تستكشف البنوك في زيمبابوي تقديم قروض مالية باستخدام العملات الرقمية المدعومة بالذهب، والتي تم طرحها حديثًا كضمان.
تأتي هذه الخطوة، التي كشفت عنها المؤسسات المالية في زيمبابوي، بعد طرح البنك المركزي في البلاد العملات الرقمية المدعومة بالذهب لتصبح وجهة المواطنين الذين يسعون إلى الحفاظ على مدخراتهم في عملة أخرى غير الدولار الأمريكي، بعد التراجع الكبير في الدولار الزيمبابوي، الذي يعاني آثار التضخم وبالتبعية التراجع الكبير أمام الدولار الأمريكي.
وفي هذا الإطار تعمل المؤسسات المالية على تكييف أنظمتها لاستيعاب هذا الشكل المبتكر من العملات لدمجها ضمن منتجاتها.
قروض مالية بضمان العملات الرقمية المدعومة بالذهب.. كيف ذلك؟
وترى البنوك في زيمبابوي، أنه طالما أن البنك المركزي يسعى إلى إصدار عملات رقمية مدعومة بالذهب فمن الطبيعي أن تعمل هي على تكييف أنظمتها المالية مع هذا المستجد. تقول جمعية المصرفيين في زيمبابوي، في توضيح لـ بلومبرغ، «إن الأموال الرقمية التي يتصور البنك المركزي استخدامها في نهاية المطاف في المعاملات اليومية، ستجبر المقرضين على تمكين عملة ثالثة في أنظمتهم، من أجل تسهيل المدفوعات».
اقرأ أيضًا.. إجراءات تنظيمية؟!.. هل بدأت أمريكا حربًا ضد صناعة التشفير؟
الجمعية أضافت أنه مع «نمو أرصدة العملات الرقمية المدعومة بالذهب، هناك احتمال أن تقدم البنوك جميع المنتجات التي يتم عرضها بالدولار الزيمبابوي والدولار الأمريكي، بهذه العملات».
العملات الرقمية المدعومة بالذهب لمواجهة الطلب على الدولار الأمريكي
وتستهدف زيمبابوي من العملات الرقمية المدعومة بالذهب المساعدة في ترويض الطلب المتزايد على الدولار الأمريكي الذي تسبب في نزيف العملة المحلية، حيث فقدت أكثر من 50٪ من قيمتها خلال العام الحالي 2023، وفقًا لـ بلومبرغ.
اقرأ أيضًا.. الحكومات أم الأفراد.. من المستفيد من العملة الرقمية للبنك المركزي؟
وعلى الرغم من أن صندوق النقد الدولي انتقد هذه الخطوة واعتبرها مخاطرة، وحث الحكومة على تحرير سعر الصرف الأجنبي بدلاً من هذه المخاطرة باستنفاد احتياطياتها؛ إلا أن البنك المركزي في زيمبابوي أعلن المضي قُدمًا في الاعتماد على العملات الرقمية المدعومة بالذهب لمواجهة ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي.
وتلقى البنك المركزي في زيمبابوي، الأسبوع الماضي، 135 طلبا بقيمة 14 مليار دولار زيمبابوي، بما يعادل 11 مليون دولار، لشراء العملات الرقمية مدعومة بـ140 كيلوغراما من احتياطي الذهب، وباع المزاد الثاني الذي أقيم يوم الخميس الماضي، عملات بقيمة 71.6 كيلوغراماً من الذهب.
وقالت الجمعية المصرفية في زيمبابوي: «حتى الآن يتم اعتبار العملات الرقمية المدعومة بالذهب أداة للحفاظ على القيمة، وهناك زيادة كبيرة في الطلب عليها».
ما هي العملات الرقمية المدعومة بالذهب؟
كشف جون مانغوديا. محافظ البنك المركزي بزيمبابوي، في تصريحات نقلتها جريدة صن داي ميل، أن العملات الرقمية المدعومة بالذهب، هي نوع من أنواع العملات الإلكترونية، ولكنها مرتبطة أو مدعومة بالذهب المملوك للبنك المركزي بزيمبابوي وذلك من أجل استخدام احتياطي الذهب الموجود في البلاد لدعم سعر صرف العملة المحلية، في ظل ارتفاع التضخم وزيادة قيمة الدولار الأمريكي.
اقرأ أيضًا.. ما الفرق بين العملات الرقمية والمشفرة؟ 4 اختلافات أساسية
ويسعى البنك المركزي في زيمبابوي، من خلال هذه الخطوة، أن يجعل المواطنين الذي يملكون مبالغ من الدولار الأمريكي يحولونها إلى العملة الرقمية الجديدة، ليستطيعوا تخزين قيمة هذه المبالغ أو المحافظة على قوتها الشرائية، وبذلك يحتاطوا من تقلبات سعر صرف العملة المحلية وفقدان قيمتها أمام الدولار الأمريكي.
وتراجعت العملة المحلية في زيمبابوي بصورة كبيرة، مع زيادة التضخم العالمي، والذي أثر على اقتصاد الدول، خاصة ذات الاقتصادات الناشئة، وبالتالي فقدت قيمتها أمام الدولار الأمريكي، وفي محاولة لتوقف هذا الأمر، طرحت العملة الرقمية الجديدة، خاصة أن المواطنين كانوا يستخدمون الدولار كمخزن للقيمة.