انتقد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، سياسات شركة أبل Apple، الخاصة بالقيود على نظام التشغيل «iOS» التي تؤثر على ما يمكن أن تفعله تطبيقات ميتا (Meta).
ودعا زوكربيرج إلى نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، وعارض نهج النظام المغلق الذي تتبعه شركة أبل.
مارك زوكربيرغ يراهن على الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر
يراهن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (Meta)، على أن الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر هو المستقبل، حيث لن تقف أمامه أي قيود تفعلها الشركات
وأطلقت شركة ميتا أحدث نماذج المعتمد على الذكاء الاصطناعي المفتوح وهو «Llama 3.1» يتفوق على «GPT-4o» أحدث إصدارات شركة أوبن إيه آي (OPenAI)، و«Claude 3.5» من شركة أنثروبيك، في العديد من المعايير، ما يجعله أقوى نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر على الإطلاق.
لكن هذا ليس كل شيء، حيث يتوفر مساعد Meta AI افي المزيد من البلدان واللغات، ويتيح لك إنشاء صور بناءً على وصفك، فيما يتوقع مارك زوكربيرغ أن يتجاوز Meta AI برنامج تشات جي بي تي ChatGPT ليصبح المساعد الأكثر استخدامًا بحلول نهاية العام.
اقرأ أيضًا: Llama 3.1: ميتا تطلق أقوى نموذج ذكاء اصطناعي يتفوق على GPT-4o
ومع ذلك كانت المشكلة الأكبر التي تواجه النموذج الجديد للذكاء الاصطناعي من ميتا، هي سياسات شركة أبل، حيث تفرض الشركة قيود معينة على التطبيقات التي تعمل في منتجاتها التي تخدم أكثر من مليار ونصف المليار مستخدم حول العالم، وبالتالي ستعيق انتشار برنامج ميتا الجديد.
ويبدو أن مارك زوكربيرغ قد سئم من الاضطرار إلى تجاوز القيود التي تفرضها شركة أبل Apple، حيث دعا في منشور عبر مدونة على موقع «Meta’s» إلى التخلص من هذه القيود.
وكتب زوكربيرغ: «كانت إحدى تجاربي التكوينية هي بناء خدماتنا مقيدة بما ستسمح لنا شركة أبل Apple ببنائه على منصاتها».
وتابع: «بين الطريقة التي يفرضون بها الضرائب على المطورين، والقواعد التعسفية التي يطبقونها، وجميع ابتكارات المنتجات التي يمنعونها من الشحن، من الواضح أن شركة ميتا Meta والعديد من الشركات الأخرى ستتحرر لبناء خدمات أفضل بكثير للأشخاص إذا تمكنا من بناء أفضل الإصدارات».
وأضاف: «أن منتجاتنا ومنافسينا لم يتمكنوا من تقييد ما يمكننا بناءه».
ميتا تنفق المليارات على الميتافيرس والذكاء الاصطناعي
كان الرئيس التنفيذي لشركة ميتا Meta ينفق المليارات في محاولة التأكد من عدم حدوث نفس الشيء مرة أخرى، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
ويراهن زوكربيرغ بشكل كبير على كل من الميتافيرس والذكاء الاصطناعي باعتبارهما التكنولوجيا المستقبلية، حيث سيقضي الأشخاص وقتهم، وتقوم ميتا بتطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بها وبرامجها لتشغيل سماعات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، مثل تشكيلة «Quest»، المستخدمة للوصول إلى ميتافيرس (metaverse).
وأضاف زوكربيرغ في منشور المدونة التي انتقد فيها أبل: «على المستوى الفلسفي، هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلني أؤمن بقوة ببناء أنظمة بيئية مفتوحة في الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والواقع الافتراضي للجيل القادم من الحوسبة، وهو تكسير القيود».
اقرأ أيضًا: كيف تنبأ ستيف جوبز بـ«ChatGPT» قبل 40 عامًا؟
وتتبع شركة أبل نهج مختلف، حيث تفضل الشركة المنتجة لهواتف آيفون، أسلوب السيطرة المتشدد على نظامها البيئي، مؤكدة أن هذا يساعد في تقديم أفضل تجربة للمستخدم وهو أفضل للسلامة والخصوصية.
