أحدث برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT) للدردشة الآلية، ثورة على صعيد أداء المهام التي كانت تحتاج إلى أيام وشهور لتنفيذها، لتصبح هذه الأيام والشهور دقائق معدودة، وعلى الرغم من أهمية ذلك في تسريع أعمالنا، ورفع الكفاءة، وزيادة الإنتاجية، إلا أن ذلك يمثَّل تهديدًا خطيرًا لعدد من الوظائف التي يأتي في القلب منها وظائف المستقلين أو «الفريلانسر».
كيف يؤثر ChatGPT على وظائف الفريلانسر؟
في العام الماضي، كشفت إحصاءات أجراها موقع العمل الحر الشهير أب وورك (Upwork) أن 39% من القوى العاملة انخرطت في وظائف الفريلانسر، لكن هذا العام ومع شعبية برنامج الدردشة الآلية تشات جي بي تي باتت هذه الوظائف مهددة، ولكن كيف؟!
أجرى باحثون من جامعة واشنطن، دراسة بحثية تناولت كيفية تأثير أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية تشات جي بي تي (ChatGPT)، على دخول العاملين المستقلين أو «الفريلانسر» الذين يستخدمون منصة أب ورك (Upwork).
نتيجة الدراسة البحثية، كشفت أن أعمال الموظفين المستقلين كانت الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث حصلوا على دخول أقل مع بداية أبريل 2023 مقارنة بما كانوا يحصلون عليه قبل إصدار برنامج الدردشة الآلي.
اقرأ أيضًا.. برامج ذكاء اصطناعي مجانية للمبتدئين لتوفير المال
مهن الكتابة الأكثر تأثرًا!
الباحثون أكدوا أيضًا أن العمال الذين ركزوا على المهام المتعلقة بالكتابة كانوا الأكثر تأثرًا.
شيراز شوكت، هو صحفي مستقل مقيم في أستراليا ويقدم خدمات كتابة على منصة فيفير (Fiverr)، قال في تصريحات لموقع بيزنس إنسايدر، إن «أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) أدت إلى انخفاض الطلب على أعماله»، مضيفًا أن «التأثير على الدخل بات هائلًا».
شوكت، أشار إلى حجم التأثير، قائلًا «انخفضت دخول بعض العاملين من حوالي 3 آلاف دولار إلى حوالي 1000 دولار في الوقت الحالي».
«تشات جي بي تي» قد يجبر الملايين على تغيير وظائفهم
شيراز شوكت، يُعد من بين ملايين العمال حول العالم الذين يراقبون كيف سيؤثر ازدهار الذكاء الاصطناعي على وظائفهم في السنوات القادمة، خاصة في ظل التوقعات أن يؤدي ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) إلى تعريض الملايين من الوظائف للاختفاء، وإجبار العديد من العاملين على تغيير المهن على مدى العقد المقبل.
كارل بينيديكت فراي، الخبير الاقتصادي في جامعة أكسفورد، من جهته، قال لموقع بيزنس إنسايدر، إن العمال المستقلين هم الأكثر تأثرًا، نظرًا لأن التخصصات التي يعملون بها من السهل أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: وظائف الذكاء الاصطناعي: هذه المهارات الأكثر طلبًا في سوق العمل
وتابع: «إذا كان كل ما تفعله هو الكتابة أو الترجمة أو تصميم الويب، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح أكثر براعة منك، وقدرة على أن يحل محلك، إلا إذا كنت جزءًا من مؤسسة أو فريق أكبر، حيث تؤدي مجموعة من المهام المختلفة».
مارك مورو، خبير التكنولوجيا والقوى العاملة ومدير السياسات في معهد بروكينجز، قال إنه نظرًا لأن أدوات الذكاء الاصطناعي تسهَّل على الشركات أداء مهام وظيفية معينة، فقد ينخفض الطلب على العمال المستقلين.
التسويق والإعلام والكتابة ستتأثر بـ «تشات جي بي تي»
مورو أضاف، أضاف أن أبرز الوظائف المهددة تشمل: التسويق، والإعلام والكتابة، والإعلانات، مؤكدًا أنها «مهن يؤديها تشات جي بي تي ببراعة».

كيف يمكن لـ(الفريلانسر) تحقيق النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي؟
مع ذلك، ليس الأمر كله سوداويًا، إذ أن بعض المستقلين (الفريلانسر)، وجدوا حلاً لذلك، ولكن كيف؟
أظهرت الدراسة البحثية أن هؤلاء العاملين وجدوا فرصًا في مجالات مثل مراجعة المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، أو إضافة اللمسة الإنسانية إلى هذا المحتوى.
وبحسب الدراسة، فقد ارتفعت نسبة البحث عن مستقلين يجيدون تحرير المحتوى بواسطة الذكاء الاصطناعي بأكثر من 7000% في الولايات المتحدة بين مايو وأكتوبر، مقارنة بالفترة الزمنية السابقة من الستة أشهر.
اقرأ أيضًا.. كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي في تلخيص الأوراق البحثية؟
بادرة أمل
بن بيكر هو كاتب مستقل يعمل بدوام جزئي في مجال الأخبار القضائية والحوادث. يبلغ من العمر 56 عامًا ويعتمد على خبرته الواسعة لإنتاج محتوى لا يستطيع الذكاء الاصطناعي، تقديمه.
وفي حديث لموقع بيزنس إنسايدر، ، قال إن الذكاء الاصطناعي لا يملك القدرة على تفسير قرارات المحكمة وتطبيقها على حالات متنوعة. وأشار إلى أنه يحقق ثلث دخله من المنصات الإلكترونية للعمل الحر مثل فيفر، والثلثين الآخرين من وجوده على الإنترنت.
وقال بيكر للكتاب المستقلين الذين يريدون أن يبرزوا في عالم مليء بتحديات الذكاء الاصطناعي: «لا تكتب بشكل جامد، بل اجعل كتاباتك تنبض بالحيوية وتعكس خبرتك، واستخدم شخصيات حقيقية في محتواك إذا أمكن، فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه منافستك إذا كنت تقدم شيئًا فريدًا لا يستطيع تقليده».