حليمة جوماني المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”كيبسونز إنترناشيونال”: رحلة نجاحي كلمة السر فيها لزوجي.. ونرحب بالشركات الصغيرة والمتوسطة بالإمارات 

•  نموذج عمل المنصة يقوم على تقديم منتجات غذائية عالية الجودة بأسعار معقولة “من المورد إلى باب كل عميل بالإمارات”
  

• التحول إلى التجارة الإلكترونية بدأ قبل 7 سنوات.. وشبكة الشركة تضم أكثر من 600 مورد وعميل وما يزيد عن 1000 موظف يتشاركون الشغف بالجودة والخدمة المتميزة
  

• منصة كيبسونز تتيح إدراج منتجات الشركات الصغيرة والمتوسطة دون رسوم أو تكاليف تسويق.. ولسنا “أمازون” 
  

• المنصة وفرت مصدر دخل ثابت للشركات الصغيرة خلال “كورونا” عبر البيع المباشر للمستهلك.. والإدراج لدينا يخضع لمعايير صارمة
  

•  الإمارات مكان مليء بالإلهام وبيئة تنبض بالابتكار تقدم الكثير من الفرص من القوانين المشجعة على ريادة الأعمال إلى سهولة ممارسة الأعمال التجارية

خاص- فايننشال فريدوم تودي

لم يكن قرار التفرغ الكامل من أجل كيبسونز Kibsons قرارًا سهلاً. بعد ولادة طفلها الثالث حدث هذا التحول الكبير. تتذكر الآن كيف أصبح التوفيق بين رعاية ثلاثة أطفال والقيام بعملين في آن واحد كان أمرًا مرهقًا. وقتها شجعها زوجها على الانضمام إلى كيبسونز بدوام كامل. هذا القرار المحوري في مسيرتها المهنية الذي طالما تحدثت عنه حليمة جوماني المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”كيبسونز إنترناشيونال إل إل سي” بفخر، يكشف عن حجم الدعم الذي قدمه له زوجها جمال حسين، المدير العام والعضو المنتدب للشركة العائلية التي تأسست منذ أكثر من أربعة عقود، وهي واحدة من أبرز الأسماء في صناعة الفواكه والخضروات واللحوم والدواجن الطازجة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

كان “حسين” شريكًا لزوجته في كل خطوة من خطوات رحلة النجاح. حين أرادت تطوير عمل الشركة في مجال الأغذية الصحية، وجدت في حسين الداعم الأول لها. فكرة تحويل مجال أعمال الشركة في الأغذية الصحية الطازجة إلى التجارة الإلكترونية ولدت خلال محادثة عادية بينهما أثناء مشاهدة أحد الأفلام حيث كانت تتناول حبات من التوت الأزرق. منذ ذلك الحين، عمل الزوجان جنبًا إلى جنب على تأسيس قطاع التجارة الإلكترونية الذي يقدم منتجات غذائية عالية الجودة بأسعار معقولة، لأولئك الذين يقدرون التغذية والصحة والرفاهية لأحبائهم، “من المورد إلى باب كل منزل بالإمارات”.

على المستوى المهني، بدأت حليمة جوماني رحلتها المهنية من قطاع التمويل، حيث عملت في شركات بارزة مثل KPMG وجنرال إلكتريك (GE). ومع ذلك، فإن جاذبية الشركة العائلية كانت قوية. وبعد ساعات عملها المعتادة، كانت تساعد الشركة في إدارة شؤونها المالية وعملياتها، قبل أن تصبح رئيسًا تنفيذيًا.

اليوم، تحت قيادة “حسين”، وزوجته حليمة جوماني تفرعت أعمال الشركة دوليًا إلى مجموعة كاملة من المنتجات بالشراكة مع مئات الموردين المباشرين حول العالم. جاء النمو الحقيقي للشركة عندما أطلقت أعمالها التجارية عبر الإنترنت، لتوفير الأطعمة الطازجة والصحية مباشرة من السوق إلى الباب لآلاف المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة لأكثر من عشر سنوات، وعملت على تطوير هيكل تشغيلي وتكنولوجي وتنظيمي متكامل لدعم نمو أعمال الشركة بشكل كبير. يتضمن ذلك زيادة المنتجات المعروضة من 3000 إلى 18000 وحدة، وزيادة متوسط الطلبات اليومية من 2000 إلى أكثر من 5000 طلب عبر المنصات الإلكترونية.

