خاص Fifreedomtoday– حسان حمود، شاب لبناني، يعمل في شركة ميتا Meta العالمية التي تضم واتساب، وفيس بوك، وإنستجرام، تحت قيادة رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ، والذي أعلن مؤخرًا، عن تسريح الموظفين في ميتا في ظل الأزمة المالية التي تمر بها حاليُا.
في مقابلة سابقة روى حسان حمود لـ فاينانشيال فريدوم توداي، كيفية حصوله على وظيفة داخل شركة ميتا العالمية، وحجم العوائق التي واجهها وتغلب عليها. ولذلك تلتقي فاينانشيال فريدوم توداي مع حسان محمود، باعتباره أحد الشهود الفعليين من داخل الحدث على خلفيات تسريح الموظفين في ميتا وأثر القرار على العاملين بها.
سألنا مارك كثيرًا حول نية تسريح الموظفين في ميتا والجواب كان: لا!
هل أنت سعيد في ميتا؟ هل الوظيفة تساعدك على التطور والتعلّم؟
تعلمت الكثير خلال فترة التدريب في شركة ميتا، والتي استغرقت حوالي أربعة أو خمسة أسابيع. ومنذ انضممت إلى الفريق الذي أعمل معه حاليًا اكتسبت الكثير من المهارات التقنية والإدارية. وثقافة الشركة هنا أن تعمل بأسلوبك الخاص، والثقة بقدراتك كبيرة، ولكن يجب أن يكون ما ينجزه الفرد له مردود كبير للشركة.
اقرأ أيضًا: شركة ميتا تتخلى عن 13% من الموظفين في أكبر عملية تسريح في تاريخها
حيث لا تكون كل المهام المطلوبة مني صارمة تمامًا، ما يتيح لي كموظف فرصة الإبداع، وأن أضع الخطة والخطوات المناسبة لإتمام المهمة، وتحقيق الهدف دون مساعدة أحد، أو استشارة المدراء والمسؤولين، على أساس أن الشركة وظفت الشخص المناسب في المكان الصحيح.
أمنت شركة ميتا للموظفين الذين تم تسريحهم تعويضات كبيرة
كيف تصف أثر قرار مارك زوكربيرغ بتسريح بعض الموظفين في ميتا؟
نحن كموظفين في ظل كل الإشاعات التي يتم تداولها مؤخرًا، لم نكن على علم بهذا القرار، وفي اجتماعاتنا الأسبوعية مع مارك زوكربيرغ، كان هذا السؤال يتكرر كثيراً حول إن كانت هناك قرارات بالتسريح في ميتا، والجواب كان دائمًا: «لا!».
اقرأ أيضًا: ميتا تخسر 20% من أسهمها ومارك يؤكد: مازلنا الأفضل
لكن يوم الأحد، نشرت صحيفة وال استريت Wallstreet، أن قرارات التسريح في ميتا مطروحة، وسيتم الإعلان عنها في أي وقت، ثم فوجئنا بعدها أن مارك زوكربيرغ نشر على صفحته الخاصة اتخاذ هذا القرار. وهكذا دبَّ الرعب في قلوب الموظفين، فكل موظف سوف يتلقّى بريداً إلكترونياً، إمّا ليخبره أنه تم تسريحه أم ليبشره أن قرار التسريح لا يطاله وهذا ما حدث معي!
الشركة بعدما أعلنت قرار التسريح، لم تترك الموظفين بمفردهم، بل أمنت للجميع تعويضات كبيرة تمكنهم من تيسير أمورهم، وفي مساء اليوم ذاته اجتمع مارك زوكربيرغ مع الموظفين، الذين لم يتم تسريحهم وأخبرهم بكامل الأسى أنه كان مضطرًا لاتخاذ هذه الخطوة.
هل كانت هناك معايير تم تسريح الموظفين على أساسها، هل كفاءة الموظف أم أهمية ما يقدمه؟
لقد اجتمعنا مع القادة منذ أيام وتم التساؤل من قبلنا عن هذا الموضوع لكن كل الإجابات كانت مبهمة، برأيي لقد أخذوا بعين الاعتبار التوزع الجغرافي فقد تم تسريح العديد من الموظفين في عدد من البلدان ولكن ليس هناك أي معايير رسمية صرِّحَ عنها، حتى أن هناك أعضاء من الفريق الذي يعمل على تطوير Oculus VR تم تسريحهم، فهذا الموضوع غامض.
حجم اللوم كبير على فريق تطوير Oculus VR لأنها تعتبر ساهمت بشكل كبير بخسارة الشركة، فالاستثمار بهذا المجال لم يكن سهلاً وتسبب بخسائر ضخمة بسبب عدم ايمان وثقة البعض بهذا المجال. في رأيي، هو استثمار جيد لكنه لا يقدم المردود المنتظر اذ أن قيمة السهم متدنية جداً والسبب يعود لعدم اقتناع وثقة المستثمرين بنجاحات هذا المجال!
بعدما تم الإعلان عن تسريح الموظفين في ميتا.. كيف هو الوضع بين الموظفين؟
هناك إعادة هيكل للشركة حالياً، فبعض الفرق اختفت وتم دمج بعضها، وتم اغلاق قسم من المكاتب في بعض البلدان من اجل تخفيف المصاريف، ففي برلين تم اغلاق طابق من المكتب، يوجد ميزانية جديدة للسنة القادمة قيد التحضير وهي ستحدد كل شيء.
يجب أن يعود كل شيء لطبيعته بأسرع وقت، لن يزيد الضغط ولكن يجب أن نغيّر أسلوب التفكير ونصب كامل التركيز على التأثير الإيجابي لكل ما يتم تنفيذه في الشركة، يجب علينا اثبات أن كل المهام والاهداف التي نعمل لتحقيقها تزيد أرباح الشركة وتساهم بتطوُّرها ونجاحها.
هل تم تسريح أحد الزملاء المقربين منك؟
كان هناك زميل في مخيم التدريب وهو من إيطاليا، كان مبتدئ لكن تم تسريحه ولم يستطع الاستمرار بوظيفته، أيضاً تعرفت على موظف يعمل في ايرلاندا أرسلوا له بريداً الكترونياً يخبرونه انهم سيبدأون مرحلة التفاوض والاستشارات وذلك بناءً على القوانين الموجودة في البلد التي يعمل منها.
وبالتأكيد إضافةً الى التعويضات والتدريبات لتأمين فرصة عمل أخرى والمساعدة على تطوير السيرة الذاتية.تحمَّل زكربيرج المسؤولية وقال انه اتخذ بعض القرارات الخاطئة الأمر الذي أدّى للوصول إلى هذه الامرحلة ووضع المستثمرين بعض الشروط، فكان التسريح اجباري ولم يكن خياره المفضل!
هل هذه الحادثة جعلتك تتمسك أكثر بمبدأ الحرية المالية وضرورة أن تكون صاحب عمل وليس موظف؟
أن استثمر اليوم بنفسي، علمي وتطوير مهاراتي، الى حانب البحث عن الاستمرار المناسب الذي سيؤمن لي مردوداً اضافياً، محاولاً الاستفادة من خطة التقاعد في برلين، فهنا خطط التقاعد والتعويضات جيدة جداً.