الميتافيرس أو العالم الافتراضي هو تجسيد للعالم الحقيقي عبر الإنترنت، وبمعنى آخر يمكن القول أن الميتافيرس هو عالم افتراضي رقمي يتيح للأشخاص حول العالم التواصل فيما بينهم في عالم ثلاثي الأبعاد عن طريق شخصيات رقمية تسمى “أفاتار”.
يستخدم الميتافيرس لأغراض مختلفة مثل ألعاب الفيديو الترفيهية، وتنظيم اجتماعات العمل، والمساعدة في تعلم بعض المهن والمهارات المختلفة، وصولاً للمشاركة في عمليات طبية واستشفائية.
كيف يدخل المرء إلى الميتافيرس؟
يمكن مقاربة الميتافيرس مع تطبيق “زووم”، الذي يتيح للأشخاص أن يلتقوا في غرفة صغيرة عبر الانترنت، مهما كانت المسافة بينهم، مع فارق أساسي.. وهو أن الأشخاص في العالم الافتراضي يستطيعون رؤية زملائهم في عالم ثلالثي الأبعاد، أما في تطبيق زوم يقتصر التواصل بين الأشخاص من خلال الفيديو عبر شاشة الحاسوب.
اقرأ أيضًا: الموسيقى والميتافيرس.. الحدود تتلاشى
يقول مطور فكرة الميتافيرس، مارك زوكربيرغ، والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إن الأمر أشبه بتحويل الإنترنت من ثنائي الى ثلاثي الأبعاد، وهو ما يتمثل في دخول المستخدم لهذه البيئة أو العالم الافتراضي والانسجام معها، ليصبح واحداً من عناصرها، بدلا من الجلوس أمام شاشة الحاسوب وتصفح الإنترنت عن بعد، بدون تفاعل.
لكي يدخل المستخدم إلى عالم الميتافيرس، عليه أن يمتلك بعض الأدوات، مثل: سماعات الواقع الافتراضي، ونظارات الواقع المعزز، وبعض التطبيقات التي تعطيه تجربة مثيرة، وكأنه يعيش حياة حقيقية بالكامل، ولكن في العالم الافتراضي.
ما هو أصل مصطلح ميتافيرس؟
تنقسم كلمة ميتافيرس إلى قسمين: الأول “ميتا”، وتعني “ما وراء”. والثانية “فيرس” وتعني العالم أو الكون. فالكلمة ككل تعني العالم الماورائي أو الافتراضي. وتعود فكرة ابتكار مصطلح ميتافيرس إلى الروائي نيل ستيفنسون عام 1992، في روايته الشهيرة “سنو مراس” التي تخيل فيها شخصيات رقمية افتراضية في بيئة ثلاثية الأبعاد.. أي في عالم افتراضي.
مميزات الميتافيرس
لا تنتهي مميزات الميتافيرس التي نكتشفها بالممارسة وتجربة رويدًا رويدًا. وبجانب أن الميتافيرس يقدم تجربة مسلية ومميزة للمستخدم، مختلفة كلياً عن الواقع الحقيقي المليء بالروتين. فإن الميتافيرس يوفر فرص عمل جديدة، ومشاريع تجارية ضخمة كما فعلت وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: العمل عن بعد في الميتافيرس.. هل صار كل شيء ممكنًا؟
تسمح الميتافيرس للمستخدم بالاختلاط بمستخديمن آخرين من بلدان مختلفة في عالم افتراضي، حيث يمكنهم ممارسة العديد من النشاطات الترفيهية أو المهنية، وبمجرد دخول المستخدم إلى العالم الافتراضي؛ لم يعد الموقع الجغرافي مهمًا بالنسبة للمستخدم، ومن المرجح أن يكون الأثر الاقتصادي للميتافيرس -بحسب الخبراء- أكبر بكثير من وسائل التواصل المتاحة حاليًا.
عيوب الميتافيرس
· تعتبر جرائم الإنترنت الخطر الكبير الذي يمكن أن يواجهه مستخدموا الميتافيرس. حيث يمكن أن يكون الميتافيرس بيئة حاضنة لجميع أنواع الأنشطة غير القانونية مثل الإحتيال، وغسيل الأموال، واستخدام الأطفال والتحرش الجنسي وغيرها.
يمكن للميتافيرس أن يشكل خطرًا على الصحة العقلية لمستخدميه، فالانغماس الدائم في هذا الواقع الافتراضي والانفصال عن الواقع الحقيقي قد يؤدي الى الانفصال الدائم عن الواقع؛ الأمر الذي قد يدفع بالمستخدمين إلى الاكتئاب، إلى إدمان الحياة في الواقع الافتراضي.. وربما تكون هذه الأخيرة من أخطر عيوب الميتافيرس.
كيف يغير ميتافيرس حياتنا؟
يشير مارك زوكربيرغ أنه في المستقبل سيستطيع مستخدمو الميتافيرس الانتقال الفوري بواسطة صورة ثلاثية الأبعاد، ليكونوا في المكتب دون ساعات انتظار طويلة، أو في حفلة موسيقية مع الرفاق، أو في غرفة المعيشة مع الرفاق. ويضيف زوكربيرغ أن ما نفعله الآن في حياتنا الواقعية سنفعله في الحياة الإفتراضية بواسطة الميتافيرس.
اقرأ أيضًا: شاهد شلالات نياجرا من برج إيفل كسائح في الميتافيرس
ومن خلال عدة تجارب؛ أثبت الميتافيرس قدرة عالية في تجسيد العالم الحقيقي، وتحسين أداء بعض القطاعات فيه. فعلى سبيل المثال؛ نظمت منصة ديسانترالاند، أسبوع الموضة في الميتافيرس، حيث قدم عدد من الشركات والمصممين عروض أزياء مبتكرة ومميزة.
كما استطاع فريق طبي من عدة دول باستخدام الميتافيرس لإنجاح عملية فصل بين توأمين بأدمغة متصلة في البرازيل تحت إشراف نور العواس الجيلاني من مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن. كما استطاع بعض التقنيين تطوير تطبيق «بيانوفيزين» الذي يساعد أي شخص على تعلم عزف البيانو في العالم الافتراضي دون أن يمتلكه.
د. هاني الشعراني
اكاديمي متخصص في العلوم المالية
المشرف على المحتوى المالي في Fifreedomtoday