مع “حليمة” وبدعم من زوجها، لم تتمكن Kibsons فقط من الارتقاء إلى مستوى المناسبة وخدمة عملائها بأفضل طريقة ممكنة، بل تمكنت العلامة التجارية من دعم من الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية من خلال منحهم مكانًا على منصتها عبر الإنترنت.

في هذا الإطار، تأتي قصة Kibsons International لتبرز كواحدة من أبرز الأمثلة على نجاح نموذج الأعمال الذي يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. تحت قيادة الرئيسة التنفيذية حليمة جوماني، التي تتمتع بخبرة تفوق 25 عامًا، شهدت الشركة تحولاً استراتيجياً جعلها من الرواد في مجال المنتجات الطازجة والتجارة الإلكترونية في الإمارات.

“فايننشال فريدوم توداي”، التقت حليمة جوماني وزوجها جمال حسين المدير العام وعضو العائلة المؤسسة، لتسلط الضوء على رؤيتهما بقيادة Kibsons وكيف استطاعا معًا بناء نموذج عمل مبتكر ومستدام مكّن Kibsons من دعم وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة لتجاوز تحديات السوق وتحقيق النجاح.. فما هي أسرار هذا النجاح؟ وكيف استطاعت الشركة أن تكون شريكًا استراتيجيًا للشركات الصغيرة والمتوسطة؟

ما هي الظروف التي أدت إلى إطلاق قسم التجارة الإلكترونية في Kibsons وكيف غيرت هذه الخطوة مسار الشركة؟

في البداية ينبغي أن نعرف أن شركة Kibsons International LLC، تأسست في دبي عام 1980 تحت قيادة ورؤية حسين إسماعيل خاطري، رئيس مجلس الإدارة. وفي عام 1997، تابع زوجي جمال حسين، العضو المنتدب الحالي، بناء هذه المسيرة الواعدة.

وبفضل الرؤية الريادية والنهج الاستراتيجي، أصبحت الشركة رائدة في قطاع السلع الاستهلاكية، خاصة في مجالات الفاكهة والخضروات واللحوم والدواجن. وعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود، رسخت Kibsons International LLC مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في سوق المنتجات الطازجة في الإمارات العربية المتحدة.

تتميز Kibsons بالتزامها الدائم ببناء علاقات طويلة الأمد مع الموردين والعملاء، مما منحها سمعة عالمية تقوم على النزاهة والثقة. اليوم، تضم شبكة الشركة أكثر من 600 مورد وعميل، ويعمل بها ما يزيد عن 1000 موظف يتشاركون الشغف بالجودة والخدمة المتميزة.

خلال السنوات السبع إلى الثماني الأخيرة، شهدت الشركة تحولًا جذريًا. عندما بدأت رحلة التجارة الإلكترونية بمحض الصدفة، في أحد الليالي، وأثناء تناول حبات من التوت الأزرق خلال مشاهدة فيلم، ولدت فكرة تحويل مجال أعمال الشركة في الأغذية الصحية الطازجة إلى التجارة الإلكترونية. يقدم هذا النموذج الجديد منتجات غذائية عالية الجودة بأسعار معقولة، لأولئك الذين يقدرون التغذية والصحة والرفاهية لأحبائهم، “من المورد إلى باب كل منزل بالإمارات”. كذلك، تعززت الفكرة أثناء مراجعة أداء قسم توزيع المنتجات على السوبر ماركت في دبي. أدت إعادة الهيكلة إلى تأسيس قسم التجارة الإلكترونية، مما أضاف بُعدًا جديدًا لعمل الشركة. أصبح هذا القسم مسؤولًا عن تقديم الفواكه والخضروات الصحية بأسعار معقولة وبطريقة عملية وسهلة، لتلبية احتياجات الآلاف من سكان دبي.

لماذا اخترتم التركيز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال Kibsons؟ ولماذا تعتقدون أنها أساسية في اقتصاد الإمارات؟

اختيارنا لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة جاء من قناعتنا الراسخة بأنها تشكل الدعامة الأساسية لأي اقتصاد ناجح، وخاصة في الإمارات. الشركات الصغيرة والمتوسطة تتميز بقدرتها على الابتكار والتكيف بسرعة مع التغيرات السوقية، مما يجعلها محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في البلد.

