شارك الملياردير جنسن هوانغ (Jensen Huang)، رئيس شركة إنفيديا (Nvidia)، بعض النصائح الحكيمة للشباب، في كيفية النجاح والوصول إلى هدفهم في حياتهم المهنية، أوذلك ثناء استضافته في جامعة ستانفورد لأبحاث السياسات الاقتصادية.
ويعد جنسن هوانغ، أحد أبرز قادة الشركات في الوقت الحالي، حيث يكون المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا لتصنيع الرقائق التي تبلغ قيمتها أكثر من 2 تريليون دولار.
وتبلغ ثروة هوانغ ما يقترب من91 مليار دولار، مما جعله ضمن قائمة أغنى 20 شخصًا في العالم، حسب تصنيف بلومبرغ للمليارديرات.
جنسن هوانغ: «النجاح يحتاج إلى المعاناة»
تحدث الملياردير جنسن هوانغ، مع الطلاب في جامعة ستانفورد لأبحاث السياسات الاقتصادية، عن السر الذي يساعد الشباب في النجاح، حيث سُئل كيف يمكن للخريجين الشباب الطموحين من الجامعة تحسين فرصهم في النجاح؟
وأجاب هوانغ، الذي تخرج بدرجة الماجستير من جامعة ستانفورد في عام 1992، على هذا السؤال قائلاً: «أعتقد أن إحدى المزايا العظيمة التي أتمتع بها هي أن توقعاتي منخفضة للغاية»، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
وأوضح أن التخرج من إحدى أرقى المؤسسات العلمية على هذا الكوكب من شأنه أن يرفع بطبيعة الحال توقعاتهم لمستقبلهم ولكنه قد يعيق نجاحهم.
اقرأ أيضًا: اقتربت قيمتها من 2 تريليون.. كيف يدير جنسن هوانغ شركة إنفيديا؟
وتابع: «الأشخاص الذين لديهم توقعات عالية للغاية لديهم مرونة منخفضة للغاية، وللأسف، المرونة هي سر النجاح»، مشيرًا إلى أنه من أجل النجاح لابد أن يكون لديك القوة على المثابرة وتحمل المعاناة حتى تحقيق الحلم الذي تريده.
أهمية المعاناة في تحقيق النجاح
ذكر رئيس شركة إنفيديا، عن أهمية المعاناة في تحقيق النجاح، حيث ينسب إليها النجاح في شركته، قائلا: «حتى يومنا هذا استخدم عبارة الألم والمعاناة داخل شركتنا بسعادة كبيرة».
وقال جنسن هوانغ: «لقد قصدت ذلك بطريقة سعيدة لأنك تريد تحسين شخصية الموظفين في شركتك، تريد منهم العظمة، ولكن العظمة ليست الذكاء؛ العظمة تأتي من الشخصية، والشخصية لا تتشكل من الأشخاص الأذكياء؛ بل تتشكل من الأشخاص الذين لديهم تجارب كثيرة وعانوا في حياتهم المهنية حتى الوصول إلى النجاح، وبالتالي فإنك إذ لم تعانِ وتتعرض لتجارب كثيرة في حياتك لن تصل إلى النجاح»
ثم قال هوانغ مازحا: «إلى جميع طلاب جامعة ستانفورد، أتمنى لكم جرعات كبيرة من الألم والمعاناة».
اقرأ أيضًا: «لا شيء يسعدني أكثر من بناء شركة».. من جينسن هوانغ مؤسس إنفيديا؟
ومن المؤكد أن الملياردير جنسن هوانغ، واجه نصيبه العادل من التحديات عندما كان صغيرًا، حيث وُلد في تايوان عام 1963، والتحق بعد ذلك بمدرسة داخلية في كنتاكي، وتعرض للتنمر بلا هوادة، بما في ذلك وصفه بالإهانات المعادية للآسيويين من قبل الطلاب الآخرين.
وقال لمجلة نيويوركر: «في ذلك الوقت، لم يكن هناك مستشار للتحدث معه، في ذلك الوقت، كان عليك فقط أن تتشدد وتمضي قدمًا».
العمل والمثابرة الطريق للوصول إلى النجاح
يأتي حديث الملياردير جنسن هوانغ، عن الفرص التي تساعد الشباب في النجاح، مؤكدًا على أهمية الألم والمعاناة، استكمالاً لحديثه للخريجين من كلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال بجامعة ستانفورد.
وقال جنسن إنه عمل في العديد من الوظائف ذات الحد الأدنى للأجور، بما في ذلك غسل الأطباق في مطعم «Denny’s» وحتى تنظيف المراحيض، لكن لم يتملك منه اليأس وظل دائمًا يعمل، وهو لديه يقين من أنه سيصل إلى النجاح في يوم من الأيام.
وحتى بعد نجاحه في تأسيس شركة إنفيديا وتحقيق ثروة من مليارات الدولارات؛ إلا أنه يظل يعمل ويجتهد أكبر ولديه حالة من القلق المستمر من الفشل، مُشيرًا إلى أنه لا يستطيع التخلص من الشعور بأن إمبراطوريته في مجال الرقائق قد تتزعزع في أي لحظة، نتيجة للتحديات التي واجهتها الشركة في الماضي.
اقرأ أيضًا.. «مهمة شاقة».. رئيس شركة إنفيديا يشارك تجربة تأسيس عملاق الرقائق الإلكترونية
وفي قمة «New York Times DealBook» لعام 2023، صرح بأن بناء شركة من الصفر يُعد تحديًا كبيرًا، وأنه واجه بنفسه تجارب كادت تُخرج الشركة من السوق عدة مرات، وهذا الشعور يظل ملازمًا له.
وأضاف أنه يستيقظ كل صباح وهو يشعر بالقلق، مؤكدًا أنه لن يُوصي أحدًا بتأسيس شركة، مُعتبرًا أن الأمر يتطلب تحمل الكثير من الألم والمعاناة والتحديات.