مع كل بطولة كأس عالم جديدة، تتبدل الدول المستضيفة لهذه المباريات ما يجعلها حديث الناس والمجتمعات الدولية. ومع الحديث عن المكاسب الاقتصادية التي تجنيها الدول من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، تظل هناك بعض المخاطر والتهديدات الحاضرة بقوة، والتي قد تمس النمو الاقتصادي في قطر خلال أو بعد استضافة بطولة كأس العالم 2022.
ويعتقد بعض الخبراء في هذا المجال، أن بطولة كأس العالم لكرة القدم، لا تعود بمنفعة اقتصادية على البلد المستضيف على المدى القصير أو حتى البعيد. في حين يؤكد الآخرون أن هذه البطولة تعود بإيرادات هائلة على الدولة المستضيفة في الأمد البعيد، فهل تكون قطر الرابح الاقتصادي من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022؟
النمو الاقتصادي في قطر
تترك بطولة كأس العالم عدة آثار اقتصادية على الدولة المستضيفة، قد تصل إلى عدم تناسب النمو الاقتصادي مع التوقعات المطروحة، أو مغادرة بعض رجال الأعمال، والزوار المحتملين الذين لا يهتمون لهذه الرياضة، بسبب الخوف من الاكتظاظ السكاني الذي ستشهده الفنادق، والشوارع، مع وصول المشجعين. ما يؤكد فرضية تغير نوعية الناس في البلد المستضيف، دون ارتفاع في أعداد السكان، وبالتالي انعدام النمو الاقتصادي الفعلي.
اقرأ أيضًا: الركود الاقتصادي يفتح الباب أمام استثمارات مربحة
يتحقق النمو الاقتصادي بارتفاع الإنفاق الأجنبي في البلد المستضيف. ولكن تختلف هذه النظرية على أرض الواقع. إذ يحول المقيمون إنفاقهم إلى نفقات مرتبطة بالبطولة مع بقاء المبلغ الإجمالي للمال في السوق المحلية على حاله ما لم تتغير أسعار الفائدة (وهو أمر مستبعد جدًا). وهكذا يبقى الاقتصاد المحلي على حاله نسبة للإنفاق الأجنبي الضئيل.
فوائد كأس العالم الاقتصادية
ومع تنوع الآراء والمواقف، لا يسعنا إلا إعطاء البطولة حقها والإقرار بمنفعتها التي قد تتجلى في السنوات المقبلة. ولكن لا بد الإشارة إلى أن هذه الفوائد لا تلمس قطاع السياحة والخدمات والتجارة والعمالية المؤقتة بل تتعدى هذه المجالات إلى ثلاثة عوامل غير مباشرة وأكبر وأعمق.
1. التأثير الجديد للملاعب الجديدة
على الرغم من التكاليف الباهظة التي تنفقها الدولة المستضيفة على بناء الملاعب وصيانتها، تنظر هذه الأخيرة إلى هذه الملاعب كمشاريع استثمارية تولد إيرادات من بيع التذكر خلال البطولة وبعدها. فحتى بعد انتهاء البطولة، تعمد النوادي الرياضية المحلية إلى استخدام الملاعب لعقد دوري كرة القدم للأندية المحلية. هذا وقد تشكل هذه الملاعب الضخمة معالم سياحية من شأنها أن تجذب السياح لزيارتها.
2. تأثير الشعور بالرضا على المواطنين
إن استضافة هكذا نوع من البطولات من شأنه أن يعزز الشعور بالرضى والفخر والسعادة لدى المواطنين. الأمر الذي يدفعهم بشكل غير مباشر إلى زيادة انفاقهم المحلي ورغبتهم في الشراء بشكل ملحوظ بعد انتهاء البطولة
3. تأثير كأس العالم على التصور الدولي للبلد المستضيف
لا شك أن البلد المستضيف سيصبح حديث العالم ويتصدر العناوين الأخبارية المحلية والعالمية. إذ تعمد وسائل الإعلام إلى إبراز الجوانب الأساسية في البلد كالمواصلات والمرافق المتطورة والأمن السائد. وبذلك، فإن انتشار هذه الصورة الجميلة للبد المستضيف بين المجتمعات الدولية سيعود بالمنفعة الكبيرة على المجال الاستثماري كما السياحي.
تبقى التوقعات المطروحة موضوعًا للدراسة والتعمق. إذ تختلف هذه الفوائد مع اختلاف البلدان واختلاف حجم تطورها ونموها الاقتصادي.