في عام 1976، كان بيل غيتس في «وضع المؤسس» قبل أن يُصاغ هذا المصطلح بسنوات. كان طالبًا في جامعة هارفارد، لكن تركيزه الكامل كان منصبًا على نجاح شركته الناشئة، مايكروسوفت.
يصف غيتس في مذكراته الجديدة “Source Code: My Beginnings” كيف كانت حياته في تلك الفترة. لم يكن لديه صديقة أو هوايات، وكان جل وقته مكرسًا للعمل. كان يعمل حوالي 80 ساعة في الأسبوع، وكان هذا التفاني ضروريًا في نظره لتحقيق النجاح.
«وضع المؤسس»: التركيز على التفاصيل والقيادة المباشرة
صاغ بول جراهام، المؤسس المشارك لشركة Y Combinator، مصطلح «وضع المؤسس» في عام 2024، لكن غيتس جسده منذ عقود. يشير هذا المصطلح إلى القادة الذين يركزون على التفاصيل الدقيقة لشركاتهم، ويتدخلون مباشرة في العمليات بدلًا من الاعتماد على طبقات متعددة من الإدارة.
اقرأ أيضًا.. كم ستجني من استثمار 1000 دولار في تسلا عندما راهن ضدها بيل غيتس؟
يقول غيتس إنه كان مدفوعًا بإحساس قوي بالمسؤولية تجاه نجاح مايكروسوفت. كان قلقًا باستمرار من فقدان زمام المبادرة، وكان يخشى الفشل. هذا الخوف كان وقودًا لطموحه وتفانيه.
مقارنة مع بول ألين
يشير غيتس إلى أنه كان لديه توقعات عالية من شريكه المؤسس، بول ألين. كان يريد شريكًا يعمل بنفس القدر من الجدية والتفاني، لكنه شعر أن ألين لم يكن مستعدًا لذلك.
وجد غيتس الشريك المثالي في ستيف بالمر، زميله في جامعة هارفارد. كان بالمر يتمتع بنفس الطموح والتفاني، وأصبح شريكًا أساسيًا في نجاح مايكروسوفت.
اقرأ أيضًا.. بينها «سيناريو نهاية العالم».. بيل غيتس يتحدث عن 3 مخاوف من الذكاء الاصطناعي
في عام 1977، ترك غيتس جامعة هارفارد للتفرغ الكامل لمايكروسوفت. كان هذا القرار حاسمًا في تحويل الشركة إلى واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
قصة بيل غيتس في السبعينيات تجسد أهمية التفاني والعمل الجاد في تحقيق النجاح. كان «وضع المؤسس» بالنسبة له ليس مجرد مصطلح، بل طريقة حياة.
من جهة أخرى، يتذكر بيل غيتس اللحظة التي شعر فيها بالنجاح الحقيقي، لم تكن في الثلاثينيات من عمره عندما أصبح مليارديرًا، بل في عام 1998، بعد 11 عامًا من طرح مايكروسوفت للاكتتاب العام. «لم أشعر بالراحة لأننا كنا ناجحين حتى عام 1998 أو نحو ذلك»، يقول غيتس لشبكة CNBC Make It.
اقرأ أيضًا.. كيف يستخدم بيل غيتس الذكاء الاصطناعي في إدارة أعماله اليومية؟
في مذكراته يتحدث غيتس عن سنوات القلق التي عاشها في بداية مسيرته. كان يعمل 80 ساعة في الأسبوع، وكان هاجسه الدائم هو أن أي خطأ قد يدمر مايكروسوفت. «لم أشعر حتى أواخر التسعينيات بأننا نستطيع ارتكاب بعض الأخطاء ولا نزال على ما يرام. اعتقدت أنني كنت على بعد خطأ واحد من الموت حتى ذلك الحين. كانت هذه مجرد عقليتي».
نقطة تحول في التسعينيات
في أواخر التسعينيات، كانت مايكروسوفت في أوجها، وكانت قيمتها السوقية تتجاوز 250 مليار دولار، وكان غيتس أغنى رجل في العالم. ومع ذلك، لم يشعر بالنجاح الحقيقي إلا بعد أن وصل إلى مرحلة من الثقة بالنفس، حيث كان يعلم أن الشركة قادرة على تجاوز الأخطاء والتحديات.
جنون العظمة الإنتاجي
يشير غيتس إلى أن العديد من الأشخاص الناجحين لديهم ما يسميه «جنون العظمة الإنتاجي»، وهو الخوف المستمر من الفشل الذي يدفعهم إلى العمل بجد لتحقيق النجاح.
يعرب غيتس عن ندمه على تركيزه الشديد على العمل في بداية مسيرته، حيث كان قلقه بشأن مستقبل مايكروسوفت يمنعه من الاستمتاع بنجاح الشركة.
حتى بعد طرح مايكروسوفت للاكتتاب العام، كان غيتس يرفض الاحتفال بإنجازاته، خوفًا من الرضا عن الذات.
«كنت دائمًا خائفًا. لذلك كلما احتفلت مايكروسوفت بالذكرى السنوية»، كنت أقول، «ليس لدي وقت للنظر إلى الوراء».