العملة المشفرة هي عملة رقمية غير ملموسة وغير مرئية، تختلف كل الاختلاف عن العملات الورقية الملموسة التي يتم تداولها والعمل بها بشكل مركزي في المصارف والمؤسسات المالية.
فضلا عن ذلك فان العملة المشفرة موجودة عبر الإنترنت بشكل غير مركزي، على شبكات تسمى البلوكشين. وتعد البيتكوين أشهر عملة مشفرة في الفترة الحالية، ولكن يوجد الى جانبها الآف من العملات المشفرة الأخرى مثل الإيثريوم والدوجكوين التي يمكن لأي هاوي تشفير الإستتثمار والتداول بها.
متى ظهرت العملة المشفرة؟
يعود تاريخ بروز العملات المشفرة إلى سنة 2008، عندما قرر ساتوشي ناكاموتو، وهو مجهول الهوية تمامًا حتى الآن، بابتكار طريقة آمنة وغير مركزية، لدفع المال بواسطة العملة المشفرة، وتسهيل عملية الدفع وإلغاء دور الجهات الرسمية المركزية مثل المصارف.
اقرأ أيضًا: طريق الحرية المالية مفروش بالعملات المشفرة
وتعود أول عملية دفع بالعملات المشفرة إلى عام 2010، عندما اشترى أحد الأشخاص بيتزا مقابل 10 آلاف بيتكوين. لو احتفظ ذلك الشخص بالبيتكوين حتى يومنا هذا، لصار من أغنياء العالم، وربما قد تصل ثروته إلى أكثر من 100 مليون دولار. ولكن من كان يدري في ذلك الوقت قيمة وأهمية العملات المشفرة وخاصةً البيتكوين.
مميزات العملة المشفرة
قبل يروز عملة البيتكوين؛ كانت هناك العديد من المحاولات الفاشلة لإنشاء عملة مشفرة، مثل الإيكاش التي ابتكرها دايفيد شوم من خلال شركته الناشئة ديجيكاش في عام 1990. ولقد نجحت العملات المشفرة خلال السنوات الماضية أن تفرض نفسها بسب عدد من الخصائص التي ميزتها عن غيرها من العملات الأخرى، وتأتي أبرز مميزات العملة المشفرة كالتالي:
سهولة البيع والشراء: يمكن لأي شخص يمتلك هاتف أو حاسوب وباستخدام تطبيق معين القيام بأي معاملة شراء أو بيع. كما أن ليس من الضروري امتلاك الشخص لأي حساب مصرفي لاستعمال العملات المشفرة.
إمكانية استخدامها 24/7: لا يلزم تشغيل البورصات مثل بورصة نيويورك أو لندن أو باريس حتى يتم التداول بالعملات المشفرة أو حتى استعمالها، فهي متوفرة 24 ساعة كاملة ويمكن لأي شخص في أي وقت استخدامها.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات تداول العملات المشفرة.. دليلك قبل أن تبدأ
عائدات ضخمة بفترة زمنية قصيرة: قد تكون العملات المشفرة من أكثر الإستثمارات المربحة في العالم وبوقت قصير اذا تم استثمارها بشكل صحيح. وهذا الأمر يجذب العديد من المستثمرين والمتداولين، ويعود بايجابيات كبيرة لسوق العملان المشفرة.
عدم الحاجة لوسيط: يمكن أن تتم عملية البيع أو الشراء لأي سلعة أو خدمة من خلال العملة المشفرة دون الحاجة إلى وسيط، كما هو الحال مع البطاقات المصرفية الإلكترونية. الأمر الذي يسرع العملية المالية ويوفر كلفتها.
سلبيات العملة المشفرة
وللعملات المشفرة عدة سلبيات نذكر منها:
شديدة التقلب: يعتبر سعر العملات المشفرة كثير التقلب، أكثر من أسعار الأسهم والسندات. ويعتبر الإستثمار فيها شديد الخطورة. ولكن هذه التقلبات قد تعود للمستثمر بمكاسب عالية والعكس صحيح.
اقرأ أيضًا: د.هاني الشعراني يكتب: الشباب والعملات المشفرة.. من الحب ما قتل!
قضايا أمنية: بالرغم من أن العديد من الحكومات تسعى إلى جعل العملة المشفرة آمنة للتداول بين المستثمرين، إلا أن العديد من قراصنة الويب، والهاكرز يستخدمونها للسرقة أو تنفيذ عمليات الاحتيال.
العملة المشفرة معقدة: قد تبدو العملات المشفرة معقدة للكثير من الناس، فليس من السهل فهم مبادئ والعمليات التشغيلية للعملات المشفرة. فقد يسيئ بعض الناس استخدامها كدفع مبلغ زائد، أو تحويل الأموال الى عناوين خاطئة الأمر الذي يؤدي إلى خسارة المال.
مستقبل العملة المشفرة
مع تزايد الطلب على استخدام العملات المشفرة؛ تسعى العديد من الدول حول العالم مثل السلفادور إلى تحويل اقتصادها إلى اقتصاد رقمي مبني على العملات المشفرة وشبكات البلوكشين، في محاولة لاستبدال القطاع المصرفي التقليدي بنظام مالي جديد.
اقرأ أيضًا: 9 أفلام عن عالم العملات مشفرة
يقول محللون اقتصاديون حول العالم أن مستقبل العملات المشفرة يعتمد بشكل مباشر على ثقة المستثمرين في العملة المشفرة، ومدى قدرتهم على تحمل تقلبات السوق.
ورغم الهبوط الذي يشهده سوق العملات المشفرة حالياً؛ إلا أن نظام العملات المشفرة في طريقه لصياغة وجوده ومستقبله. ويمكن القول أن الوقت وحده كفيل بتحديد شكل انخراط نظام التشفير في النظام المالي التقليدي.