تتبنى السلفادور العملات المشفرة بشكل متزايد، وقد أصبحت البيتكوين عملة قانونية في البلاد. والآن، تتجه نحو استغلال الطاقة البركانية في الحصول على الطاقة الكهربائية اللازمة لتعدين البيتكوين، حيث أضافت أكثر من 474 عملة بيتكوين للاحتياطي الحكومي باستخدام الطاقة المستمدة من بركان تيكابا خلال السنوات الثلاث الماضية.
هذه الخطوة أثمرت عن زيادة كبيرة في احتياطي البيتكوين الحكومي، الذي يقدر قيمته الآن بحوالي 354 مليون دولار.
تعدين البيتكوين البركاني
استثمرت حكومة الرئيس السلفادوري، ناييب بوكيلي، في تجهيز 300 وحدة معالجة لاستغلال قوة الطاقة الحرارية الأرضية للبركان، والتي تبلغ 102 ميجاوات، لاستخراج البيتكوين، مستخدمة 1.5 ميجاوات أو ما يعادل 5% من إجمالي الطاقة المتاحة لهذا الغرض.
هذه الاستراتيجية الطموحة أسفرت عن تحقيق دخل إضافي يقدر بـ29 مليون دولار منذ العام 2021، وأصبحت السلفادور تمتلك الآن احتياطيات وطنية من البيتكوين تصل إلى 5750 عملة، وهو ما يعتبر إنجازًا كبيرًا حسب تقارير وكالة رويترز.
اقرأ أيضًا: السلفادور.. نقلة بيتكوينية!
وقد أثار هذا التوجه الجديد، الذي بدأ في عام 2021، جدلاً واسعًا حول قرار تبني البيتكوين كعملة قانونية إلى جانب الدولار الأمريكي، وهو قرار واجه معارضة من صندوق النقد الدولي بسبب التقلبات المعروفة للعملات المشفرة.
تجربة السلفادور مع تعدين البيتكوين باستخدام الطاقة البركانية تطرح أسئلة مهمة حول مستقبل صناعة التعدين وإمكانية أن يكون استخدام الطاقة الحرارية الأرضية خطوة نحو صناعة تشفير أكثر احترامًا للبيئة.
وبينما تتمتع السلفادور بمصدر طاقة نظيف ومستدام للتعدين، يظل التأثير البيئي لتعدين العملات المشفرة على مستوى العالم موضوعًا يثير القلق العميق.
البيتكوين كعملة رسمية
في خطوة نحو تحقيق الشمول المالي، أقرت السلفادور البيتكوين كعملة قانونية، مقدمةً حوافز لتشجيع تبنيها. وفقًا لدراسة بمشاركة ديفيد أرجنتي وديانا فان باتن من جامعة ييل سوم، فإن ضعف الثقة أدى إلى انخفاض سريع في استخدام العملة المشفرة، مما يقدم دروسًا للدول الراغبة في تبني العملات الرقمية التي تتبع البنوك المركزية.
اقرأ أيضًا: منصة بينانس.. لماذا تنسحب البورصة من معظم دول أوروبا؟
أكثر من 100 بنك مركزي حول العالم يدرسون تبني العملات الرقمية لتعزيز الشمول المالي وتفعيل المدفوعات. بلدان مثل جزر البهاما، جامايكا، ونيجيريا قد أطلقت بالفعل عملاتها الرقمية. في عام 2021، سلكت السلفادور مسارًا فريدًا في المدفوعات الرقمية، حيث أصبحت أول دولة تعتمد عملة البيتكوين كعملة قانونية لتعزيز الشمول المالي وخلق فرص عمل وتسهيل التحويلات المالية.
كما أطلقت السلفادور تطبيق Chivo Wallet، الذي يوفر مزايا مماثلة للعملة الرقمية للبنك المركزي، بما في ذلك الوصول السهل والقدرة على الدفع للأفراد والشركات، وإجراء عمليات الإيداع والسحب بالدولار الأمريكي والبيتكوين.
التزام السلفادور بالبيتكوين
أكد الرئيس ناييب بوكيلي التزام بلاده بالعملات المشفرة، مشيرًا إلى عدم وجود خطط لبيع الاحتياطي الكبير من البيتكوين في البلاد.
اقرأ أيضًا: كيف يرى دونالد ترامب العملات المشفرة؟
وصرح بوكيلي: «عندما كانت أسعار البيتكوين منخفضة، كُتبت الآلاف من المقالات حول خسائرنا المزعومة. الآن، مع ارتفاع الأسعار، لو قررنا البيع، سنحقق أرباحًا تفوق الـ40٪». وأضاف: «بالطبع، لا نخطط للبيع، لكن من المثير للاهتمام أن الخبراء الاقتصاديين والصحفيين الذين كانوا ينتقدوننا أصبحوا الآن في صمت تام».