شهدت أسواق الولايات المتحدة اليوم حدثًا هامًا مع بدء تداول صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs) لأول عملة إيثريوم، مما يمهد الطريق لاندماج أوسع للعملات المشفرة في النظام المالي التقليدي.
وباعتبارها ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، تُقدم صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة فرصة للمستثمرين للمشاركة بسهولة في سوق الكريبتو المتنامي، بما في ذلك عملات الميم ذات الشعبية الكبيرة.
ماذا حدث في اليوم الأول لتداول صناديق الإيثريوم؟
تم إدراج صناديق “VanEck” و “Franklin Templeton”و “Fidelity” و “21Shares” و “Invesco” على بورصة Cboe، بينما تم إدراج صندوق “BlackRock” على Nasdaq. كما انضمت منتجات “Bitwise” و “Grayscale Investments” إلى التداول على بورصة نيويورك.
اقرأ أيضًا.. رسميًا.. قبول إدراج صناديق الإيثريوم في البورصة الأميركية
يمثل هذا الإطلاق خطوة هامة أخرى في مسيرة اندماج العملات المشفرة في النظام المالي التقليدي، بعد النجاح الذي حققته صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين التي تم طرحها في وقت سابق من هذا العام.
ومع ذلك، يرى جرزجورز دروزدز، محلل السوق في شركة الاستثمار كونوتوكسيا، أن صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة قد لا تجذب نفس المستوى الهائل من التدفقات الداخلة التي شهدتها صناديق البيتكوين. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الإيثريوم عملة أحدث وأقل شهرة من البيتكوين.
تأثير صناديق الإيثريوم المتداولة في سوق العملات المشفرة
يُمثل طرح صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة انتصارًا هامًا لصناعة العملات المشفرة في سعيها الدؤوب لتصنيف الإيثريوم كسلعة بدلاً من ورقة مالية. على الرغم من أن لجنة الأوراق المالية والبورصات لم تُصنّف الإيثريوم صراحةً كسلعة، إلا أن المنتجات الجديدة تُعرّف في أوراقها الرسمية كصناديق ائتمانية قائمة على السلع.
اقرأ أيضًا.. ما صناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم وهل ترفع سعر العملة المشفرة؟
يُعتبر إطلاق صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة تتويجًا لنضال دام عقدًا من الزمن ضد هيئة الأوراق المالية والبورصات، التي كانت قد رفضت سابقًا طرح هذه المنتجات بسبب مخاوف من التلاعب بالسوق. اضطرت الهيئة في النهاية إلى الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة بعد خسارة دعوى قضائية رفعتها شركة “Grayscale Investments” لإدارة الأصول الرقمية، على الرغم من تحذيراتها من المخاطر المرتبطة بهذه المنتجات.
شهد إطلاق صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة نجاحًا هائلاً، حيث اجتذبت ما مجموعه 33.1 مليار دولار أمريكي في تدفقات صافية حتى نهاية يونيو الماضي، وفقًا لبيانات Morningstar Direct. يتوقع الخبراء أن يكون لصناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة تأثيرًا مماثلاً على العملات المشفرة الأصغر، خاصة مع تزايد احتمالية طرح صناديق متداولة لعملات أخرى مثل سولانا و XRP.
500 مليون دولار تدفقات صناديق الإيثريوم في اليوم الأول
شهدت صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة (ETFs) بداية قوية في أول يوم لها من التداول، حيث تجاوزت كمية التداول 500 مليون دولار خلال الساعات الأولى من افتتاح السوق، وفقًا لوكالة بلومبيرج.
على الرغم من أن هذا الرقم يقل عن 4.6 مليار دولار التي تم تداولها خلال إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية في يناير الماضي، إلا أنه يُعتبر إنجازًا هامًا لصناديق الإيثريوم في اليوم الأول.
وتتوقع العديد من الصناديق أن تُنهي يومها ضمن أفضل 50 صندوقًا متداولًا في الولايات المتحدة لأول مرة على الإطلاق.
اقرأ أيضًا.. ما صناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم وهل ترفع سعر العملة المشفرة؟
ويرى درو والش، نائب رئيس قسم الأبحاث والعمليات في Roundhill Financial، أن هناك جمهورًا مشتركًا بين مستثمري صناديق الإيثريوم والبيتكوين، وهم ليسوا من محبي العملات المشفرة المتمرسين، بل هم مستثمرون جدد في فئة الأصول هذه ويرغبون في التعرض للعملات المشفرة.
تجدر الإشارة إلى أن حجم التداول لا يعكس بالضرورة عمليات الشراء أو البيع أو تدفقات المستثمرين، وذلك بسبب آلية تسوية الصفقات التي تتبعها صناديق الاستثمار المتداولة. وقد لا يتم الكشف عن صافي التدفقات داخل أو خارج هذه المنتجات حتى يوم الأربعاء على الأقل.
بدأت شركات الاستثمار في تقديم طلبات إدراج صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة في سبتمبر الماضي، وكان لديها في البداية آمال ضئيلة في الحصول على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة، خاصة بعد اجتماعات محبطة مع المسؤولين.