بعد عزله.. كيف وصل سام ألتمان إلى منصب رئيس «أوبن إيه آي»؟ وكم تبلغ ثروته؟

«لقد أحببت الوقت الذي أمضيته في OpenAI. لقد كان ذلك بمثابة تحول بالنسبة لي شخصيًا، وآمل أن يكون أصاب هذا التحول العالم أيضًا».. بهذه الكلمات علق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أوبن إيه آي OpenAI، ومؤسسها المشارك، على قرار مجلس إدارة الشركة بعزله من منصبه.

وعزل مجلس إدارة شركة أوبن إيه آي OpenAI، المطورة لبرنامج تشات جي بي تي ChatGPT، سام ألتمان، بعدما «كشفت التحقيقات أنه لم يكن شفافًا في اتصالاته مع مجلس الإدارة». وأن «مجلس الإدارة لم يعد يثق في قدراته على مواصلة قيادة OpenAI».

كيف بدأ سام ألتمان حياته المهنية وصولاً إلى أوبن إيه آي؟

منذ العام الماضي 2022، تم توجيهه دائرة الضوء العالمية على شركة أوبن إيه آي OpenAI بعدما حقق برنامجها للدردشة الآلية تشات جي بي تي ChatGPT، وبدأ يلمع اسم مؤسسها المشارك ورئيسها السابق سام ألتمان، صاحب الـ38 عامًا، باعتباره أحد أقطاب التكنولوجيا، وخبراء الذكاء الاصطناعي.

وبدأ سام في شركة «واي كومبنيتور» (Y Combinator)، وهي حاضنة تقنية توفر التمويل الأولي للشركات، بوظيفة بدوام جزئي في عام 2011.

وخلال 4 سنوات فقط، حقق نجاحًا كبيرًا، حيث دعا أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية ومن بينهم: مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، وإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا وسبيس إكس، للتحدث وتقديم التشجيع اللازم لرواد الأعمال، ثم بدأ في محاولاته لجمع الأموال منهم لتمويل الشركات الناشئة وهذا ما جعله يترقى إلى منصب الرئيس في عام 2014.

وفي عام 2015، أدرجته مجلة فوربس ضمن قائمتها التي تضم 30 من أصحاب رأس المال الاستثماري تحت سن 30 عامًا.

وقال بول غراهام، مؤسس شركة «واي كومبنيتور» (Y Combinator): «سام هو أحد أذكى الأشخاص الذين أعرفهم، ويفهم الشركات الناشئة ربما أفضل من أي شخص أعرفه، بما في ذلك أنا، فهو واحدًا من هؤلاء الأشخاص النادرين الذين تمكنوا من أن يكونوا فعالين بشكل مخيف وفي الوقت نفسه محبين للخير بشكل أساسي»، وفقًا لموقع «أن بي أر Npr».

ولم ينتظر سام كثيرًا في عمله داخل هذه الشركة، حيث إنه في نفس العام 2015، تركها من أجل إنشاء أوبن إيه آي OpenAI كمختبر أبحاث غير ربحي.

واستغل سام موهبته في التمويل وقدرته على إقناع رجال الأعمال، في انضمام قادة التكنولوجيا إلى المختبر البحثي وتمويل أعماله، أبرزهم: إيلون ماسك، وجريج بروكمان، وإيليا سوتسكيفر، ووجسيك زاريمبا، وجون شولمان.

وتم تأسيس شركة بأهداف معلنة لهذا المختبر البحثي، وهي: تطوير الذكاء الرقمي بالطريقة التي من المرجح أن تفيد البشرية ككل، دون أن تكون مقيدة بالحاجة إلى تحقيق عائد مالي.

ونظرًا لأنه صاحب الرؤية في تأسيس المختبر، اختاره مجلس الإدارة سام ألتمان ليكون الرئيس التنفيذي للشركة.