في الإمارات، حيث يكثر التنوع وتزدهر فرص العمل، تعتبر هذه الشركات المساهمة الأكبر في خلق فرص العمل وتحفيز الاقتصاد المحلي. لكن، على الرغم من دورها الكبير، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه تحديات كبيرة تتعلق بتوفير الوصول إلى الأسواق، خاصة مع متطلبات الشركات الكبرى التي قد تكون بعيدة المنال بالنسبة للكثير منها.

من هنا، جاء تركيزنا على دعم هذه الشركات من خلال إزالة الحواجز مثل رسوم الإدراج وفتح المتاجر، وتقديم منصة تسويقية تساعدها على الوصول إلى أعداد كبيرة من العملاء. نؤمن بأن دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ليس فقط يساعد على استدامتها، بل يعزز أيضًا تنوع الاقتصاد الوطني ويعطيه القدرة على الصمود والنمو في ظل التحديات العالمية.

كيف يساعد نموذج عمل Kibsons الشركات الصغيرة والمتوسطة على التغلب على تحديات تأمين مساحة العرض والرؤية في سوق تنافسي ومتنامي مثل الإمارات؟

في Kibsons، نحن نؤمن بأن الفكرة الأساسية تكمن في تقديم المنتجات الجيدة بأسعار تنافسية، بحيث تكون في متناول العملاء. كيف نعرف إذا كان المنتج جيدًا وسعره مناسب؟ الأمر بسيط: إذا كان لديك منتج جيد وسعر تنافسي يمكن لعملائنا تحمل تكلفته، فلا مانع لدينا من عرضه على منصتنا الإلكترونية. نحن نختبر كل منتج يأتي إلينا، ونضعه على الموقع فقط إذا اجتاز هذه المعايير. وهذا يتيح لنا تقديم منتجات متنوعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي قد تجد صعوبة في الحصول على مكان في أرفف المتاجر التقليدية.

ما هو الدور الذي لعبته Kibsons خلال جائحة كورونا في دعم العلامات التجارية المحلية، وكيف تكيفت استراتيجية الشركة لتلبية احتياجات هذه الشركات؟

تأثرت الشركات الصغيرة والمتوسطة بشدة خلال جائحة كورونا، خصوصًا عندما اضطروا للتحول من العمل في المنشآت التقليدية إلى العمل بالكامل عبر الإنترنت. في هذا السياق، لعبت Kibsons دورًا حاسمًا في دعم تلك الشركات من خلال منصتنا الإلكترونية التي وفرت لهم مصدر دخل ثابت من خلال البيع المباشر للمستهلك. هذا المصدر كان بالغ الأهمية خلال فترة الجائحة، حيث إن العديد من الشركات، خاصة في قطاع الفنادق والمطاعم، كانت بحاجة ماسة إلى طرق جديدة للبقاء على قيد الحياة. نحن قدمنا لهم هذه الفرصة لتوسيع نطاق عملهم وتحقيق استمرارية أعمالهم في تلك الظروف الصعبة.

هذا النموذج ساعدهم في الوصول إلى عملاء جدد بشكل أسرع وأتاح لهم استمرارية العمل في وقت كانت فيه الأسواق التقليدية مغلقة أو غير مستقرة.

ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع التجزئة في الإمارات؟ وكيف تعالج Kibsons هذه التحديات بشكل مختلف عن المنصات الأخرى المتاحة؟

الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع التجزئة في الإمارات تواجه العديد من التحديات التقليدية التي تعيق قدرتها على التوسع والنمو. النموذج التقليدي لإطلاق منتج في قطاع التجزئة يتضمن رسوم افتتاح المتاجر، ورسوم الإدراج، وتكاليف التسويق، وغيرها من الرسوم التي يمكن أن تكون عبئًا ثقيلًا على الشركات الصغيرة.

في كيبسونز، اخترنا أن نكون مختلفين تمامًا. لم نفرض أي رسوم على الشركات الصغيرة والمتوسطة، مثل رسوم فتح المتاجر أو إدراج المنتجات أو حتى رسوم التسجيل. كما أننا لم نضع أي شروط تعيق الشركات مثل تحديد الحد الأدنى للطلبات أو فرض قيود على التعامل مع شركات أخرى في فترة معينة. بهذا الشكل، وفرنا لهم منصة سهلة لإطلاق منتجاتهم، مما منحهم الفرصة للحصول على دعم سريع والنمو بسرعة، وهو ما يحتاجه أي عمل صغير في بدايته.

