سادت مقولة مشهورة في الأرجاء مفادها العلم نور، حتى انحفرت في أذهان الناس وعقولهم. فلا أحد يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة، العلم نور بالفعل يضيء طريق الفرد نحو الرزق والنجاح والتطور في كل جوانب حياته اليومية.
وكلما اطلع الإنسان أكثر فأكثر، كلما وجد نفسه متيقظًا وعلى دارية بما يجري حوله. فحتى لو كان الحظ صديقه الصدوق، لا يسع الفرد أن يلمس نقطة نجاح من دون السهر على زيادة معلوماته. وهذا هو الحال في كل المجالات، إن كان على الصعيد الشخصي، أوالصحي، أوالسياسي، أوالاجتماعي أو حتى الاقتصادي والمالي. ومع ظهور طرق جديدة لجني أموال طائلة، انشغل العالم في إيجاد وسائل مختلفة لتحقيق هذا الهدف وبالتالي كسب ثروات ضخمة.
العلم مفتاح الاستثمار الناجح
مهما بلغت قيمة الأموال التي يعمد الفرد إلى استثمارها في مشاريعه، لن يتكلل هذا الاستثمار بالنجاح المطلوب إن لم يكن مدعمًّا بالعلم والثقافة. وبعبارة أخرى، لن تنمو أموالك حتى ينمو عقلك ويصبح قادر على توقع اتجهات الأسواق.
اقرأ أيضًا: 6 عملات مشفرة.. أفضل الاستثمارات في 2023
فما عليك أيها المستثمر الجديد إلا أن تتسلح بالعلم والثقافة كي تخوض تجربة ناجحة في عالم الاستثمار علها تكون عبرة أو قصة نجاح للأجيال القادمة. وهذا لا يعني أن نسلب الخبرة دورها المهم في هذا المجال. فقد تتعلم الكثير من خلال دخولك في مشاريع مختلفة، وستتعلم من أخطائك ونجاحاتك مع مرور الوقت لكي تتخذ قرارات مستقبلية أصح وأهم وأكبر.
المعرفة مهمة كخطوة أولى حتى تتمكن من تقييم كل فرصة متوفرة أمامك على الطاولة والاستفادة من تلك التي ستغنيك بالعوائد التي تريدها. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يستطيع المستثمر أن يغني قاعدته المعرفية قبل الشروع إلى الاستثمار فعليًا؟
نصيحة لكل مستثمر متعطش للعلم والمعرفة
على كل مستثمر إدراك أهمية المعرفة لتحسين واقعة المالي وزيادة أرباحه وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال النصائح التالية:
1. اطلع على مفهوم المال ومجالاته
كأي مستثمر جديد في سوق جديد، ستحتاج إلى فهم كيفية عمل الأسواق المالية. قد يبدو الاستثمار عملية بسيطة، ولكن الحقيقة أعقد من ذلك. عليك أن تكون على دارية كاملة بالمخاطر التي تحيط بالاستثمار ورأس المال الذي ستشغله والعائدات التي قد تجنيها من المشاريع المختارة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تتعرف على كيفية اكتشاف أفضل الاستثمارات المحتملة.
2. مفهوم “توليد القيمة”
يمثل مفهوم “توليد القيمة” الجانب الجوهري بل الأهم للاستثمار. وهو مصطلح يرتكز على قدرة الشركات والمؤسسات والأفراد على توليد الثروة أو المنفعة أو الأرباح من خلال المنتجات والسلع والخدمات التي يوفرونها في الأسواق. ويمثل هذا المفهوم الهدف الحقيقي والسامي لوجود الشركات. وكمستثمر، عليك تقدير القيمة التي سيولدها استثمارك لاتخاذ قراراتك بدلاً من الاعتماد على الافتراضات ورسم التوقعات غير المجدية أو الملموسة.
3. افهم السوق
قبل الشروع بأي استثمار جديد وتقييم فرص نجاحه، ينبغي عليك، كخطوة أولية، أن تدرس السوق. ابتعد عن المغامرة الهوجاء ولا تدخل في سوق لا تعرف عنه شيء. بل قم بأبحاثك وفتش واسأل كي لا تندم على أي قرار قد يسلب منك أرباحك.
4. ادرس الثروة
باعتبارك مستثمر، من الأساسي أن تتطلع باستمرار على استراتيجيات بناء الثروة وتثقيف نفسك حول هذا الموضوع. فعليك الاستثمار في قراءة المقالات والمحتويات الأخرى حول بناء الثروة حتى تتمكن من بناء معرفتك وتطبيق ما تعرفه لاحقًا على أرض الواقع للوصول إلى النجاح الذي تحلم به وتبدأ بجني الثروات المنتظرة.
استثمر في نفسك
على كل مستثمر أن يتسلح بالمعرفة إذ أنها وسيلة دائمة وثابتة لتحسين قدرته على اتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة. فبالعلم يتطور تفكيرنا النقدي، وتنتعش معلوماتنا التي بالتالي قد يكون لها تأثير هائل على حياة كل فرد منا، وكما أنت صنيع أفكارك وأفعالك، اعمل بجد على ترويض هذه الأفكار وتنظيمها.
لا تستخف بأهمية القراءة والاطلاع، إذ أنها مفتاح النجاح والتطور والتحسن. فكما تستثمر في أموالك، لا تخف أن تستثمر في نفسك ومعلوماتك. ففي وسط عالم قاس وسريع، قد تضطر إلى اتخاذ قرارات سريعة ومفاجئة وخاصة في عالم الأعمال والمال. مخزونك العلمي سيكون منقذك الدائم. ومهما تبخرت الأموال والأرباح، لا أحد يستطيع أن يسلب منك أهم استثمار أجريته، وهو استثمار النفس والعقل. فاعقل وتوكل!