بعث الذكاء الاصطناعي أملًا جديدًا لمرضى السكتة الدماغية، الذين يعانون فقدان الوظيفة الحركية أو الشلل، عن طريق ابتكار بدلة جديدة مدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي، تعيد إليهم القدرة على المشي مرة أخرى.
ويعاني مرضى السكتة الدماغية من انسداد أحد الشرايين المسؤولة عن تزويد كل منطقة من الدماغ بالدم. وفي بعض الحالات يحدث الانسداد في منطقة الدماغ المسؤولة عن التحكم في حركة العضلات في الساق اليسرى، ولذلك فإن الساق تصبح مشلولة أو ضعيفة. ويمكن للآثار المبكرة للسكتة الدماغية، بما في ذلك الشلل، أن تصبح دائمة، وتصبح العضلات التي لا تستخدم بشكل اعتيادي متشنجة بشكل دائم ومتصلبة، وقد يشعر المريض بتشنجات مؤلمة في العضلات، وقد يبقى من الصعب على المريض المشي في حال لم يصب بالشلل.
لكن، تمكن العلماء من التوصل إلى ابتكار بدلة جديد مدعومة بقوة الذكاء الاصطناعي تعيد لضحايا السكتة الدماغية القدرة على المشي مرة أخرى.
كيف تعمل بدلة الذكاء الاصطناعي لعلاج مرضى السكتة الدماغية؟
في عيادة للعلاج الطبيعي وتأهيل مرضى السكتة الدماغية في نيوبورت بمقاطعة ويلز بالمملكة المتحدة، بدأت إدارة العيادة في علاج مرضى السكتة الدماغية الذين أصيبوا بالشلل ببدلات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعيد لهم القدرة على المشي مرة أخرى. يطلق على البدلات الجديدة اسم «نيورسكين إيه آي – NeuroSkin AI»، وتم تطويرها بواسطة شركة كوراغ التي تقع في ليون، فرنسا، بحسب صحيفة ذي تليغراف البريطانية.
وتعمل البدلات المساعدة الذكية عن طريق استشعار حركة الجسم وتحليل البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتوفر الدعم اللازم للعضلات والمفاصل المتضررة وتعمل على تحفيزها بشكل مناسب لتسهيل الحركة والمشي.
وتستخدم البدلات أجهزة استشعار متعددة لرصد حركة الجسم وتحديد التغييرات في وزن الجسم وزاوية المفاصل وتوزيع الضغط، ثم تلتقط هذه الأجهزة البيانات وترسلها إلى نظام الذكاء الاصطناعي المتصل، الذي يقوم بتحليل البيانات وتوليد إشارات وتعليمات دقيقة للبدلات، وبناءً على البيانات المستلمة، تقوم البدلات بتنفيذ تعديلات في الضغط والدعم على العضلات والمفاصل لتعزيز الحركة الطبيعية للمستخدم، ثم تتكيف البدلات تلقائيًا مع تغيرات نمط المشي وتوفر الدعم المناسب في الوقت المناسب.
اقرأ أيضًا.. الرعاية الصحية.. دور جديد للبلوكشين والذكاء الاصطناعي
تجربة بدلة الذكاء الاصطناعي
قام رجل وامراة باختبار البدلة قبل بدء تجربة تشمل خمسة أشخاص ستُجرى في العيادة في وقت لاحق من هذا العام. كان المرضى قادرون بالفعل على المشي بمساعدة عكاز، ولكن البدلة المتخصصة، التي تقوم العيادة بتأجيرها مقابل 5000 جنيه إسترليني شهريًا، مصممة لمساعدة الأشخاص في استعادة القوة والوظيفة الحركية لتسريع عملية التعافي.
«يدير كمبيوتر الذكاء الاصطناعي في البدلة سلسلة من النبضات الكهربائية الصغيرة إلى الساقين، مما يحفز العضلات المتضررة لزيادة النشاط وزيادة القوة والتنسيق»، يقول جاكو بروورس، المدير السريري في عيادة موريلو، مضيفًا «هناك كمبيوتر رئيسي واحد ترتديه في قميص بدون أكمام، ويوجد ثمانية أحجام مختلفة من السراويل النسائية وثمانية أحجام مختلفة من السراويل الرجالية، بالإضافة إلى تشكيلة من الأحجام المختلفة للنعال».
تمكنت السيدة لويد لأول مرة منذ إصابتها في الدماغ من صعود الدرج أثناء ارتدائها البدلة. وقال بروورس إن هناك «تغييرًا فوريًا في قدرة الناجين من السكتة الدماغية على المشي عند تشغيل البدلة».
وأضاف: «نرغب في استخدام البدلة بشكل أكبر في أكتوبر مع التجربة لأن اختبار واحد ليس كافيًا لتحديد قيمة الفائدة. نحن نبحث عن استقطاب خمسة أشخاص قبل نهاية العام للمشاركة في 12 جلسة على مدار أربعة أسابيع، ويجب أن تستمر كل جلسة لمدة 45 دقيقة على الأقل».
وقال إن بعض الجلسات ستتضمن ارتداء البدلة، في حين أن البعض الآخر سيكون بدون مساعدة لمقارنة أي تحسنات.
اقرأ أيضًا.. ما هي مميزات العقود الذكية في مؤسسات الرعاية الصحية؟
بدلة الذكاء الاصطناعي ليست حلا دائمًا
وأوضح أن البدلة ليست حلاً دائمًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة، ولكنها تصمم كمساعدة في عملية العلاج. وقال: «تعرض البدلة لهم كيفية المشي الصحيح، وبعد ذلك يجب عليهم توليد هذا المشي بأنفسهم، لأن الفكرة ليست في أن تتولى البدلة حياتهم، ولكنها تساعدهم في تدريب نمط المشي المناسب»..
الناجون من السكتة الدماغية هم المرضى المثاليين لهذه التكنولوجيا، ولكن الفريق يأمل أيضًا في تجربة البدلة على شخص يعاني من إصابة في الحبل الشوكي في وقت لاحق من هذا العام لاختبارها على مجموعة متنوعة من المشاكل.