تعد الدكتورة خولة الحارثي من أوائل النساء في سلطنة عمان، اللواتي تعمقن بالبحث والدراسة في تقنية البلوكشين Blockchain، وأصبحت رئيسة نادي ال Blockchain سنة 2020 في سلطنة عمان.
تمتلك خولة الحارثي شغفا كبيرا باكتشاف التقنيات الجديدة، وترى أن أي شخص يريد أن يدير المستقبل بطريقة فعالة، فعليه أن يبدأ بالتعلم الآن.
في السطور تالية تلتقي فاينانشيال فريدوم توداي مع الدكتورة خولة الحارثي، رئيسة نادي البلوكشين في سلطنة عمان.
متى تم إنشاء نادي البلوكشين وإلى ماذا يهدف؟
في عام 2017، تأسس نادي البلوكشين كمبادرة وطنية، ثم أصبح مؤسسة غير ربحية تهدف إلى نشر المعرفة حول التقنيات الحديثة، والتوعية بأثرها في المجتمع.
ويهدف النادي إلى زيادة الوعي لدى المحترفين، للتوسع في المجالات الجديدة، والتسويق لسلطنة عمان كبيئة داعمة للتقنيات الحديثة، واستقطاب الاستثمار فيها.
من هو الجمهور الذي يستهدفه النادي؟
هذه نقطة جميلة جدًا، النادي لا يستهدف فئة عمرية محددة. نحن بدأنا من المدارس وانتهينا بالمحترفين الموجودين في المؤسسات الخاصة والحكومية.
وتواصلنا مع طلاب المدارس عبر الألعاب الاحترافية، وقمنا بتعريفهم على التقنيات الجديدة، ووصلنا إلى المحترفين من خلال تقديم ورش عمل تطبيقية، ومناقشات وندوات ومؤتمرات. هكذا تواصلنا مع كل الفئات العمرية، وما زلنا نطمح لنصل إلى كل الأعمار.. ولكن لماذا؟
المحترفون يستخدمون مهاراتهم في التقنيات الحديثة مثل البلوكشين، الإنترنت وال Cyber Security وغيرها من التقنيات. ولكن نحن أيضًا علينا أن نُجهز الجيل القادم للتعامل مع هذه التقنيات. وهذا هو الهدف الأسمى للنادي. فالجيل القادم سيتبنى هذه المهارات والتقنيات، والجيل الحالي يجب أن يكون على دراية بها.
هل هناك دورات متعلقة بتقنية البلوكشين في كلية الشرق الأوسط؟
نعم نحن من أوائل الكليات التي أدخلت مادة البلوكشين في الكلية، مادة يتعلم فيها الطالب ماهية البلوكشين والمجالات المستخدمة فيه، بدءًا من بناء منصة والتعامل بالعقود الذكية وعملية التحويلات. وهنا يصبح الطالب لديه العلم الكافي بأساسيات البلوكشين. ونحن على موعد مع شيء جديد في المستقبل القريب.
باختصار، هل يمكنك شرح كيفية عمل تقنية البلوكشين؟
البلوكشين (Blokchain) هي تقنية اللامركزية، بمعنى أن الأطراف يتواصلون مباشرة مع بعضها البعض. وتعمل هذه المحطة على تحويل بيانات وأموال العملاء بطريقة مباشرة من دون الحاجة الى وسيط. وتوفر سهولة التعامل بين الطرفين من خلال عقد ذكي يبرم بينهما ويتثبت على منصة البلوكشين.
اقرأ أيضًا: لماذا اخترع العالم تقنية البلوكشين؟
الجميل في تقنية البلوكشين أن لكل block أو مجموعة بيانات تشفيرها الخاص لذلك صنفت هذه التقنية بأنها آمنة، بحيث لو أراد شخص إختراق البلوكشين سيخترق فقط Block واحد أو إثنين وذلك لأن البيانات لها تشفيرة خاصة.
إن نسبة أمان المعلومات وصعوبة تغييرها تسمى بالintegrity، فهي نسبتها عالية جداً في تقنية البلوكشين.
خولة الحارثي: يمتلك الجيل الجديد شغفًا بتعلم التقنيات الجديدة لم أرَه من قبل
أي طرف يريد أن يغير معلومة أو record لن يقدر على تغيير نفس المعلومة بل تظهر المعلومات الجديدة ك Block جديد والأطراف الأخرى الموجودة في السلسلة ستحتفظ بالمعلومات القديمة وستعلم أن فلان حاول تغيير المعلومات لذلك نسبة الintegrity والأمان عالية جداً في نظام البلوكشين.
هل تعتقدين أن منطقة الشرق الأوسط لديها البنية التحتية لاعتماد تقنية البلوكشين؟
إذا أردنا أن نتكلم بشكل عام عن العالم العربي، أتوقع أننا نملك البنى التحتية حالياً، أما الباقي فهو البناء الفعلي لأن البناء الفعلي على هذه التقنية ليس بمراحله المتطورة حتى الآن.
حاليًّا ظهرت في سلطنة عمان العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في التقنيات الحديثة من ضمنها البلوكشين. ويمكن اختصار الموضوع بأن البنى التحتية موجودة، والبناء موجود، ولكنه مازال في مراحله الأولى، ولتبني أي تقنية جديدة نحتاج الى إطار تنظيمي.
هل الجيل الجديد في عمان متقبل لتعلم التقنيات الجديدة؟
يمتلك الجيل الجديد شغفًا بتعلم التقنيات الجديدة لم أرَه من قبل، وخلال زيارتنا لطلاب المدارس والكليات وحتى المحترفين، لاحظنا وجود شغف غير طبيعي نحو تعلم التقنيات الجديدة.
اقرأ أيضًا: البلوكشين في القطاع الصحي.. التقنية التي قهرت كورونا
نحن نتعامل أحياناً مع طلاب مدارس بعمر 12 و13 سنة وتصدمك درجة المعرفة والثقافة. ويعود السبب إلى أنهم يتابعون أخبار التكنولوجيا، وكل الأحداث الجديدة، فهذا الجيل جيل تكنولوجي بحت. ويمكننا القول إن هذا الجيل مثقف تقنيا، ويمتلك بحرًا من المعلومات. وعندما يشارك المحترفون في ورش العمل، يضيفون نقاطًا مهمة، وتصبح الورشة ذات قيمة عالية.
هذا الشغف نحو اكتشاف التقنيات الجديدة موجود في المجتمع، فنحن نتكلم عن أشخاص عاديين، ليس لديهم الخبرة التقنية وتراهم يتعاملون بالعملات المشفرة، لذلك علينا مسؤولية دعم وتوجيه وتقديم المهارات المطلوبة.
ما النصيحة التي توجهيها للشباب العربي؟
الكثير من المؤسسات تطمح أن تصبح Smart Organization لأن كل الأنظمة ستصبح ذكية والتطبيقات أيضًا، ومن ضمنها نظام البلوكشين.
ولذلك أختصر نصيحتي في جملة واحدة “لتدير المستقبل عليك أن تبدأ بالتعلّم”. لأنك إذا تعلمت اليوم التقنيات الجديدة، وقرأت عنها أكثر، وبدأت بالمشاركة في النوادي مثل نادينا حيث نقدم المعلومات الصحيحة وكل شيء تحتاجه، ستصبح في المستقبل رئيسًا تنفيذيًا لشركة تعتمد التقنيات الجديدة وأنت ستقود البنى التحتية ومن الممكن أن تقوم ببنائها كاملة.