أثار التراجع الحاد الذي شهدته الأسواق العالمية في أغسطس مخاوف متزايدة من حدوث ركود اقتصادي. هذه التقلبات تضع المستثمرين في مأزق، حيث يتساءلون عن مصير استثماراتهم في ظل هذه الظروف الصعبة. ومع ذلك، قد تتاح فرص استثمارية جديدة في مثل هذه الأوقات.
ونقل موقع غو بانكينغ رايت (GOBankingRates) عن بعض الخبراء الماليين عددًا من النصائح بشأن استراتيجيات الاستثمار التي يمكن أن تساعدك في حالة الركود، كما هو الحال دائمًا، عند النظر في خياراتك وفرصك الاستثمارية، يجب أن تفكر في التحدث إلى مخطط مالي أو غيره من المتخصصين، فما هي أبرز هذه النصائح؟
الاستثمار على المدى الطويل
أكدت مارجريتا تشينغ، الرئيس التنفيذي لشركة Blue Ocean Global Wealth، أن التركيز على توقيت السوق أمر مضلل. بدلاً من ذلك، ينبغي للمستثمرين أن يركزوا على تحليل استثماراتهم على المدى الطويل. فبدلاً من محاولة التنبؤ بتحركات السوق قصيرة الأجل، من الأفضل تقييم استثماراتهم بناءً على أهدافهم المالية وأفق الاستثمار الخاص بهم.
وشددت تشينغ على أهمية تكوين احتياطي نقدي كافي لحماية خططك الاستثمارية والتقاعدية، فوجود هذا الاحتياطي يضمن لك القدرة على الصمود أمام التقلبات السوقية دون الحاجة إلى بيع استثماراتك في وقت غير مناسب.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل أثناء تقلبات سوق الأسهم؟.. 5 نصائح استثمارية من وارن بافيت
تنويع استثماراتك
التنويع هو مفتاح الاستقرار المالي خلال فترات التقلبات الاقتصادية، فبتوزيع استثماراتك على مختلف الأصول، مثل الأسهم والسندات والعقارات، يمكنك تقليل تأثير أي تراجع في أصل معين على محفظتك بأكملها، كما تشير مارجريتا تشينغ، فإن التنويع يحمي محفظتك من التقلبات السوقية ويضمن لك تحقيق عوائد مستدامة على المدى الطويل.
لا تنتظر بناء ثروة
تشجع مارجريتا تشينغ على عدم الانتظار لامتلاك ثروة كبيرة قبل البدء بالاستثمار، إذ أنه بفضل استراتيجيات بسيطة مثل متوسط التكلفة بالدولار، يمكن لأي شخص تقريبًا بناء ثروة تدريجياً. هذه الاستراتيجية، التي تتضمن استثمار مبلغ ثابت بانتظام، هي نفسها الاستراتيجية المتبعة في العديد من خطط التقاعد التي يرعاها أصحاب العمل.
وتتمثل فائدة متوسط التكلفة بالدولار في أنك تشتري المزيد من الأسهم عندما تكون الأسعار منخفضة وأسهم أقل عندما تكون الأسعار مرتفعة.
اقرأ أيضًا: كيف تحول انهيار الأسواق إلى فرصة للثراء؟
الاستثمار في الشركات ذات الأداء العالي
يوصي براندون جريج، المستشار المالي ورئيس السوق لدى بنك البحرين والكويت لإدارة الثروات، بالاستثمار في الشركات الموثوقة ذات الأداء القوي والمردود العالي كاستراتيجية فعالة خلال فترات الركود الاقتصادي، إذ أن الشركات التي تتمتع بميزانيات قوية وتقدم منتجات وخدمات أساسية، مثل الشركات العاملة في قطاعات الرعاية الصحية والاتصالات، من المرجح أن تتجاوز التحديات الاقتصادية الحالية والاستمرار في توفير دخل ثابت للمستثمرين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فترات الانكماش الاقتصادي قد تمثل فرصًا ممتازة لشراء أصول قيمة بأسعار مخفضة، مما يزيد من احتمالات تحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل.
شركات السلع الاستهلاكية
يوصي جريج بالتركيز على الشركات التي تقدم السلع الاستهلاكية الأساسية، مثل المواد الغذائية، والطاقة، والرعاية الصحية، كاستراتيجية استثمارية آمنة خلال فترات الركود الاقتصادي. فنظراً للطلب المستمر على هذه المنتجات والخدمات، فإن هذه الشركات تتمتع بقدرة أكبر على الصمود والتكيف مع التغيرات الاقتصادية.
اقرأ أيضًا.. كم خسر مليارديرات العالم في انهيار الأسواق المالية؟
ومع ذلك، يجب على المستثمرين مراعاة المخاطر المحتملة، مثل التضخم وزيادة تكاليف الإنتاج، قبل اتخاذ قرار الاستثمار.
