«الكراج».. مرآب سيارات يتحول إلى مساحة ضخمة للشركات الناشئة بالرياض

في المدخل لافتة مطلية بالأصفر، تحمل اسم المكان: «الكراج». بمجرد عبورك يستقبلك منحدر السيارات. في الداخل تبرز التفاصيل المميزة ضمن مكونات التصميم، غير المألوف: الأسقف المفتوحة، والجدران الرمادية المكسوة بالغرافيتي، الذي يمنحك شعورًا بأنك في ورشة صناعية.. أنت الآن داخل أضخم مسرعة أعمال للشركات الناشئة في الشرق الأوسط بالرياض بالمملكة العربية السعودية.

على مساحة 28 ألف متر مربع، تحوّل مرآب السيارات إلى مساحة ضخمة لتطوير الشركات الناشئة، تتسع لأكثر من 300 شركة، وتضم 24 قاعة مؤتمرات، ومنطقة للمناسبات تتسع لما يصل إلى 1000 شخص.

وافتتح مقر الكراج، الإثنين الماضي، وينظر إليها على أنها خطوة فارقة في قطاع الشركات الناشئة على المستوى المحلي والعالمي، حيث سيتاح لمؤسسي الشركات الناشئة الانضمام لمجتمع الكراج كجزء من منظومة متكاملة من الشركاء والمؤسسين.

ورشة صناعية

«على الرغم من أن فكرة توفير مساحة للشركات الناشئة قد تم تنفيذها من قبل، إلا أن هذه المرة الأولى التي يتم تنفيذها على هذا النطاق»، يقول إبراهيم نصر الله، مدير مشروع «الكراج». الذي أفصح عن السبب وراء الحفاظ على شكل المرآب قريبًا من التصميم الأصلي، يقول نصر الله «قرر الفريق الإبداعي إبقاء المبنى قريباً من التصميم الأصلي، حتى نمنح الداخلين إليه شعور الوجود في ورشة صناعية»، مضيفًا «جاءت الفكرة من خلال تحويل المبنى إلى ورشة عمل للشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات. ومن أجل الحفاظ على الأجواء، قررنا الاحتفاظ بحجر الرصيف، ومنحدرات السيارات، والسقف المفتوح».

استغرق المشروع في إنجازه ثمانية أشهر، تضم مكانًا لاستقبال الضيوف، ومنطقة قيلولة، ومساحة للهاكاثون ومناطق للمناسبات والاجتماعات.

وعلى الرغم من التصميم غير المألوف لمساحة أطلق عليها «منطقة القيلولة»، إلا أن أحد المشاركين في التصميم، عمر أبو عيسى، أوضح الهدف منها: «في السعودية تعتبر هذه الفكرة جديدة. ومع ذلك، على مستوى العالم، تهدف العديد من شركات البرمجيات إلى خلق بيئة يمكن للموظفين فيها الراحة طوال اليوم»

منطقة القيلولة

«ولا يقتصر الأمر فقط على منطقة القيلولة، إذ أنه تم ابتكار منطقة للألعاب، ومقهى وغيرها من المرافق لضمان حصول الموظفين على كل ما يحتاجون إليه دون الحاجة إلى مغادرة المبنى»، بحسب أبو عيسى.

ومسرع الأعمال «الكراج» ليس جديدًا حيث بدأ بتمكين واحتضان الشركات الناشئة منذ أبريل 2022 بالتعاون مع عدد من الشركاء ومنهم Google for Startups، والمركز الوطني لتنمية تقنية المعلومات.

6 برامج

ويشمل مسرع الأعمال 6 برامج من بينها «تحت الكراج بلس»، ومسرعة ACCES لتقنيات ذوي الإعاقة، وحاضنة الكراج، وبرنامج MVP Lab، ومسرعة أعمال GAIA، والنسخة الأولى من برنامج Antler في منطقة الشرق الأوسط.

وبلغ إجمالي الدفعات في هذه البرامج 10 دفعات تضمنت أكثر من 230 شركة ناشئة و450 مؤسس من أكثر من 50 دولة حول العالم، حيث حققت هذه الشركات خلال تواجدها في الكراج إنجازات عديدة، مُتجاوزة بذلك إيرادات بلغت 24.5 مليون ریال سعودي، وحصدوا استثمارات بأكثر من 215 مليون ریال سعودي، بالإضافة إلى البرامج التدريبية، فقد أقام الكراج واستضاف أكثر من 40 فعالية، شاركت فيها 150 شركة ناشئة محلية ودولية بحضور يفوق 3,500 ضيف من الشركاء، والمستثمرين، ورواد الأعمال، وأبرز خبراء القطاع.