كشف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا عن الابتكار الجديد في عالم ميتافيرس، والمتمثل في الصور الرمزية الواقعية من برنامج كوديك (Codec)، التقنية التي تجري مسحًا ثلاثي الأبعاد لوجوه الأشخاص فتنتج نسخًا رقمية منهم تقارب أشكالهم الحقيقية إلى حد كبير، بفعل دمج الذكاء الاصطناعي وميتافيرس.
جاء الإعلان عن التقنية الجديدة في الوقت الذي أكد فيه زوكربيرغ أنه يدرس حاليًا ابتكار طريقة للتواصل مع الموتى في عالم ميتافيرس عبر الصور الرمزية الواقعية.

الصور الرمزية الواقعية والتواصل مع الموتى
خلال مقابلة أجراها زوكربيرغ عبر تقنية ميتافيرس مع مقدم البودكاست والباحث في الذكاء الاصطناعي الشهير ليكس فريدمان، تحدث رئيس شركة ميتا عن الإمكانات المستقبلية للواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي.
وظهر زوكربيرغ وفريدمان في المقابلة عبر الصور الرمزية الواقعية التي أبرزتهما في صورة تقارب الحقيقة بشكل كبير، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
وخلال المقابلة، وجه فريدمان، سؤالًا إلى زوكربيرغ، قال له فيها: «أحب أن أتحدث إلى الأشخاص الذين لم يعودوا موجودين، والذين أحبهم، هل هذا شيء تفكر فيه في المستقبل؟».
اقرأ أيضًا: إمبراطور ميتا.. كيف بنى مارك زوكربيرغ ثروته؟
في إجابته أقر مارك زوكربيرغ، بأنها «فكرة معقدة»، لكنه قال إنه «ربما يكون هناك بعض التوازن لمفهوم إنشاء الصور الرمزية الواقعية للموتى باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي».
وأضاف مارك: «إذا فقد شخص ما أحد أفراد أسرته ويشعر بالحزن، فقد تكون هناك طرق يمكن من خلالها التفاعل مع الموتى أو استعادة ذكريات معينة».
ولكنه حذر من أن ذلك قد يصبح غير صحي لنا، متابعًا: «لست خبيرا في ذلك، لذا أعتقد أنه يتعين علينا دراسة ذلك وفهمه بمزيد من التفصيل».

تقنية الصور الرمزية الواقعية
وكشف زوكربيرغ لأول مرة عما قال إنه الصور الرمزية الواقعية التي ينتجها برنامج كوديك (Codec) الخاص بشركة ميتا، عبر تقنية المسح لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لوجه المستخدم تشبه إلى حد كبير شكل الإنسان، وتعبيراته الفعلية، وهي على العكس من الصور الرمزية الافتراضية الـavatar التي أطلقها زوكربيرغ العام الماضي وكانت تشبه إلى حد كبير الكرتون، ما أثار موجة من السخرية ضده.
ومن أجل إظهار مدى تطور إمكانيات الميتافيرس، أجرى مارك زوكربيرغ، اللقاء في الميتافيرس، واستخدم هو وليكس فريدمان الصور الرمزية الواقعية.
وتم إنشاء الصور الرمزية الواقعية، باستخدام تقنية تقوم على مسح الوجه والجسم في أوضاع ومشاعر مختلفة، ثم ضغط البيانات في برنامج ترميز يمكن نقله عبر الإنترنت، وفقًا لما نقله موقع إنتريستينغ إنجنيرنغ.
وقال مارك زوكربيرغ، إن الصور الرمزية الواقعية، كانت جزءًا من مشروع بحث أجرته ميتا لابز، لافتًا إلى أن الشركة تعمل على جعلها أكثر سهولة وبأسعار معقولة للمستخدمين.
اقرأ أيضًا.. مارك زوكربيرغ لن يتخلى عن «ميتافيرس» من أجل الذكاء الاصطناعي
وكشف مارك عن كيفية ظهور فكرة الصور الرمزية الواقعية، مؤكدًا أن شركة ميتا كانت تطور مشروعًا يُمكن الإنسان من استخدام هاتفه المحمول لإجراء مسح سريع لوجهه وإنشاء صورة رمزية عالية الجودة في دقائق معدودة فقط.
وأوضح أن ميتا، في الوقت الذي كانت تستكشف فيه طرقًا لجعل هذه الصور الرمزية أكثر تعبيرًا وقابلية للتخصيص تم دمج الذكاء الاصطناعي في الميتافيرس، ومن هنا ظهرت الصور الرمزية الواقعية.

إمكانات الصور الرمزية الواقعية
وانبهر ليكس فريدمان، باحث الذكاء الاصطناعي، بمدى واقعية الصور الرمزية الواقعية، التي قدمتها شركة ميتا، والتي تمثل تحسنًا هائلاً، مقارنة بمحاولاتها السابقة باستخدام التكنولوجيا التي قوبلت بسخرية شديدة على الإنترنت.
وسخر ملايين المستخدمين مارك زوكربيرغ، في السابق، عندما أعلن عن تقنية الميتافيرس، وأخرج صورًا رمزية، كانت أقرب إلى الكرتون منها إلى البشر، للدرجة التي أصبحت هدفًا للميمات، على الإنترنت.
اقرأ أيضًا.. «ثريدز» ليس الأول.. إمبراطورية «زوكربيرغ» المستنسخة!
وكافحت ميتا للحفاظ على اهتمام المستهلكين والمستثمرين بالميتافيرس، بعد أن تم الترويج لها باعتبارها الشيء الكبير القادم في المستقبل.
وخسر ريالتي لابس Reality Labs، القسم الذي يتولى أعمال الميتافيرس، في شركة ميتا، ما يقرب من 14 مليار دولار في عام 2022، وتضررت الشركة من عمليات تسريح العمال؛ إلا أن مارك أصر على الاستثمار فيه، وحتى مع ثورة الذكاء الاصطناعي، أكد رئيس شركة ميتا أنه لن يتخلى عن الميتافيرس من أجل الذكاء الاصطناعي، لكن سيحاول دمج الاثنين معًا.