مع ارتفاع قيمة البيتكوين إلى مستويات قياسية، يزداد الاهتمام بالاستثمار في هذه العملة المشفرة. ومع ذلك، فإن الاستثمار في البيتكوين ليس بدون مخاطر، ويجب على المستثمرين أن يكونوا على علم بالعوامل التي قد تهدد أمن وقيمة هذا الأصل.
وقدم موقع «The Motley Fool»، أهم المخاطر التي يتعرض لها مستثمر البيتكوين، ويجب عليه تجنبها.
التدخل الحكومي
واحدة من أكبر المخاطر التي تواجه البيتكوين هي تدخل الحكومات، التي قد تحظر أو تحد من استخدام أو تداول أو تعدين العملة المشفرة. ويرجع ذلك إلى أن البيتكوين يمثل تحديًا للنظام النقدي التقليدي الذي يسيطر عليه البنوك المركزية، التي تضبط أسعار الفائدة والمعروض النقدي في بلدانها. ولهذا السبب، قد تشعر الحكومات بالتهديد من البيتكوين، وتحاول منع انتشاره أو الحد منه.
ومع ذلك، فإن هناك بعض الدلائل على أن البيتكوين بدأ يحظى بقبول أكبر كأصل مالي شرعي من قبل المنظمين، على الأقل في بعض الدول. ومن الأمثلة على ذلك الموافقة الأخيرة على إدراج صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، والتي تسمح للمستثمرين بالوصول إلى البيتكوين دون الحاجة إلى امتلاكها مباشرة.
الحوسبة الكمومية
أخرى من المخاطر التي تهدد البيتكوين هي الحوسبة الكمية، وهي تقنية تستخدم الجسيمات الفرعية لإجراء عمليات حسابية بسرعة فائقة. والمخاوف هنا هي أن الحوسبة الكمية قد تكون قادرة على كسر التشفير الذي يحمي البيتكوين، والكشف عن المفاتيح الخاصة التي تمنح المالكين الوصول إلى أموالهم. وهذا قد يؤدي إلى إلغاء البيتكوين كشبكة آمنة وقيمة.
وبالطبع، في هذا السيناريو، فإن الحوسبة الكمية قد تهدد أيضًا أي نوع آخر من البيانات المشفرة بمستويات عالية من الأمان، مثل تلك التي تنتمي إلى شركات التكنولوجيا أو المؤسسات المالية أو الحكومات. ولكن في حالة البيتكوين، قد يكون هناك أمل في أن يتمكن المطورون من استخدام الحوسبة الكمية نفسها لتطوير نظام أمان أكثر تقدمًا.
اقرأ أيضًا: بعد كسر حاجز الـ50 ألف دولار.. لماذا يرفض مايكل سايلور بيع بيتكوين؟
التهديد البرمجي
تختلف عملة البيتكوين عن العملات المشفرة الشهيرة الأخرى، مثل إيثريوم، أو كاردانو، أو سولانا، لأن بنيتها بسيطة بشكل لا يصدق، والتي تجعلها أقل عرضة للأخطاء البرمجية. وهذا يعني أن البيتكوين لا يحتاج إلى تحديثات متكررة أو معقدة للحفاظ على وظائفها.
ولدى إيثريوم (Ethereum) العديد من التحديثات المخطط لها في المستقبل، لكن هذا يضيف مخاطر فنية هائلة إلى المعادلة، لأنه في أي وقت يتم فيه تغيير البرنامج، زهناك احتمال كبير بحدوث خطأ، وهذا يمكن أن يقوض الشبكة بأكملها.
ولكن هذا لا يعني أن البيتكوين خالية من المشاكل البرمجية. فقد شهدت في الماضي بعض التحديثات التي أدت إلى تغييرات طفيفة في الشبكة، ولكنها لم تؤثر على أمانها أو قيمتها. ومع ذلك، إذا قام المطورون بإجراء تغييرات كبيرة، فقد تنشأ مشاكل جديدة، مثل الثغرات الأمنية أو الانقسامات في الشبكة.
الرسوم العالية
تتمكن البيتكوين (Bitcoin) من معالجة 3.5 معاملة فقط في الثانية، وهو رقم متدني مقارنة بالعملات المشفرة الأخرى وبإنتاجية فيزا (Visa) التي تصل إلى 65000. بالإضافة إلى ذلك، تصل تكلفة معاملة البيتكوين الواحدة حاليًا إلى 9.40 دولار.
هذا البطئ والرسوم العالية تجعل النقاد يعتقدون أن البيتكوين لن تحقق التبني الواسع أبدًا. وبما أن الشبكة غير مركزية ولا تخضع لأي سلطة، فإنه من الصعب تحديد كيفية زيادة قدرة البيتكوين على التعامل مع المزيد من النشاط.
واحدة من الحلول المبتكرة التي قد تساعد في تحسين الاستخدام مع مرور الوقت هي شبكة البرق. هذا الحل من الطبقة الثانية ينشئ قنوات دفع متعددة بين المستخدمين، والتي يمكنهم تسويتها في وقت لاحق على بيتكوين بلوكشين (blockchain Bitcoin) الأساسي. ولكن لا يوجد ضمان لنجاح هذا الحل.
اقرأ أيضًا: هل يصل سعر البيتكوين إلى مليون دولار؟.. محللون يجيبون
أصل متقلب
تحتل البيتكوين مكانة مهمة في سوق الأصول المشفرة، حيث تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار، متفوقة على بعض عمالقة التكنولوجيا في العالم. وتلقي البيتكوين اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام، بالإضافة إلى دعمها من العديد من المنتجات والخدمات المالية، مما يجعلها واحدة من الأصول الرئيسية في السوق.
لكن سعر البيتكوين ليس ثابتًا، بل يتأرجح بشدة، حيث ينخفض حاليًا بنسبة 23٪ عن ذروته التاريخية، وهذا ليس حالة نادرة، فقد شهدت العملة المشفرة في الماضي انخفاضات تزيد عن 50٪. ومع زيادة عدد المستثمرين الأفراد والمؤسسات الذين يشترون ويحتفظون بالبيتكوين، قد تقل تقلباتها مع مرور الوقت.
ومع ذلك، فإن بعض الناس قد يجدون أن التغيرات المستمرة في سعر البيتكوين مزعجة ومخاطرة، وهذا قد يعيق تبنيها الشامل كأصل مالي.
بعد الموافقة عليها.. كيف ستغير صناديق البيتكوين المتداولة قواعد اللعبة؟