رفع 3 كُتَّاب أميركيون دعاوى قضائية ضد شركتي «ميتا»، الشركة الأم لنموذج اللغة الكبير «لاما – LLaMA»، و«أوبن إيه آي» الشركة التقنية الناشئة التي تقف وراء أداة الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي – ChatGPT»، متهمين الشركتين باستخدام كتب المؤلفين المحمية بحقوق الطبع والنشر في تدريب برامج الذكاء الاصطناعي، دون إذن منهم.
رفع المؤلفان ريتشارد كادري، المعروف بسلسلة الرعب الخارقة للطبيعة «ساندمان سليم»، وكريستوفر غولدن، جنبًا إلى جنب مع الكاتبة والممثلة سارة سيلفرمان، دعوى جماعية أمام محكمة في سان فرانسيسكو، يوم الجمعة، إذ تطالب كل دعوى بتعويضات تقل قليلاً عن مليار دولار، أي بإجمالي نحو 3 مليارات دولار لكل مدعي منهم، وفقًا لملفات المحكمة.
اقرأ أيضاً.. لن نتمرد.. هل نطمئن إلى حديث الروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف؟
الذكاء الاصطناعي يستولي على الكتب
زعم المؤلفان ريتشارد كادري وكريستوفر جولدن أن الشركتين التقنيتين قد استوليّا على نص من كتبهما في برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية، المعروفة باسم نماذج اللغات الكبيرة، وفشلتا في منحهما أي تعويض.
تأتي الدعوى بعد عدة أسابيع من قيام المؤلفين الأكثر مبيعًا منى عوض، وبول تريمبلاي، أيضًا بمقاضاة شركة «أوبن إيه آي» لانتهاك حقوق الطبع والنشر لأسباب مماثلة. تم تقديم الشكاوى من قبل المحامين جوزيف سافيري، وماثيو باتريك، وهما أيضًا وراء دعاوى قضائية ضد أداة الذكاء الاصطناعي المثيرة للجدل «ستايبل ديفيوشن Stable Diffusion» نيابة عن العديد من الفنانين، ودعوى جماعية مقترحة ضد «مايكروسوفت غيت هب كوبيلوت Microsoft GitHub Copilot».
تم تصميم نماذج مثل «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي» لاستيعاب كميات كبيرة من النصوص، والتي يتم تحميلها فيه. ثم يبدأ الذكاء الاصطناعي في تدريب نفسه حتى يتمكن من الإجابة على المطالبات أو الأسئلة من المستخدمين بطريقة تحاكي الاستجابات البشرية الطبيعية، إذ يمكنه كتابة التعليمات البرمجية والروايات والسير الذاتية أو يمكنه المساعدة في مهام التعلم. ومع ذلك، فإن نموذج لغة الذكاء الاصطناعي التوليدي من ميتا، «لاما»، يختلف عن «تشات جي بي تي»، في أنه ليس نظام أسئلة وأجوبة ولكن من المفترض أن يكون أداة بحث لمن يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً.. محادثات بين عمالقة الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام للدفع مقابل المحتوى
الذكاء الاصطناعي ومكتبات الإنترنت
وغالبًا ما يتم تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي بواسطة المكتبات المتاحة عبر الإنترنت، التي يعد بعضها قانونيا، مثل «بروجيكت غوتنبرغ Project Guttenberg»، وهي عبارة مجموعة من الكتب الإلكترونية التي انتهت صلاحيتها. تُعرف المصادر الأخرى باسم مكتبات الظل، وهي مليئة بالكتب الإلكترونية المتاحة للقراء ولكنها عادةً ما تفتقر إلى إذن حقوق النشر من المؤلفين والناشرين. وتتهم الدعوى كلا من: «ميتا» و«أوبن إيه آي» بتزويد نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ببيانات تتضمن كتبًا من مكتبات الظل ، وهي ممارسة تصفها الدعوى بأنها «غير قانونية بشكل صارخ».
لدعم ادعاءات المدعين، تتضمن الدعاوى القضائية نسخًا من المحادثات مع «تشات جي بي تي» التي تُظهر أن الذكاء الاصطناعي قادر على تلخيص الكتب التي كتبها سيلفرمان وكادري وجولدن بدقة. تمكنت «تشات جي بي تي» من إنتاج ملخصات لكتب «Bedwetter» لسيلفرمان، وكتب من سلسلة «ساندمان سليم» الرائجة لكادري، مثل «Kill the Dead»، وفيلم «Golden».
اقرأ أيضاً.. هل ستؤدي أدوات الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم أزمة الوظائف بالصين؟
تغذية الذكاء الاصطناعي بكتب محمية بحقوق الطبع والنشر
تستشهد الشكوى أيضًا بتصريحات عامة من الشخص الذي جمع بيانات الكتب التي اعتمد عليها ميتا لنموذج اللغة «لاما»، إذ أكد أن البيانات تتضمن الكتب في مكتبة الظل المعروفة «بيبليوتيك»، التي تحتوي على قرابة الـ200 ألف كتاب.
وتزعم الدعوى القضائية أن شركة «أوبن إيه آي» قامت بتغذية برنامج «تشات جي بي تي» الخاص بها بكتب محمية بحقوق الطبع والنشر من «أجل الربح منها». أما نموذج اللغة من ميتا «لاما»، على عكس ChatGPT، لا تحقق ربحًا، لكن شركة ميتا تخطط لإصدار نسخة تجارية من نموذج الذكاء الاصطناعي في المستقبل، وفقًا للمعلومات.
يأمل أنصار «لاما» أن يتمكن نموذج ميتا من تحسين الأمان حول الذكاء الاصطناعي، بينما يخشى منتقدوه أن يولد محتوى ضار، مثل البريد الإلكتروني العشوائي لإغلاق المواقع، أو الترويج للغش في المدرسة أو نشر المعلومات المضللة.
من جهة أخرى، أثار الذكاء الاصطناعي التوليدي مخاوف في عدد من صناعات، مثل الموسيقى والسينما والتلفزيون والبنوك أيضًا، ففي هوليوود، لا تزال هناك مخاوف في استوديوهات الإنتاج التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحل محل أعمال الكتاب والممثلين، وهو ما يمثل نقطة محورية في الإضراب المستمر لنقابة الكتاب في أمريكا.