لم يكن سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي (OpenAI)، الشركة الأم لـ تشات جي بي تي (ChatGPT)، راضيا عن اسم أشهر برنامج ذكاء اصطناعي في العالم وقت التفكير في إطلاقه في نوفمبر 2022، فيما توقع رئيس مجلس إدارة الشركة جريج بروكمان فشل التطبيق في الوصول إلى المستخدمين، لكن بعد شهرين فقط على الإطلاق فرض التطبيق نفسه كأسرع التطبيقات نموًا في العالم بـ100 مليون مستخدم.
وتشات جي بي تي (ChatGPT) هو تطبيق دردشة يستخدم نموذج الذكاء الاصطناعي العام GPT-3.5، الذي طورته شركة أوبن إيه آي، وهي شركة غير ربحية تهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي الآمن والمفيد للبشرية. يمكن للمستخدمين التحدث معه عن أي موضوع يخطر ببالهم، ويحصلون على إجابات ذكية وممتعة ومفيدة.
اقرأ أيضًا: سر سام ألتمان (ملف خاص)
سام ألتمان يكشف عن عدم رضاه عن اسم ChatGPT
في مقابلة حصرية مع الممثل الكوميدي تريفور نوح في برنامجه الإذاعي «ماذا الآن؟ مع تريفور نوح»، انتقد ألتمان اسم تشات جي بي تي (ChatGPT) ووصفه بأنه «فظيع». وقال إنه لا يمكن تغييره لأنه أصبح شائعًا جدًا.
وأضاف ألتمان أنه كان يتمنى أن يكون للتطبيق اسم أبسط وأقصر، مثل «GPT» أو «Chat» فقط. وقد طلب من نواه بشكل طريف أن يقترح عليه أسماء بديلة.
تم إطلاق ChatGPT لأول مرة في نوفمبر 2022، ولم يلق الكثير من الاهتمام في البداية. وفقًا لتقرير بيزنس إنسايدر (Business Insider)، كان الإطلاق الأولي «منخفض المستوى» لدرجة أن بعض موظفي أوبن إيه آي لم يعرفوا أنه تم إطلاقه. ولكن في غضون شهرين فقط، انتشر التطبيق بسرعة وجذب نحو 100 مليون مستخدم نشط شهريًا بحلول يناير 2023. والآن، يعتبر تشات جي بي تي واحدًا من أشهر تطبيقات الدردشة في العالم.
وعلى الرغم من عدم رضاه عن الاسم، فإن ألتمان يفخر بنجاح التطبيق ويعتبره «مذهلًا». وقال إنه ربما يكون عليه أن يتقبل الاسم كما هو. وأشار إلى أن تشات جي بي تي هو اسم أفضل من الاسم السابق الذي كان يستخدمه للتطبيق، وهو «Chat With GPT-3.5»، كما ذكرت مجلة تايم.
اقرأ أيضًا: موظفون في OpenAI يبحثون عن فرص عمل.. ماذا يحدث داخل الشركة؟
رئيس الشركة توقع فشل ChatGPT
عندما أطلقت شركة أوبن إيه آي تطبيق تشات جي بي تي (ChatGPT) في نهاية عام 2022، لم يكن أحد يتوقع أن يصبح واحدًا من أشهر تطبيقات الدردشة في التاريخ. ولكن هذا ما حدث بالفعل، بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي الثورية التي تقف وراءه.
ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، هو أن رئيس مجلس إدارة الشركة، جريج بروكمان، كان متشائمًا جدًا بشأن مستقبل تشات جي بي تي قبل إطلاقه. في مقابلة حصرية مع صحيفة نيويورك تايمز، كشف بروكمان أنه في اليوم السابق لإطلاق التطبيق، قال لموظفيه إنه لا يتوقع أن يلفت التطبيق الانتباه. وقال إنه يعتقد أن التطبيق سيحصل على بعض التغريدات السلبية فقط، ولن يكون له تأثير كبير.
وكانت هذه التوقعات السلبية مبررة إلى حد ما، لأن تشات جي بي تي لم يكن جاهزًا تمامًا للإطلاق في ذلك الوقت. لم يكن لدى التطبيق واجهة مستخدم رسومية (GUI)، وكان على المستخدمين استخدام واجهة سطر الأوامر (CLI) للتحدث معه. وهذا يعني أن التطبيق كان صعب الاستخدام بالنسبة للمستخدمين العاديين. ولحل هذه المشكلة، استخدمت أوبن إيه آي واجهة مستخدم رسومية بسيطة كانت قد طورتها سابقًا لعرض تطبيقها على بيل جيتس، أحد مموليها.
اقرأ يضًا.. كواليس عودة سام ألتمان إلى رئاسة OpenAI.. ماذا جرى في المفاوضات؟
اسم ChatGPT لم يكن جذابًا
وبالإضافة إلى ذلك، كان اسم التطبيق غير جذاب ومبهم. كان يسمى Chat with GPT 3.5، وهو اسم يشير إلى الإصدار الثالث والنصف من نموذج GPT، وهو اختصار لـ Generative Pre-trained Transformer. وهذا الاسم لا يعكس القدرات الفريدة والمدهشة للتطبيق. ولهذا السبب، قررت أوبن إيه آي تغيير الاسم إلى تشات جي بي تي، وهو اسم أقصر وأسهل للنطق والتذكر.
ولكن رغم كل هذه التحديات، فإن تشات جي بي تي نجح في كسب قلوب وعقول الملايين من المستخدمين حول العالم. في غضون شهرين فقط من إطلاقه، حصل التطبيق على أكثر من 100 مليون مستخدم نشط شهريًا، وأصبح حديث الإنترنت. والآن، يعتبر تشات جي بي تي أحد أهم الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، ويستخدمه الناس للتعلم والترفيه والتواصل.
ويعترف بروكمان الآن بأنه كان مخطئًا في تقييمه لـ تشات جي بي تي، ويشيد بالعمل الرائع الذي قام به فريقه. ويقول إنه سعيد بنجاح التطبيق، ويأمل أن يستمر في تحسين حياة الناس.
وفي منشور على منصة X في ذكرى إطلاق تشات جي بي تي، كتب بروكمان: «قبل عام، كنت أعتقد أن ChatGPT سيكون فشلاً. اليوم، أنا فخور بأنه ظاهرة عالمية».