انطلقت فعاليات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، بنسختها الثالثة، في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، تحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء.
وتحت شعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية” بدأت فعاليات القمة بمشاركة أكثر من 456 متحدثاً من 100 دولة، و32 ألف زائر محلي ودولي، والمستمرة في الفترة من 10 إلى 12 سبتمبر 2024، حيث تهدف القمة إلى إيجاد سبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الخير للبشرية من خلال مناقشة مسار تنظيم الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته.
نموذج الذكاء الاصطناعي “صوتك”
وافتتح القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، الدكتور عبدالله الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، الذي قال إن النسخة السابقة التي أقيمت في الرياض جمعت فيها الرياض أفضل المتحدثين في العالم، وهذا العام رفعت حدود تقنية الذكاء الاصطناعي لصالح الإنسانية.
وتابع: “ابتكرنا أفضل نموذج ذكاء اصطناعي في اللغة العربية على مستوى العالم وهو (صوتك) ويستخدم في وزارة العدل لكتابة آلاف جلسات الاستماع يوميا”.
اقرأ أيضًا: تقرير: السعودية حققت تقدمًا سريعًا في صناعة التكنولوجيا المالية
من جانبه، قال الخبير الأميركي مارك مينيفيتش، مستشار الذكاء الاصطناعي في الأمم المتحدة رئيس قسم سياسة الذكاء الاصطناعي في المركز الدولي لبحوث الذكاء الاصطناعي (IRCAI)» باليونيسكو، إنه يأمل في أن تكون نتائج النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي مفيدة للمجتمع وفي صالح خير البشرية.
وأضاف أن تركيز السعودية على الذكاء الاصطناعي من أجل الإنسانية يأتي بعد التقدم الكبير للتكنولوجيا الحديثة ودخولها في معظم المجالات، سواء الرعاية الصحية ومتعدد الوسائط وحتى المدن الذكية والتي تعد أحدثها “”نيوم”، والتي ستصبح مدينة رائدة عالميًا.
وأوضح أن السعودية تعزز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي عبر المشروعات الحيوية وتقنين الصناعات ذات الصلة بما يهدف إلى تحقيق رؤية 2030، وجذب استثمارات جديدة، وشراكات دولية، ومبادرات كثيرة، مثل تنمية مواهب الذكاء الاصطناعي.
إطلاق برنامج “Eye on AI”
خلال فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، أجرت شركة أرامكو السعودية، أحد أعلى الشركات قيمة في العالم، العديد من الاتفاقيات المختلفة.
اقرأ أيضًا: «فوكال».. منصة مبتكرة للحماية من المخاطر المالية بالذكاء الاصطناعي
وأبرمت أرامكو مذكرة تفاهم مع “سيريبراس سيستمز” و”فيوريوسا إي آي” في الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توقيع شراكة مع “ريبليونز” للاستخدام المحتمل لشرائح وحدة المعالجة العصبية في مراكز بيانات أرامكو، والذي يهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية ودفع ابتكارات الذكاء الاصطناعي.
وكشفت أرامكو أيضًا خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، عن استخدام حاسوب الذكاء الاصطناعي العملاق المستخدم في خفض كثافة الكربون بالنسبة لمواقع الآبار، كما أطلقت برنامج “Eye on AI” الذي يركز على الأمن السيبراني في مجال الذكاء الاصطناعي.
الفوائد المحتملة حول الذكاء الاصطناعي على السعودية
في ذات السياق استعرضت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، دراسة عن الفوائد المحتملة حول الذكاء الاصطناعي في السعودية، حيث كشفت الدراسة، أن المملكة سوف تشهد زيادة تراكمية في الناتج المحلي الإجمالي تتراوح بين 60 و90 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030.
وذكرت الدراسة التي أجرتها (سدايا)، بالتعاون مع شركة “أوليفر وايمان” للأبحاث المتقدمة، أن الذكاء الاصطناعي في السعودية يشهد تطورًا كبيرًا، بخلاف دول كثيرة في الشرق الأوسط، وهي التكنولوجيا التي تتمتع بالقدرة على إحداث تحول في الاقتصادات والمجتمعات، ولضمان ذلك تعمل المملكة على تأهيل مهارات القوى العاملة من خلال شراكات عالمية مع الشركات الكبرى.
وأكدت الدراسة أن المملكة تحرز تقدماً ملحوظاً في دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات بالجهات الحكومية والخاصة، وأطلقت بعض نماذج اللغة المبتكرة التي ساعدت في ذلك.