في 10 يونيو 2022، استيقظ العالم على خبر سيء، يفيد بأن جاك دورسي Jack Dorsey، مؤسس شركة بلوك Block، والمؤسس المشارك لشركة تويتر، أعلن إطلاق منصة الويب 5. ومع بداية التطور، شهد العالم ولادة الويب 1، ثم الويب 2، ثم ظهرت مميزات الويب 3، والآن الويب 5.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. أين تطبيقات الويب 4؟
مراحل تطور الويب وأجياله
مع بدء التطور التكنولوجي، تعرف العالم على النموذج الأول للإنترنت، وهو الويب، أو ما يعرف اليوم بالويب 1. في تلك المرحلة الأولية، عمد المبتكرون إلى تطوير مواقع الإنترنت الأولى، والبوابات، والخدمات عبر الإنترنت، ووضعها في متناول الجميع لقراءة محتوياتها دون التفاعل معها بصورة مباشرة. وفي ظل غياب التفاعل واقتصار العملية على جهة واحدة فحسب تعنى بعرض المعلومات، وصفت هذه الشبكة بالويب الثابت.
ومع الوقت، توصل المتخصصون إلى تطوير هذه الشبكة الوليدة، وظهرت أجيال الويب المتعددة بعد ذلك، خاصة بعد الإعلان عن ولادة الويب 2 وانتشاره تدريجيًا في العالم. وقد ساهم نموذج الويب 2 في تحقيق التواصل المتبادل والثنائي بين المستخدمين، وذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعي، والبودكاست، والتطبيقات الذكية، والمدونات المختلفة. وهكذا انتقل المستخدم من كونه متلقٍ سلبي للمعلومة، إلى صانع محتوى، أو ناقل للمعلومة.
وفي عام 2006 تقريبًا، ظهرت آثار التكنولوجيا الجديدة، ونسخة الويب الثالثة. ولكن لم يطلق على هذا النموذج اسم الويب 3 إلا في عام 2014، من قبل غافن وود Gavin Wood، المؤسس المشارك لبروتوكول بولكادوت Polkadot. والجدير ذكره أن تطور هذه النسخة من الإنترنت هي صنيعة جهد مشترك لعدة أشخاص وليس شخصًا واحدًا.
اقرأ أيضًا: ماثيو بول: الميتافيرس سيعمل بجوار الإنترنت لتحسين حياتنا
ولا بد من تأكيد أهمية مشاركة وعمل منصات البلوكشين الشهيرة مثل إيثريوم Ethereum، وترون TRON، وغيرها، في توجيه هذه التكنولوجيا إلى إنشاء الويب 3. ويتجلى الهدف الأسمى لهذه النسخة في حل المشكلات التي واجهها الويب 2 والمتمثلة في جمع البيانات الشخصية من قبل الشركات الكبيرة ومراقبتها، والتحكم بها.
ويأتي دور الويب 3 في خلق شبكات لامركزية، وغير خاضعة لسلطة معينة، بل قائمة على آلية موثوقة. ومن هنا، لن يتم السماح بمشاركة البيانات الشخصية للمستخدمين إلا بموافقتهم، ضمانًا لحقوقهم وحرياتهم. ويعمل الويب 3 على تعزيز قيمة الأموال وجعلها سهلة التبادل عبر الإنترنت دون الحاجة إلى طرف ثالث في العملية. ولا تزال ميزة اللامركزية، والمال عبر الإنترنت، في مراحلها الأولية من التطور والابتكار.
أين تطبيقات الويب 4؟
تتمثل المرحلة التي تلي الويب 3 بنسخة بديلة للويب 2 و3، وليست نسخة جديدة بالفعل، ويطلق عليها اسم الويب 4. تعرف هذه النسخة البديلة أيضًا باسم الويب المتنقل، بفضل البنية التحتية الخاصة بها، والتي تعزز التكيف مع بيئة الهواتف المحمولة.
اقرأ أيضًا: أدوات تحتاجها لتحسين تجربة التعليم في الويب 3.0
ويوفر الويب 4 فرصة التفاعل بين المستخدم والروبوت أي هاتفه المحمول. وبعكس التفاعل السابق المحصور بين الإنسان وشاشة الكمبيوتر في منزله، تسمح تطبيقات الويب 4 باستخدام المعلومات ونشرها والتفاعل معها، بغض النظر عن المكان، وذلك عبر الأجهزة المحمولة والمتنقلة، وهكذا اتسع التواصل بين البشر والآلة ليشمل كل زمان ومكان.
الويب 5.. الويب العاطفي
في عام 2009، وتحديدًا خلال محاضرة تيد تاكس TED Talks، تحدث مخترع الويب تيم بيرنرز لي Tim Berners Lee لأول مرة عن نسخة الويب 5، ووصفها بالويب المنفتح وأطلق عليها الويب العاطفي. وانطلاقًا من هذا الإعلان الصغير، يتضح أن الويب 5 ليس بالظاهرة الجديدة كليًا لعالمنا اليوم.
اقرأ أيضًا: وداعًا للدوام الوظيفي.. تكنولوجيا الويب 3 توفر الأمان المالي
ولا تزال صورة هذه النسخة في طور الرسم والتشكيل، وتشير بعض التوقعات إلى أن هذا الويب التكافلي سيكون بمثابة شبكة مترابطة تتواصل معنا، بينما نتواصل مع بعضنا البعض. وبكلمات أخرى، يمكن وصف الويب 5 بكونه المساعد الشخصي للمستخدمين، حيث ستعمل هذه الشبكة على التفاعل العاطفي بين الإنسان والآلة بفضل التكنولوجيا العصبية.
وغالبًا ما يتم طرح المزيد من أجيال الويب كحل للمشكلات التي تواجهها شبكة الإنترنت باستمرار. وبالفعل، أكد دورسي على أن الويب 5 سيركز على حل مشكلة غياب طابع الهوية في تكنولوجيا الويب 3. و لمعرفة ما يخبئه لنا مستقبل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي يجب علينا التحلي بالصبر والعمل على تطوير معرفتنا لكي نكون على استعداد وقدرة على التأقلم مع الجديد القادم حتمًا.