سام ألتمان وتغيير عمل شركة أوبن إيه آي

رغم نجاح سام في تأسيس مختبر أوبن إيه آي، والذي هدفه غير ربحي؛ إلا أن كان يرى أن التطور الذي يحدث في الذكاء الاصطناعي لابد من المشاركة فيه بشكل فعال وتحقيق المكاسب منه، وأيضًا بما يهدف في النهاية إلى خدمة البشر.
وفي عام 2018، ومن خلال قدرته في الإقناع، نجح في الحصول على موافقة مجلس الإدارة لتحويل شركة أوبن إيه آي OpenAI من معمل غير ربحي إلى استثمار أكبر.

وفي الوقت نفسه تقريبًا، دخل سام ألتمان، في خلافات مع إيلون ماسك، الذي شارك في رئاسة مجلس إدارة الشركة، بسبب رفض الأخير فكرة تحويل المعمل البحثي إلى شركة ربحية، لكن سام كان يرى أنه لا يريد منافس لشركته تسلا لصناعة السيارات الكهربائية والتي كانت بدأت في ذلك الوقت الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وبناء أنظمة قيادة آلية.

وبعد صراع كبير، وقف أعضاء مجلس الإدارة في شركة أوبن إيه أي مع سام ضد ماسك، ما جعل الأخير يقرر الخروج من مجلس الإدارة وترك الشركة الناشئة في الذكاء الاصطناعي بشكل تام.

وتم تعيين جريج بروكمان كرئيس لمجلس الإدارة، وضم المجلس كبير علماء أوبن إي أي OpenAI، إيليا سوتسكيفر، وثلاثة غير موظفين، وهما: الرئيس التنفيذي لشركة كورا Quora آدم دانجيلو، ورائدة الأعمال التكنولوجية تاشا ماكولي، وهيلين تونر من مركز جورج تاون للأمن والتكنولوجيا الناشئة.

وراهنت مايكروسوفت Microsoft لأول مرة على أوبن إيه آي OpenAI في عام 2019 باستثمار قدره مليار دولار، ومع ذلك، من خلال الحفاظ على حصة الأقلية، فإن مايكروسوفت Microsoft قادرة على الاستفادة من التكنولوجيا دون التعرض لأي مآزق أخلاقية محتملة.

وفي عام 2021 كانت القيمة السوقية للشركة حوالي 14 مليار دولار، وفقًا لمناقصة كشفها صحيفة وول ستريت جورنال.

وبدأت الطفرة الحقيقية في الشركة في نوفمبر 2022، عندما أعلن سام ألتمان، عن إطلاق برنامج تشات جي بي تي ChatGPT، والذي حقق نجاحًا كبيرًا وأحدث ثورة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وخلال عام واحد من 2022 إلى 2023، قفزة الشركة بشكل هائل، وتحولت قيمتها السوقية من 29 مليار دولار إلى 90 مليار دولار، لتصبح أبرز الشركات الناشئة صعودًا حول العالم.

كم تبلغ ثروة سام ألتمان؟

على الرغم من عمل سام ألتمان في بناء الشركة الناشئة والحصول على تمويلات من رجال الأعمال الكبار؛ إلا أنه لم يحقق الثروة إلا مع دخوله في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

ووفقًا لما ذكرته مجلة ذا ستريت، فإن سام ألتمان، تقدر صافي ثروته بما يتراوح بين 500 و700 مليون دولار؛ من مشاريعه الريادية بالإضافة إلى بعض الاستثمارات الذكية للغاية.

وترتبط معظم ثروته الصافية بملكية حصص في عدد من الشركات الخاصة، مما يجعل من الصعب تحديد صافي ثروته الحقيقية، ومع ذلك، فإن الشركات التي قادها أو أسسها أو دعمها تبلغ قيمتها مجتمعة 500 مليار دولار.

وأشاد بعض قادة التكنولوجيا بسام لتأثيره وعمله عليهم، وكتب إريك شميدت، المستثمر التكنولوجي والرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل Google، على موقع إكس X: «سام ألتمان هو بطلي، لقد بنى شركة من لا شيء إلى قيمة 90 مليار دولار، وغير عالمنا الجماعي إلى الأبد».