هل تتخيل لو كان بإمكانك تحويل أفكارك إلى صور واقعية؟ قد يصبح هذا الحلم حقيقة بفضل التطورات المذهلة في مجال علم الأعصاب والذكاء الاصطناعي!
حقق باحثون من جامعة رادبود في هولندا إنجازًا علميًا هائلًا من خلال تطوير نظام ذكاء اصطناعي قادر على إعادة بناء الصور بدقة شبه مثالية من نشاط الدماغ، بحسب موقع “Interesting Engineering”.
تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي
يستخدم النظام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لقياس نشاط الدماغ. يقوم الذكاء الاصطناعي بعد ذلك بتحليل أنشطة الدماغ ومقارنتها بقاعدة بيانات ضخمة من الصور، مما يسمح له بإعادة بناء الصورة التي يفكر فيها الشخص.
ووصف أحد أعضاء فريق البحث، أوموت جوتشلو، هذه النتائج بأنها “الأقرب والأكثر دقة” حتى الآن.
اقرأ أيضًا.. هل نقلق من الذكاء الاصطناعي أم من شخص يحترف أدواته؟.. خبراء يتحدثون
دراستان لفهم أعمق
أجرى الفريق دراستين مختلفتين. في الدراسة الأولى، استخدم الفريق التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لقياس نشاط الدماغ لدى متطوعين شاهدوا صورًا ووجوهًا.
أظهرت النتائج أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل نشاط الدماغ وإعادة بناء الصور المعروضة بدقة عالية، مما يشير إلى فهم عميق لكيفية معالجة الدماغ للصور.
في الدراسة الثانية، قام الباحثون بإعادة تحليل بيانات من تجارب سابقة تضمنت زراعة مصفوفات من الأقطاب الكهربائية في دماغ قرد مكاك لتسجيل نشاطه أثناء مشاهدة صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف المديرين أكثر من موظفيهم.. كيف؟
دقة شبه مثالية
أثبتت الدراسة قدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة بناء الصور الأصلية بدقة شبه مثالية، مستفيدًا من البيانات الدقيقة لنشاط دماغ القرد.
تميزت هذه الدراسة بنظام ذكاء اصطناعي فريد قادر على “تعلم” كيفية تفسير إشارات الدماغ وتحديد أجزاء الدماغ ذات الصلة بالمهمة.
يُعزى هذا التطور إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط المعقدة، بحسب جوتشلو.
تُقدم هذه الدراسات نتائج واعدة لمجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك، استعادة البصر، من خلال تحفيز الدماغ لخلق تجارب بصرية غنية، قد يُساهم الذكاء الاصطناعي في استعادة البصر للأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية.