تفوقت شركة إنفيديا (Nvidia)، على شركتي مايكروسوفت (Microsoft) وأبل (Apple) لتصبح الشركة الأكثر قيمة في العالم، بعد أشهر من النمو الهائل نتائج أعمال الشركة، مدفوعًا بالطلب الكبير على الرقائق الإلكترونية التي تنتجها وتستخدم في الذكاء الاصطناعي، وهوس المستثمرين بشأن تطوير هذه التقنية.
وارتفع سعر السهم بنسبة 3.2% إلى 135.18 دولارًا، مما رفع قيمتها السوقية إلى 3.332 تريليون دولار، متجاوزة شركتي أبل ومايكروسوفت العملاقتين اللتين كانتا تتنافسا منذ فترة طويلة على المركز الأول من حيث القيمة السوقية.
سر تفوق إنفيديا على شركات التكنولوجيا
شهدت شركة إنفيديا (Nvidia) نموًا ملحوظًا بفضل الإقبال المتزايد على الرقائق الإلكترونية المتطورة، والتي تعد حجر الأساس لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) من أوبن إيه آي (OpenAI). في غضون عامين فقط، تحولت إنفيديا من كونها شركة بقيمة 300 مليار دولار إلى قوة عظمى في عالم التكنولوجيا، حيث تسابق العمالقة للحصول على أحدث ابتكاراتها.
اقرأ أيضًا: موظفو إنفيديا يكشفون أسرارًا من أسلوب إدارة جنسن هوانغ
ارتفعت أسهم إنفيديا بشكل مذهل، مساهمة بذلك في ثلث الزيادة البالغة 14% في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ بداية العام، وهو ارتفاع أذهل حتى أكثر المحللين تفاؤلاً، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز.
وعبر تيد مورتونسون، الخبير الاستراتيجي التكنولوجي في شركة بيرد، عن دهشته قائلاً: «إنفيديا شركة استثنائية، والطلب على أسهمها والدعم لها قويان، لكن ارتفاع قدره 40% في شهر واحد يظل أمرًا غير مألوف».
رحلة شركة إنفيديا
تعتبر شركة إنفيديا (Nvidia)، التي تتخذ من وادي السيليكون بقلب منطقة خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا مقرًا لها، واحدة من رواد صناعة التكنولوجيا العالمية.
منذ تأسيسها قبل 31 عامًا كشركة متخصصة في إنتاج بطاقات الرسومات لعشاق ألعاب الفيديو، شهدت إنفيديا قفزات هائلة في الأداء المالي، حيث كشفت عن زيادة في الإيرادات تجاوزت 400%، وارتفعت قيمة أسهمها بمعدل 170% منذ انطلاق العام.
اقرأ أيضًا.. جنسن هوانغ يعلن ثورة صناعية جديدة على الأعتاب بقيادة إنفيديا
أعلن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا (Nvidia)، أن الشركة تقف في صميم ثورة صناعية جديدة تتمثل في تحرير قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يعد بتغيير شامل لجميع قطاعات الاقتصاد العالمي من خلال استخدام التقنيات الحاسوبية المتقدمة.
شركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل (Google) ومايكروسوفت (Microsoft) وأمازون (Amazon) قد اقتنت سلاسل من وحدات المعالجة الرسومية من إنفيديا لخدماتها السحابية، وذلك بالإضافة إلى استخدامها للبيئة البرمجية التي توفرها إنفيديا، والتي تزود المطورين بأدوات مبتكرة تعزز من سطوتها في السوق.
وبالتزامن مع ذلك، تستعد إنفيديا لإطلاق جيلها الجديد من رقائق «بلاكويل» الأقوى على الإطلاق، حيث يُعِد هوانغ بثورة تكنولوجية مُرتقبة من خلال هذه المنتجات الجديدة.
بالرغم من أن منافسيها مثل إيه إم دي (AMD) وإنتل (Intel) قد أطلقوا شرائح ذكاء اصطناعي خاصة بهم، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من تحدي هيمنة إنفيديا في السوق.
ستايسي راسجون، محلل الرقائق في بيرنشتاين، يُعبر عن دهشته قائلاً: «لا بُدَّ لأحدهم أن يكون في المقدمة، وارتفاع أسهم إنفيديا لم يكُن عشوائيًّا، بل كان نتيجةً لأداءٍ ماليٍّ قوى».
أضاف: «لم أشهد مثيلًا لهذه الظاهرة في سوق يُحرِّكه اقتصاد حقيقى بهذه الطريقة، إنه حقًّا أمرٌ استثنائى».
أخيرًا، انضمت إنفيديا إلى صفوف شركات التكنولوجيا المُهِمَّة مثل أبل ومايكروسوفت، واللذان كان يُعَدَّان من أبرز المُتَصَارِعِيْن على لقب أغلى شركة في العالم لأكثر من عشر سنوات. والآن، تُصَارِع إنفيديا لتحظى بهذه المكانة.
ارتفاع ثروة جنسن هوانغ
نجاح شركة إنفيديا في تحقيق مكانة كأغلى شركة عالميًا قد أثمر بشكل كبير لجنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي للشركة، الذي صعد إلى المرتبة الحادية عشر في قائمة أثرياء العالم. فقد شهدت ثروته الصافية زيادة بأكثر من 4 مليارات دولار في يوم واحد، مما وضعه في أعلى تصنيف له حتى الآن بقائمة فوربس للمليارديرات.
اقرأ أيضًا.. «مهمة شاقة».. رئيس شركة إنفيديا يشارك تجربة تأسيس عملاق الرقائق الإلكترونية
خلال الخمس سنوات الماضية، ازدادت ثروة هوانغ بمقدار 114 مليار دولار، وقد بلغت حوالي 119 مليار دولار بعد ظهر يوم الثلاثاء، عقب ارتفاع سهم إنفيديا بأكثر من 3% إلى 135.70 دولارًا للسهم الواحد، متجاوزًا بذلك موكيش أمباني، أغنى رجل في الهند، وجاء خلف ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت.
وبدأ هوانغ العام بثروة صافية تُقدَّر بـ77 مليار دولار، وفقًا لتقديرات فوربس، قبل أن تشهد القيمة السوقية لإنفيديا نموًا هائلاً بأكثر من 170% لتصل إلى 3.33 تريليون دولار.
أعلنت إنفيديا في تقريرها المالي الأخير أن هوانغ يخطط لبيع 600000 سهم من أسهم الشركة حتى مارس 2025، والذي من شأنه أن يُحقِّق له أكثر من 81.4 مليون دولار استنادًا إلى سعر سهم الشركة الحالي.