على الرغم من مظاهر الثقة بالنفس التي يتمتع بها قادة التكنولوجيا، فإن العديد منهم يعترفون بمعاناتهم من رهاب المسرح، أو الخوف من التحدث أمام الجمهور. حتى شخصيات بارزة مثل جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرج، اعترفوا علنًا بشعورهم بالتوتر والقلق عند الصعود على خشبة المسرح.
جنسن هوانغ: مهندس يخاف من الأضواء
يكتسب جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، شهرة متزايدة بالتزامن مع النجاحات المتتالية التي تحققها شركته في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، كشف هوانغ في مقابلة بُثت على برنامج “60 دقيقة” في 29 ديسمبر عن معاناته من رهاب المسرح. ووصف تجربته في مؤتمر GTC AI العام الماضي بأنها “مخيفة”، قائلًا: “أنا مهندس، ولست مؤديًا. عندما خرجت إلى هناك، وشعرت بحماس الجمهور، كاد ذلك أن يوقف أنفاسي. ما زلت أشعر بالخوف”.
على الرغم من قيادته لشركة تُقدر قيمتها بأكثر من 3 تريليون دولار، وشخصيته المميزة (مثل سترته الجلدية السوداء الشهيرة)، ونجاحه الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن هوانغ يعترف بتوتره وقلقه من إلقاء الخطابات، وهو تحد سيواجهه مرة أخرى عند تقديمه خطابًا رئيسيًا في معرض CES في لاس فيجاس.
اقرأ أيضًا: سام ألتمان: إيلون ماسك رجل أعمال أسطوري لكنه متسلط
مشكلة شائعة بين قادة التكنولوجيا
لا يُعتبر هوانغ الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة. فستيف جوبز، المؤسس المشارك لشركة Apple، والذي اشتهر بعروضه التقديمية الجذابة، كان يُعد لهذه العروض بدقة متناهية قبل أشهر من موعدها. وقد ذكر بيل جيتس، مؤسس شركة Microsoft، في إحدى حلقات برنامج Armchair Expert podcast أنه كان يحسد جوبز على قدرته على الظهور بمظهر الواثق والمتحدث الطبيعي على المسرح، قائلًا: “لن أصل إلى هذا المستوى أبدًا”.
كما اعترف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، بأنه لم يكن يمتلك أي خبرة في الإدارة أو التواصل العلني عند تأسيس فيسبوك في سن المراهقة. ومع ذلك، أكد زوكربيرج عبر منصة Threads أن الخبرة والتجربة ساهمتا في تحسين قدراته في التحدث أمام الجمهور.
إيلون ماسك، مالك منصة X (تويتر سابقًا)، يُعتبر من أكثر الشخصيات صراحة بشأن هذا الأمر، حيث اعترف في تغريدة عام 2019 قائلًا: “أنا متحدث عام سيء! اللعنة”.
التغلب على الخوف من التحدث أمام الجمهور
حتى وارن بافيت، المستثمر الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة Berkshire Hathaway، اعترف بأن خوفه من التحدث أمام الجمهور كاد أن يُعيق مسيرته المهنية. وقد ذكر بافيت في فيلم وثائقي عام 2017: “كنت مرعوبًا من التحدث أمام الجمهور. لم أكن أستطيع فعل ذلك”. لكن بافيت لم يستسلم لهذا الخوف، بل التحق بدورة تدريبية في التحدث أمام الجمهور بعد تخرجه من كلية إدارة الأعمال عام 1951، ولا يزال ينسب الفضل لهذه الدورة في تغيير مسار حياته.
اقرأ أيضًا: 100 ألف بلاغ بتعطل Facebook وشركة Meta تعتذر
تُظهر هذه الأمثلة أن الخوف من التحدث أمام الجمهور يُعتبر تحديًا شائعًا حتى بين أكثر الشخصيات نجاحًا وتأثيرًا في عالم التكنولوجيا والأعمال. ولكنها تُثبت أيضًا أن هذا الخوف قابل للتغلب عليه من خلال التدريب والممارسة والتصميم.