منذ بات الذكاء الاصطناعي في يد الشركات والجمهور، أصبح له تأثير كبير على العديد من القطاعات والمهن، وجعل بعضها أقل طلبًا أو أكثر تشبعًا. ومن بين هذه القطاعات، تبرز الشركات الاستشارية، التي تعتمد بشكل كبير على خبرات ومهارات موظفيها لتقديم الحلول والخدمات لعملائها. ولكن ماذا لو كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على تنفيذ بعض هذه المهام بشكل أفضل وأسرع وأرخص؟ هل يعني ذلك أن الشركات الاستشارية ستفقد موظفيها أو ستضطر إلى تسريحهم؟ نشر تقرير لموقع بيزنس إنسايدر، كيف تستخدم ديلويت، واحدة من أكبر الشركات الاستشارية في العالم، الذكاء الاصطناعي للحفاظ على موظفيها وتطويرهم في ظل التغيرات التكنولوجية.
الذكاء الاصطناعي كحليف للشركات
ليس بالضرورة، أن يكون هناك تأثيرات سلبية بسبب الذكاء الاصطناعي، فبعض الشركات الاستشارية الكبرى، مثل ديلويت، تستخدم الذكاء الاصطناعي كحليف وليس كعدو. وفقًا لتقرير نشرته بلومبرغ، تقوم ديلويت بنشر تقنية الذكاء الاصطناعي لتقييم مهارات موظفيها الحاليين ومعرفة كيفية نقلهم إلى مجالات العمل الواعدة أكثر. وبهذه الطريقة، تهدف الشركة إلى الاستفادة من القدرات الجديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، دون أن تفقد العنصر البشري الذي يميزها.
اقرأ أيضًا.. هل يقلل الذكاء الاصطناعي أسبوع العمل؟.. 3 أيام كافية!
الذكاء الاصطناعي كوسيلة لزيادة الإنتاجية
ويقول ستيفان رولز، كبير مسؤولي المواهب العالمية في شركة ديلويت: «من الواضح أنه هدف عظيم أن تكون قادرًا على تجنب التقلبات الكبيرة في عمليات التوظيف وتسريح العمال». ويضيف أن الشركة تراهن بشكل أساسي على أن الذكاء الاصطناعي لن يساعدها في تجنب عمليات التسريح الجماعي للعمال فحسب، بل سيخفف أيضًا من نمو التوظيف في السنوات المقبلة. ويشير إلى أن الشركة بدأت بالفعل في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية للتخلص من العمل المتكرر، مثل إعداد التقارير والتحليلات والمستندات.
ويمكن أن تؤدي الزيادة في الإنتاجية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي إلى زيادة أرباح مؤشر S&P 500 بنسبة 30٪ أو أكثر، وفقًا لأحد المحللين الاستراتيجيين في بنك غولدمان ساكس. وهذا يعني أن الشركات الاستشارية ستكون قادرة على تقديم قيمة أعلى لعملائها، وبالتالي زيادة ميزتها التنافسية في السوق.
اقرأ أيضًا.. الأعلى أجرًا في العالم.. قصة صعود ساندر بيتشاي إلى رئاسة غوغل
الذكاء الاصطناعي كمحرك للتطوير والتحول
تأتي خطوة ديلويت للاحتفاظ بموظفيها باستخدام الذكاء الاصطناعي بعد أن عززت الشركة صفوفها في السنوات التي أعقبت الوباء. وجلبت الشركة 130 ألف موظف جديد هذا العام، بعد أن شهد عام 2022 أعلى معدل لنمو التوظيف الجديد خلال عقد من الزمن، وفقًا لأرقام بلومبرغ. وفي الوقت نفسه، لم يستمر نمو الإيرادات في الوتيرة. وهذا يعني أن الشركة تواجه تحديات في توظيف وتدريب واستيعاب موظفيها الجدد، خاصة وأن الأعمال لا تزال بطيئة وسط اقتصاد غير مؤكد.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي: كيف ستخلق التقنيات المزيد من الوظائف؟
تعد شركة ديلويت أيضًا من بين العديد من الشركات الاستشارية التي تفكر في كيفية التعامل مع جميع موظفيها الجدد. في شركات مثل ماكينزي (McKinsey) وبوسطن كونسولتينغ غروب (Boston Consulting Group)، وباين (Bain)، كان الموظفون الجدد الحاصلون على درجة الماجستير في إدارة الأعمال لديهم الكثير من العمل ويشعرون بالقلق بشأن الوقت الضائع الذي يقضونه بين المشاريع.
بحسب إنسايدر، تعتبر ديلويت مثالًا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين وليس لاستبدال العمل البشري. وبدلاً من أن تخشى من التغيرات التكنولوجية، تستغلها لتطوير مهارات وقدرات موظفيها، وتحويلهم إلى مستشارين أكثر قيمة ومرونة وابتكارًا.