جنسن هوانغ، الشخصية البارزة وراء شركة إنفيديا (Nvidia)، يُعتبر من الرواد في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد ساهمت قيادته في تحقيق إيرادات بالمليارات للشركة.
في تطور حديث، أبلغت الشركة المتخصصة في صناعة الرقائق عن إيرادات تفوق 22.1 مليار دولار للربع الأخير، من العام الماضي 2023، متجاوزةً بذلك التوقعات السابقة لوول ستريت. وتُظهر الشركات اهتمامًا متزايدًا بوحدات معالجة الرسوميات من إنفيديا (Nvidia)، المعروفة اختصارًا بـ «GPUs»، لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا النجاح المتواصل جعل من إنفيديا واحدة من الشركات ذات الأسهم الأكثر ارتفاعًا، وأدى إلى زيادة ثروة هوانغ إلى91 مليار دولار، مما وضعه ضمن أغنى 20 شخصًا في العالم حسب تصنيف بلومبرغ للمليارديرات..
لكن شهرة هوانغ لا تقتصر على تأسيسه لشركة ناجحة فحسب، بل يُعرف أيضًا بمسيرته المهنية المتميزة وأسلوبه الإداري الفريد، بالإضافة إلى بعض الحقائق اللافتة في حياته التي قد تكون غير معروفة للكثيرين.
بدايات جنسن هوانغ
في شبابه، عمل جنسن هوانغ في تنظيف الحمامات بمدرسة إصلاحية، بعد أن أرسلته عمته بالخطأ إلى معهد أونيدا المعمداني في كنتاكي، ظنًا منها أنها مدرسة تحضيرية، كما ذكر في مقابلة مع مجلة وايرد عام 2002.
خلال مقابلة في عام 2012، وصف هوانغ الأجواء في المدرسة بأنها كانت قاسية، حيث كان الطلاب يحملون سكاكين جيب وكانت المشاجرات بينهم عنيفة ومؤذية، وكان عليه أيضًا القيام بمهام تنظيف الحمامات كجزء من العمل المدرسي.
التقى جنسن هوانغ زوجته لأول مرة في الكلية عندما كان في السادسة عشرة من عمره، في صف الهندسة الكهربائية بجامعة ولاية أوريغون خلال الثمانينات، حيث كانا يعملان معًا في المختبر، وفقًا لما ذكره موقع بيزنس إنسايدر.
وفي مقابلة حديثة مع شركة HP، تحدث هوانغ عن بداية علاقته بزوجته، قائلاً: «كنت أملك شاحنة صغيرة جميلة، ودعوتها لرؤية واجباتي المدرسية، وهكذا بدأت قصة حبنا»، وللزوجين الآن طفلان.
اقرأ أيضًا.. الرابحون من الذكاء الاصطناعي.. «إنفيديا» ليست وحدها
بداية تأسيس شركة إنفيديا
نشأت فكرة إنشاء شركة إنفيديا (Nvidia) في مطعم «Denny’s Diner» بكاليفورنيا، حيث تبادل جنسن هوانغ وأصدقاؤه، كريس مالوكوفسكي وكيرتس بريم، الأفكار حول رؤية الشركة المستقبلية في عام 1993.
في مقابلة مع فريق كلية الهندسة بجامعة ستانفورد عام 2010، ذكر هوانغ أنهم استمتعوا بتصور وتبادل الأفكار حول الشركة التي يرغبون في تأسيسها وكيف يمكنهم المساهمة في تغيير العالم.
وصف هوانغ نفسه بأنه كان خجولًا للغاية خلال فترة عمله بدوام جزئي في سلسلة المطاعم كطالب جامعي، وفقًا لما ذكره في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز ، مشيرًا إلى أن تجربته في العمل على طاولات الانتظار ساعدته على التغلب على خجله.
