كان الشابان اللبنانيان، وسيم عمران، المتخصص في مجال الهندسة الكهربائية، وسمير إلياس، المتخصص في هندسة الكمبيوتر، يجلسان في أحد المقاهي بلبنان حين كان يحاول أحد الأشخاص من الذين فقدوا القدرة على السمع والكلام يحاول التواصل مع النادل للتعبير له عن طلبه. واجه الرجلان – العميل والنادل – صعوبة في التواصل المتبادل. أفضت محاولات الإثنين إلى اللا شيء. في هذه اللحظة كان وسيم وإلياس يترقبان المشهد ويشعران بالأسى تجاه الرجل الذي فقد القدرة على التواصل والتعبير عما يريد. لكن هذا الأسى تحول إلى قوة دفع لابتكار طريقة تمكن أولئك الذين فقدوا القدرة على السمع والكلام من التواصل والاندماج مع المجتمع فكان العمل الدؤوب والمتواصل لمدة عام من أجل خروج ابتكار ذا إنفينيتي غلوف (The Infinity Glove) إلى النور.
في السطور التالية يروي وسيم عمران، في مقابلة مع «فاينانشيال فريدوم» قصة الابتكار الجديد، ومتى بدأت فكرته؟ وكيف يعمل؟ وما الصعوبات التي واجهت عملية التطوير؟ وهل أصبح جاهزًا للاستخدام؟ وهل وجدت الفكرة من يمولها؟
اقرأ أيضًا.. مرضى السكتة الدماغية قادرون على التواصل بفضل تقنية جديدة.. ما قصتها؟
ما هو ذا إنفينيتي غلوف (The Infinity Glove)؟
«ذا إنفينيتي غلوف» قفاز يتصل بتطبيق على الهاتف الذكي عبر خاصية البلوتوث، ويترجم لغة إشارة اليد إلى نص مكتوب، يستطيع المستخدم اختيار اللغة التي يرغب بها من بين عدة لغات مدعومة من قبل التطبيق.
https://www.instagram.com/reel/Cs6pF2xtXCz/?igshid=MzRlODBiNWFlZA%3D%3D
ما الذي ألهمكم لابتكار هذا القفاز؟
الفكرة جاءتنا عندما كنّا نبحث عن موضوع لمشروع التخرّج، كان لدينا فكرة أولية لكنها لم تحظ بالإعجاب من قبل الأساتذة. وذات يوم، كنّا نتناول أنا وسمير الطعام في أحد المقاهي، فشاهدنا شخصًا يواجه صعوبة في التحدث ويحاول التواصل مع النادل، لكن دون جدوى، فأحسسنا بالأسى لهذه المشكلة التي تحرم هؤلاء الأشخاص من حقهم في التعبير عن أنفسهم، وهنا قررنا أن نخترع جهازًا ليسهل حياة هؤلاء الذين يصعب عليهم التواصل.
اقرأ أيضًا.. ميزة أبل الجديدة.. آيفون يقلد صوتك ويتكلم بدلا عنك!
كيف يعمل القفاز؟ وكيف يمكن للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الاستفادة منه؟
لقد ابتكرنا «ذا إنفينيتي غلوف» ليكون متصلاً بتطبيق يتم تحميله على الهواتف الذكية ويمكنك التحكّم به عن طريق تفعيل البلوتوث، والقفاز يدعم لغات متعددة لتسهيل عملية التواصل بين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والأفراد العاديين عبر خاصية التكلم عبر البرنامج مما يسمح للطرفين ببناء حوار متواصل. كما يستطيع المستخدم حفظ بعض الجمل التي يستخدمها كثيرًا في حياته اليومية، والإشارة إلى رقمها فقط عند الحاجة، بدلاً من تكرارها كل مرة.
هل أصبح القفاز جاهزًا للاستخدام من قبل الآخرين أم لا يزال قيد التطوير؟
لقد حصلنا على براءة اختراع في لبنان من وزارة الاقتصاد والتجارة بعدما صنعنا أول نسخة من القفاز وهي مصنوعة من القماش متصل بها جهاز وأسلاك كهربائية، وكل الأدوات كانت من تمويلنا الشخصي، لكننا الآن نعمل على تغيير القفاز من القماش إلى مطاط وتقليل حجم الأسلاك والأجهزة، وكل هذا يتطلب تمويلًا ووقتًا، ولا تزال الأمور قيد التجربة، طبعًا لن يبقى الأمر على هذا الحال، لكننا أيضًا لا يمكننا إنتاج كمية كبيرة من القفازات حتى الآن ونحن نعتمد فقط على تمويلنا الشخصي، لكننا طبعًا متفائلون لما يحمله المستقبل لهذا المشروع.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي يتنبأ بمرض باركنسون قبل ظهور الأعراض بسنوات
ما الصعوبات التي واجهتكما منذ بداية المشروع حتى الآن؟
التحديات التي واجهتنا هي أساسًا مادية ولوجستية، فنحن نحتاج إلى شراء قطع وأدوات لتطوير القفاز، وهذه تكلف غالية، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان. كما نحتاج إلى انتظار فترات طويلة لوصول هذه القطع من الخارج وقد يتطلب الأمر شهرين أو ثلاثة لوصول قطعة واحدة، وهذا يؤخر عملية التطوير، ويجدر بي الإشارة إلى أن القفاز ليس وليد البارحة، لكنه نتاج أكثر من سنة من العمل المتواصل والتطوير بمفردنا.
ما هي تطلعاتكم لمستقبل «ذا إنفينيتي غلوف»؟
نحن نطمح لأن نرى «ذا إنفينيتي غلوف» في أيدي الأشخاص الذين يحتاجونه، فهدفنا هو إعطاء الفرصة لهؤلاء الأشخاص للتعبير عن أنفسهم والتفاعل مع المجتمع، وإعطاء صوت لمن ليس لديه صوت، فلا يجب أن ينقطع أي شخص عن التواصل مع الآخرين بسبب عدم القدرة على الكلام، والأمر لن يتوقّف فقط عند القفاز، فسنعمل على تطوير المزيد من الاختراعات التي تخدم الفئات المهمشة أو المحرومة، لدمجهم بالحياة العامة، فالشباب هم قوة الإبداع والتغيير، ونحن نؤمن بذلك.