.