اقرأ أيضًا: «لا شيء يسعدني أكثر من بناء شركة».. من جينسن هوانغ مؤسس إنفيديا؟
حقائق مذهلة عن جنسن هوانغ
جنسن هوانغ، الذي يُعد من الشخصيات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويترأس إحدى أهم شركات التكنولوجيا العالمية، يتمتع بشخصية فريدة ولديه بعض الحقائق المثيرة للاهتمام.
من أبرز ما يُعرف عنه هو امتلاكه لوشم يحمل شعار شركة إنفيديا (Nvidia) على كتفه، وهو يفخر به كثيرًا، لكنه صرح بأنه لا ينوي الحصول على وشم آخر، مُعلقًا بأن الوشم كان تجربة مؤلمة للغاية.
كما اعترف بأنه لم يتمالك دموعه عندما بلغ سعر سهم الشركة 100 دولار، وفقًا لما ذكره في مقابلة مع مجلة فورتشن عام 2017، حيث قال: «كان أطفالي بجانبي وكانوا يحثونني على السيطرة على مشاعري».
ويُعرف عن هوانغ أيضًا أنه أصبح أيقونة للأناقة بفضل سترته الجلدية السوداء، وقد أعرب عن سعادته بأن زوجته وابنته هما من يختاران ملابسه، كما ذكر في مقابلة مع برنامج HP.
وقد حظيت السترة الجلدية التي يرتديها بشهرة واسعة، إلى درجة أن بعض التجار عبر الإنترنت قاموا ببيع نسخ مقلدة منها، مستخدمين اسمه وصورته في الترويج لها على منصات مثل أمازون (Amazon) وجاكت بوب (Jacktpop).
أسلوب جنسن هوانغ في الإدارة
يتمتع جنسن هوانغ بأسلوب إداري يتسم بالمباشرة والتواصل الفعّال، حيث يشرف مباشرةً على حوالي 50 موظفًا، مما يُمكّنه من البقاء على اطلاع دائم بأحداث الشركة.
في مقابلة أجراها في قمة «DealBook» لعام 2023، أوضح هوانغ أن زيادة عدد التقارير المباشرة للرئيس التنفيذي تُقلل من التواصل الإداري داخل الشركة، مما يُسهل تدفق المعلومات ويضمن دعم جميع الموظفين بالمعلومات اللازمة.
وأكد أن هذا النهج يُحسن أداء الشركة بشكل عام، لأنه يُعزز التحالف والوعي بين جميع الأفراد.
وفقًا لمئات الرسائل الإلكترونية التي يُرسلها يوميًا، فإن رسائل البريد الإلكتروني القصيرة التي يُرسلها تُظهر صراحته، وقد وُصفت بأنها تشبه القصائد الشعرية، بينما يُقارن التفاعل معه بـ«وضع إصبعك في مقبس كهربائي».
يُعبر هوانغ عن قلقه المستمر من فشل محتمل، مُشيرًا إلى أنه لا يستطيع التخلص من الشعور بأن إمبراطوريته في مجال الرقائق قد تتزعزع في أي لحظة، نتيجة للتحديات التي واجهتها الشركة في الماضي.
اقرأ أيضاً.. ألعاب الفيديو لن تعود كما كانت قبل الذكاء الاصطناعي؟.. القصة لدى «إنفيديا»
وفي قمة «New York Times DealBook» لعام 2023، صرح بأن بناء شركة من الصفر يُعد تحديًا كبيرًا، وأنه واجه بنفسه تجارب كادت تُخرج الشركة من السوق عدة مرات، وهذا الشعور يظل ملازمًا له.
وأضاف أنه يستيقظ كل صباح وهو يشعر بالقلق، مؤكدًا أنه لن يُوصي أحدًا بتأسيس شركة، مُعتبرًا أن الأمر يتطلب تحمل الكثير من الألم والمعاناة والتحديات، وأنه لو كان الناس يدركون حجم الصعوبات التي سيواجهونها، لما قرروا البدء في هذا المسار.