التقى المهندس عبد الله السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (Meta)، في الولايات المتحدة الأمريكية. وتُمثّل هذه الخطوة تحولاً ملحوظاً نحو دفع مبادرات المملكة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية «واس».
يشير هذا الاجتماع رفيع المستوى إلى نية المملكة تعزيز وجودها التكنولوجي واستكشاف التعاون المحتمل في قطاع التقنية.
تسريع التنمية في الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغات الكبيرة والميتافيرس
وذكرت «واس»، أن الاجتماع يعكس نية المملكة الاستراتيجية لإقامة شراكات قوية مع عمالقة التقنية العالميين مثل ميتا، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي (AI)، والميتافيرس، ونماذج اللغات الكبيرة (LLMs)، والحلول الرقمية المبتكرة. ويهدف ذلك إلى الارتقاء بمكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي وعالمي لتقنيات المستقبل، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).
تُسرّع المملكة العربية السعودية من تطوير مشهدها التقني من خلال رؤية 2030، بهدف تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط وترسيخ مكانتها كقائد في الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي. وقد أسست المملكة بالفعل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا – SDAIA)، التي تقود صياغة سياسة الذكاء الاصطناعي، وتطوير البنية التحتية الوطنية للبيانات، ورعاية الشركات الناشئة والابتكارات في الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات مثل الرعاية الصحية، والتمويل، والخدمات العامة.
في أواخر عام 2024، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة طموحة باسم Project Transcendence بقيمة 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف ترسيخ مكانة المملكة كقائد عالمي في تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي. تركز هذه المبادرة بشكل كبير على بناء مراكز بيانات عالمية المستوى، ودعم عدد كبير من الشركات الناشئة، واستقطاب أفضل الكفاءات، وتكوين تحالفات قوية مع عمالقة التكنولوجيا الدوليين. تهدف القيادة إلى أن تكون المملكة مُصدِّراً رئيسياً لحلول الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، مستهدفة إنشاء المئات من الشركات الناشئة وجذب المليارات من الاستثمارات.
في عام 2025، أعلنت المملكة العربية السعودية عن صفقات كبرى مع عمالقة التقنية مثل غوغل كلاود (Google Cloud)، وأمازون ويب سيرفيسز (Amazon AWS)، وأوراكل (Oracle)، تشمل استثمارات بمليارات الدولارات لبناء بنية تحتية سحابية محلية ومراكز بيانات للذكاء الاصطناعي. تستثمر جوجل كلاود وصندوق الاستثمارات العامة (PIF) 10 مليارات دولار في مركز للسحابة والذكاء الاصطناعي، بينما تخطط أوراكل لاستثمار 14 مليار دولار على مدى العقد القادم لتعزيز البنية التحتية.
رؤية المملكة العربية السعودية لمركز عالمي للذكاء الاصطناعي
يُسلّط اللقاء الأخير بين الوزير السواحة والرئيس التنفيذي لميتا، مارك زوكربيرغ، الضوء على الأهمية الاستراتيجية للتطورات التقنية لشركة ميتا ورؤيتها للتفاعل البشري المعتمد على الذكاء الاصطناعي. كانت ميتا في طليعة الابتكار في الذكاء الاصطناعي، وكشفت عن العديد من المنتجات والمبادرات الرائدة، بما في ذلك نظارات الواقع الافتراضي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وروبوتات الدردشة، والميتافيرس.
تستثمر كل من المملكة العربية السعودية وميتا بكثافة في مستقبل التقنيات الرقمية، إدراكاً منهما للإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي والميتافيرس. وتشمل جهود ميتا الأخيرة مجموعة من منتجات الذكاء الاصطناعي المصممة لتعزيز التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، وكفاءة الإعلانات، ونتائج الأعمال.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، تُعد هذه المناقشات استراتيجية بشكل خاص، حيث تتوافق مع هدف المملكة بأن تصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي. أدى تركيز الحكومة على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية إلى استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة كبيرة، ومشاريع مشتركة، وبرامج وطنية مكرسة لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، تهدف المملكة إلى توطين تطوير الذكاء الاصطناعي، خاصة في نماذج اللغة العربية، لتلبية الاحتياجات الإقليمية وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.
يظهر تفاني المملكة في الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل من استثماراتها واتفاقياتها غير المسبوقة. على مدى السنوات القليلة الماضية، جذبت المملكة مليارات الدولارات من الاستثمارات من عمالقة التقنية والمؤسسات المالية الحريصين على الاستفادة من نظام الذكاء الاصطناعي المتنامي بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، تشمل استراتيجية البلاد تعزيز الابتكار من خلال المُسرِّعات وحاضنات الأعمال والأطر التنظيمية واستقطاب الكفاءات، مما يخلق بيئة خصبة لريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي.
تمتد جهود المملكة أيضاً لتشمل تطوير إطار عمل أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي، لضمان نشره بمسؤولية وبما يتماشى مع القيم المجتمعية. وقد نشرت سدايا إرشادات لتبني الذكاء الاصطناعي والأخلاقيات، تدعم الابتكار المسؤول وتعالج التحديات المتعلقة بخصوصية البيانات وأمنها.




















