قررت شركتا فيزا Visa وماستر كارد MasterCard للمدفوعات المالية والإلكترونية تأجيل خططهما لبدء التعامل في العملات المشفرة، بعد تعرض السوق لعدة اضطرابات متتالية.
في الوقت نفسه خطت الشركتان خطوات واسعة في تزويد المستهلكين بإمكانية الوصول إلى الأصول الرقمية في الماضي، بينما دفعهما عدم استقرار سوق العملات المشفرة إلى إعادة النظر في خططهما المسقبلية.
اقرأ أيضًا.. ما هي القيمة الزمنية للنقود في عالم التشفير؟
إعلان مفاجئ للسوق
جاء الإعلان بمثابة مفاجأة للكثيرين في مجال العملات المشفرة، حيث أعربت فيزا وماستركارد منذ فترة طويلة عن رغبتهما في دخول سوق العملات المشفرة. وبالفعل أعلنت الشركتان ضخ استثمارات كبيرة في مشروعات متعلقة بسوق الكريبتو، بما في ذلك إطلاق محفظة Crypto.com من فيزا، بينما عقد ماستركارد شراكة مع منصة Wirex لتداول العملات المشفرة.
وفي بيان أخير لهما أعربت فيزا وماستركارد عن خيبة أملهما بسبب الاضطرابات الأخيرة في السوق، وأرجعا تأجيل خططهما إلى حالة عدم اليقين المحيطة بمساحة عملات التشفير المتاحة حول العالم. كما قالا في بيان صحفي: «نظرًا للطبيعة غير المتوقعة لسوق التشفير الحالي، فإننا نتخذ نهجًا حذرًا وسنعيد تقييم مشاركتنا في وقت لاحق».
من ناحية أخرى، تأتي أخبار تأخير خطط فيزا وماستركارد لدخول سوق العملات المشفرة، في وقت تواجه فيه الصناعة تدقيقًا متزايدًا في ظل غياب واضح من الناحية التنظيمية خاصة تلك المتعلقة بالضرائب على الأصول الرقمية.
ومع ذلك، من المرجح أن يكون قرار تأجيل خطط الشركتين لدخول سوق التشفير، موضع ترحيب من قبل الكثيرين في الأسواق لأنه يوفر درجة من الاستقرار في بيئة متقلبة بشكل كبير.
اقرأ أيضًا.. 6 طرق تساعد الأطفال على تعلم مبادئ العملات المشفرة
انهيار FTX أحد أسباب التراجع
مصادر قالت لوكالة رويترز إن عملاقتي بطاقات الدفع فيزا وماستركارد تؤجلان خطط إقامة شراكات جديدة مع شركات العملة المشفرة بعد سلسلة من الانهيارات التي هزت الثقة في الصناعة.
تراجعت ثروات الصناعة وآفاقها في عام 2022 بعد انهيار بورصات العملات المشفرة FTX وBlockFi ما أثار مخاوف المستثمرين وزيادة التدقيق في لوائحهم.
ووفق مصادر قررت الشركتان تأجيل إطلاق بعض المنتجات والخدمات المتعلقة بالعملات المشفرة حتى تتحسن ظروف السوق والبيئة التنظيمية.
المتحدث باسم شركة فيزا، قال إن «الانتكاسات الكبيرة الأخيرة في قطاع التشفير هي تذكير بأن العملات المشفرة لا يزال أمامها طريق طويل لنقطعه قبل أن تصبح جزءًا من نظام المدفوعات والخدمات المالية السائد حول العالم والمتعارف عليه عبر الزمن».
ومع ذلك، أوضح في نفس الوقت أن هذا لن يغير استراتيجية الشركة، في الوقت الحالي من حيث الانفتاح بحذر على سوق العملات المشفرة.
اقرأ أيضًا.. هل يتراجع رئيس بينانس عن شراء شركة Voyager؟
أما المتحدث باسم ماستركارد، قال إن عمل الشركة في التركيز على تقنية بلوكشين blockchain بشكل أساس، وكيف يمكن تطبيقها لمعالجة نقاط الضعف الحالية، وبناء أنظمة أكثر كفاءة.
التركيز على بلوكشين
مؤخرا دخلت ماستركارد في شراكة مع شركة إقراض العملة المشفرة Nexo لإصدار أول بطاقة دفع مدعومة بالعملة المشفرة في العالم.
وفي نوفمبر 2022، سحبت فيزا صفقة بطاقات الائتمان العالمية مع FTX، بعد شهر واحد فقط من إعلان شراكتها الموسعة مع الأخيرة، التي أعلن إفلاسها بالفعل.
علاوة على ذلك، قالت الشركتان في إفادة مشتركة: «من المهم أن نلاحظ أن هذا القرار لا يشير إلى عدم الثقة في إمكانات مساحة العملة المشفرة، بل هو قرار حكيم بالانتظار حتى يصبح السوق أكثر نضجًا واستقرارًا. لذلك، بينما قررت فيزا وماستركارد تأجيل خططهما للتعامل مع العملات المشفرة في الوقت الحالي، فمن المحتمل أن يعودوا إلى السوق في المستقبل القريب».
2 تريليون دولار في الهواء
وبحسب موقع العربية فقد مستثمرون في سوق العملات الرقمية المشفرة أكثر من تريليوني دولار خلال عام واحد فقط، حيث كانت العملات الرقمية في مثل هذا الوقت من العام قبل الماضي تُحلق عالياً لتبلغ ذروة ارتفاعاتها، وكان المستثمرون من كل أنحاء العالم يتدفقون على السوق للاستفادة من الأرباح الفلكية التي يتم تسجيلها.
في نوفمبر 2021، كان المستثمرون يصفون عملة “بيتكوين” بأنها مستقبل المال، و”إيثريوم” بأنها أهم أداة مطورة في العالم، وكانت أسعار العملتين المشفرتين تسجل ارتفاعاً قياسياً تبين لاحقاً أنه الذروة قبل أن تبدأ بالهبوط.