وأطلقت شركة أبل نظامها للذكاء الاصطناعي والذي يحمل اسم «Apple Intelligence»، حيث اختارت الشركة أن توقع صفقة تاريخية بالشراكة مع أوبن إيه آي (OpenAI) في تحالف قوي ضد كل المنافسين في مجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى العمل على تطوير العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وفي حين قالت شركة أبل إنها منفتحة على دمج نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى في المستقبل، مثل جيمني (Gemini) من غوغل (Google)، فقد ورد أن الشركة تجاهلت نظام «Meta’s AI» في المحادثات المبكرة بينها وبين ميتا، بشأن مخاوف خصوصية البيانات.
المنافسة على الذكاء الاصطناعي مستمرة
ووسع مارك زوكربيرغ انتقاداته لشركة أبل في مقابلة مع المذيع روان تشيونج، المشهور على يويتوب YouTube ، مؤكدًا أنه على الرغم من أنه لا يعتقد أن شركة أبل ستكون بالضرورة في المكان الخطأ بالنسبة للذكاء الاصطناعي؛ إلا أنه يعتقد أن النماذج مفتوحة المصدر يجب أن تكون هي المعيار وستظل كذلك.
وقال في إشارة إلى شركة أبل: «إنهم بالتأكيد، من وجهة نظري، يطبقون قواعد مختلفة للحد من ما يمكننا القيام به»، مشيرًا إلى أنه لا يعتبر نفسه متعصبًا للمصادر المفتوحة، لكنه انتقد سابقًا شركات الذكاء الاصطناعي مغلقة المصدر وأولئك الذين يحاولون بناء إله واحد للذكاء الاصطناعي العام.
ومن الواضح أيضًا أنه لم ينس الإيرادات البالغة 10 مليارات دولار تقريبًا التي حققتها تطبيقات ميتا Meta عندما قدمت أبل Apple مطالبات خصوصية جديدة في عام 2021 والتي طلبت من مستخدمي آيفون iPhone اختيار التطبيقات التي لديها إذن لتتبع سلوكهم لأغراض إعلانية.
اقرأ أيضًا: 4 ميزات في «GPT-4o» تساعدك على زيادة إنتاجيتك
وقال المدير المالي لشركة ميتا Meta في ذلك الوقت، ديفيد وينر (David Wehner)، إن تحديث نظام التشغيل «iOS» أضر بإيرادات إعلانات فيسبوك.
بينما قال زوكربيرغ: «أعتقد أنه أمر محبط بعض الشيء عندما تقوم ببناء ميزات تعتقد أنها مفيدة لمجتمعك، ثم يتم إخبارك أنه لا يمكنك شحنها لأن بعض الشركات تريد أن تضعك في صندوق».
وبينما أقر زوكربيرغ بأن هيمنة أبل على صناعة الهواتف المحمولة قدمت حجة مقنعة لنموذج مغلق، فقد أشار إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية باعتبارها نموذجًا أكثر انفتاحًا ينافس أنظمة أبل بسهولة.
وقال: «مقارنة بنهج أبل في ربط نظام التشغيل الخاص بك بالجهاز، كان نهج ويندوز نظامًا بيئيًا أكثر انفتاحًا، ولقد فاز».
ويأمل زوكربيرج أن تكون ميتا أيضًا في الجانب الفائز، لافتًا إلى إنه يريد استعادة الصناعة إلى حالة تصبح فيها النظم البيئية المفتوحة هي النموذج الرائد، وأن تكون ميتا Meta في المقدمة.
وأضاف زوكربيرغ:«هذا شيء أهتم به شخصيًا وفلسفيًا، بالنظر إلى نوع القيود المفروضة على الإبداع التي شعرت أنها تم تطبيقها نوعًا ما على صناعتنا من خلال النموذج المغلق لتطوير الأجهزة المحمولة».