نحن لا نكتفي بتقديم منصة للبيع فقط، بل نعمل على تسهيل العملية بشكل كامل، من دون القيود التقليدية التي قد تجعل دخول السوق صعبًا على الشركات الصغيرة.

كيف يختلف نموذج عمل Kibsons عن المنصات الأخرى؟

Kibsons ليست مجرد سوق إلكترونية يعرض المنتجات للبيع فقط، بل نحن نمتلك جميع المنتجات التي نعرضها على منصتنا. على عكس منصات مثل أمازون، حيث يتم عرض المنتجات من قبل البائعين دون أن تمتلك المنصة المنتج نفسه، نحن في Kibsons نشتري جميع المنتجات التي نؤمن بها ونتحمل كامل المسؤولية عن الجودة والتسليم.

هذا النموذج يتيح لنا تقديم تحكم كامل في سلسلة الإمداد، مما يضمن أن كل منتج يعرض على منصتنا يتم اختباره ومراجعته بشكل دقيق قبل أن يصل إلى العملاء. نحن لا نكتفي بدور الوسيط فقط، بل نكون المسؤولين المباشرين عن المنتجات التي نوفرها لعملائنا، مما يساهم في تقديم تجربة تسوق أكثر موثوقية واحترافية.

ما هي نصيحتكم لرواد الأعمال الطموحين في الإمارات الذين يتطلعون لإطلاق شركاتهم الصغيرة والمتوسطة؟

الإمارات مكان مليء بالإلهام، المكان هنا يعج بالإبداع والأحلام التي تتحقق. إنها بيئة تنبض بالابتكار، وكل من يرغب في أن يكون جزءًا من هذا المناخ يجب أن يعرف أن هذه الأرض تقدم الكثير من الفرص. من القوانين المشجعة على ريادة الأعمال إلى سهولة فتح الأعمال التجارية، وحتى مرونة قوانين العمل التي تصب في مصلحة الشركات الصغيرة والمتوسطة، فإن الإمارات هي المكان المثالي لتحقيق أحلامك.

إذا كنت تفكر في إطلاق مشروعك الخاص، هذه هي الفرصة لاختبار قدرتك على قيادة عمل تجاري، وإطلاق منتج تؤمن به، وصنع فرق في حياتك وحياة الآخرين. نحن هنا في Kibsons، نعتبر أنفسنا مثالًا على ذلك. بدأنا صغارًا جدًا في قطاع التجارة الإلكترونية، وتصرفنا مثل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأدرنا عملياتنا تمامًا كما تفعل أي شركة ناشئة. اليوم، يمكننا أن نقول بكل فخر أننا توسعنا بفضل هذا النهج. إذا تمكنا نحن من الوصول إلى ما نحن عليه اليوم، فيمكن لأي شخص أن يحقق ذلك.

ما هي خططكم المستقبلية لـKibsons في دعم الـ SMEs وتوسيع نطاق تأثير الشركة في الإمارات؟

عندما بدأنا في التجارة الإلكترونية، كان لدينا مجموعة من القيم الأساسية التي كنا نؤمن بها. كانت مهمتنا الأساسية أن نحدث فرقًا في حياة الآلاف من السكان في الإمارات، سواء كانوا عملائنا أو موردينا من الشركات الصغيرة والمتوسطة. هذه القيم هي ما يقوم عليه عملنا، ونحن ملتزمون بالوقوف إلى جانبها طالما استمرت كيبسونز في الوجود.

مستقبلنا يتضمن استمرارنا في دعم السوق المتنامي للشركات الصغيرة والمتوسطة في دبي، خاصة في قطاع الزراعة حيث هناك العديد من المزارعين الجدد الذين يحتاجون إلى فرص للوصول إلى الأسواق. ونحن نعتبر ذلك شرفًا وامتيازًا أن نكون قادرين على تقديم خبراتنا، ونصائحنا، ومنصتنا لمساعدتهم في الوصول إلى المستهلكين في الإمارات. سنواصل دعم هذا القطاع الحيوي والمساهمة في نموه، مما سيسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة الإمارات كمركز لريادة الأعمال.