كشف تقرير حديث عن تطورات اعتماد الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، مُظهرًا تقدمًا ملحوظًا في تبني هذه التقنية في مختلف القطاعات. ويُسلط التقرير الضوء بشكل خاص على دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تُعتبر رائدة إقليميًا في هذا المجال، حيث تستخدم ما يقرب من نصف الشركات الإماراتية (44.74%) الآن نماذج لغوية متقدمة في عملياتها.
الإمارات تقود تبني الذكاء الاصطناعي في المنطقة
يُظهر الاستطلاع، الذي شارك فيه 53.25% من دولة الإمارات العربية المتحدة، الدور المحوري الذي تلعبه الدولة في تبني الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة. تُشير النتائج إلى تكامل قوي للذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تُبين أن 27% من الشركات تستكشف الذكاء الاصطناعي بنشاط، و36% في مراحل التبني الأولية، و13% تُظهر تكاملاً عميقًا، و13% أخرى رائدة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المبتكرة.
اقرأ أيضًا: الشركات الإماراتية تستعد لاستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
استخدامات الذكاء الاصطناعي في الإمارات
كشفت الدراسة، التي أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع شركة أسترا تك تحت عنوان «الاستفادة من الذكاء الاصطناعي القابل للتنفيذ في الشرق الأوسط»، عن أنماط استخدام الذكاء الاصطناعي في الإمارات. يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي لاسترجاع المعلومات (46%)، وخدمة العملاء والدعم (33%)، والتوصيات الشخصية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي (13%).
قطاع التجزئة في الصدارة
يُحقق قطاع التجزئة نتائج واعدة في تبني الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم الشركات نماذج الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تسوق مُخصصة تعتمد على سلوك العملاء وتاريخ الشراء. يُؤكد هذا التوجه على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة العملاء وزيادة المبيعات.
أهمية التوطين في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
أكد حسن النون، نائب الرئيس الأول للتكنولوجيا في شركة أسترا تك، على أهمية التوطين في تنفيذ الذكاء الاصطناعي، قائلاً: «تسلط النتائج الضوء على الإمكانات الهائلة التي يحملها الذكاء الاصطناعي لتحويل الصناعات في الشرق الأوسط، إذ توفر هذه الورقة البيضاء منظورًا محليًا يتناول الحساسيات الثقافية والامتثال». يُشير هذا إلى ضرورة تكييف تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع السياق الثقافي والاجتماعي للمنطقة.
اقرأ أيضًا: دبي مول يستعد لاستقبال أول متحف في العالم للذكاء الاصطناعي
دفعت المخاوف الأمنية والخصوصية بعض الشركات الإقليمية إلى تطوير نماذج لغوية داخلية مُدربة على البيانات الخاصة بالامتثال. تعمل هذه النماذج كروبوتات محادثة لمساعدة مسؤولي الامتثال في الاستفسارات التنظيمية وتحسين الكفاءة التشغيلية، ما يُساهم في تعزيز الثقة في استخدام الذكاء الاصطناعي.
جمع الاستطلاع مدخلات من مجموعة متنوعة من المهنيين، بمن فيهم كبار المسؤولين التنفيذيين ورؤساء الأقسام والمديرين وكبار المسؤولين ونواب الرؤساء في مختلف الصناعات، ما يُوفر رؤية شاملة ودقيقة لاتجاهات اعتماد الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
أخيرًا يُظهر التقرير بوضوح أن منطقة الشرق الأوسط، بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، تُحقق تقدمًا كبيرًا في تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. من المتوقع أن يُساهم هذا التوجه في تعزيز النمو الاقتصادي والابتكار في المنطقة، مع ضرورة مراعاة الجوانب الثقافية والأمنية والخصوصية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.