كشف مارتي مالمي، أحد المساهمين الرئيسيين في بدايات عملة البيتكوين، عن مجموعة من المراسلات البريدية مع ساتوشي ناكاموتو لم تُعلن من قبل. تُسلط هذه الرسائل الضوء على بدايات البيتكوين والمنظور الفلسفي الذي اتخذه ناكاموتو إزاء العملة المشفرة.
من هو ساتوشي ناكوموتو؟
ساتوشي ناكاموتو هو اسم الشخصية المجهولة المرتبطة بإنشاء البيتكوين. نشر ناكاموتو الوثيقة الأساسية التي تصف كيفية عمل هذه العملة المشفَّرة. في عام 2011، أعلن في رسالة إلى أحد الأشخاص المشاركين في المشروع أنه سيتركه ليتفرغ لمشاريع أخرى، قائلاً: «لقد انتقلت إلى أشياء أخرى». منذ ذلك الحين، ظهر العديد من الأشخاص الذين ادعوا أنهم وراء هذا الابتكار، لكن حتى الآن لم يتم الكشف عن هوية ناكاموتو الحقيقية، مما جعل الأمر يشبه لغزًا في فيلم بوليسي.
اقرأ أيضًا.. جاك دورسي.. الرحلة من مؤسس تويتر إلى مرشح لـ«ساتوشي ناكاموتو»
رؤية ساتوشي ناكاموتو للبيتكوين
من النقاط الهامة التي تم التطرق إليها في الرسالة الأخيرة، التي نشرها موقع «إنفيستينغ» تبرز رؤية ناكاموتو التي تعتبر البيتكوين بالأساس وسيطًا للمعاملات بدلاً من كونها مجرد أصل للاستثمار. كما ألقى الضوء على الفعالية العالية لنظام البيتكوين في «إثبات العمل» من حيث استهلاك الطاقة مقارنةً بالأنظمة المصرفية العادية، وتناول القضايا البيئية المتعلقة بها في وقت مبكر قبل أن تصير محورًا للجدل العام.
والمقصود بكون البيتكوين وسيطًا للمعاملات هو أنها تُستخدم أساسًا كوسيلة لتبادل القيمة بين الأشخاص في العمليات التجارية أو الشرائية، مثل شراء السلع والخدمات، بدلاً من كونها مجرد أداة للاستثمار يتم شراؤها والاحتفاظ بها على أمل ارتفاع قيمتها. بمعنى آخر، يُنظر إلى البيتكوين كأداة رقمية يمكن استخدامها في الدفع والتحويلات المالية، وليس فقط كأصل مالي يُتداول في الأسواق المالية.
اقرأ أيضًا: «أنا ساتوشي ناكاموتو!».. «مخترع البيتكوين المجهول» يظهر في ساحات القضاء!
أما على صعيد مسألة استهلاك الطاقة والجدل الذي يحيط به، فإن إنتاج عملات جديدة من البيتكوين يعتمد على حل مسائل رياضية معقّدة تجريها أجهزة كمبيوتر عالية الأداء يتطلب عملها استهلاك عالي للطاقة. يشار في ذلك إلى أن شبكة البيتكوين بكاملها تعمل بكميات من الطاقة تعادل تلك التي تستهلكها دولة مثل تشيلي، وهو ما فتح الباب أمام نقاشات حول الأثر البيئي لعمل شبكة بيتكوين.
ساتوشي ناكاموتو توقع اعتماد البيتكوين على نطاق واسع
بتاريخ 2 مايو 2009، أرسل مارتي مالمي رسالة بريد إلكتروني إلى ساتوشي ناكاموتو عبر منصة ترايدينغ فيو ناكاموتو (TradingViewNakamoto). في هذه الرسالة، أشاد مالمي بقدرة البيتكوين على استيعاب إمكانيات كبيرة. كما أشار إلى أن ربط البيتكوين بالعملات الورقية يمكن أن يعزز قيمتها، وهو موضوع كان مترددًا في مناقشته علنًا حتى اللحظة المناسبة. وأكد أيضًا أهمية التحضير لتدفق المستخدمين، متوقعًا اعتماد البيتكوين على نطاق واسع.
حتى مارس 2024، يمتلك حوالي 50 مليون شخص البيتكوين، ويتم إجراء أكثر من 50,000 تحويل بيتكوين يوميًا. وفقًا لدراسة من يوليو 2021، عرف 89% من البالغين الأمريكيين بالبيتكوين، ويُقدر أن مليار شخص حول العالم يستخدمون العملات المشفرة. ويمتلك 29% من الآباء الأمريكيين من جيل الألفية عملات مشفرة، وفق تقديرات موقع إكسبلودينغ توبيكس (EXPLODING TOPICS).
تم تأسيس حوالي 460 مليون محفظة بيتكوين، لكن 90% منها إما غير نشطة أو تحتوي على مبالغ صغيرة. فعليًا، أقل من نصف المحافظ البالغ عددها 46 مليونًا (21.5 مليونًا) تحتوي على أكثر من 100 دولار.
وتحتوي حوالي واحدة من كل أربع محافظ (22.2%) على أكثر من 1000 دولار.
حجم تحويلات يفوق البنوك التقليدية
كان لدى ناكاموتو رؤية بأن البيتكوين ستكون قادرة على معالجة حجم تحويلات يفوق بكثير ما تقوم به البنوك التقليدية، وذلك بتكلفة أقل بكثير. وكان مؤمنًا بأن الشبكة ستزداد أمانًا مع تطورها، معتبرًا أن أي مشاكل في البداية هي مجرد عقبات صغيرة يمكن التغلب عليها.
بلغ متوسط عدد معاملات البيتكوين اليومية في الفترة من 29 يناير إلى 18 مارس 2024 حوالي 378000. خلال هذه الفترة، بلغت المعاملات اليومية ذروتها في 29 يناير عند حوالي 575000، وانخفضت إلى مستوى منخفض بلغ حوالي 278000 في 6 فبراير.
بيتكوين متاح وآمن للجميع
في الختام، كانت موضوعات مثل التشفير المعتمد في البيتكوين، والنسخ الاحتياطية، والاستخدام السهل من بين القضايا التي تمت مناقشتها. هذه النقاشات تُظهر التزام ناكاموتو بجعل البيتكوين أداة متوفرة وآمنة للعموم.
اقرأ أيضًا.. هل «ستيف جوبز» هو «ساتوشي ناكاموتو» مبتكر بيتكوين؟
هذه المراسلات البريدية تثري الرواية حول نشأة البيتكوين، وتقدم تفاصيل إضافية تثير الاهتمام والتي قد تُساعد في الكشف عن المزيد حول الهوية الغامضة لناكاموتو. ومن الواضح حاليًا أن الرؤية التي كان يحملها ناكاموتو للبيتكوين تقترب كثيرًا مما نراه اليوم، رغم التطورات المستمرة التي تشهدها العملة.