أظهر تقرير حديث دور الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في ريادة تبني الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي.
نشر وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي
أشار تقرير Finastra «حالة الخدمات المالية في الدولة 2024»، إلى أن 71% من المؤسسات المالية في الإمارات العربية المتحدة قامت بنشر أو تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات تصنف الآن، من بين أكثر الدول اعتمادًا للذكاء الاصطناعي في العالم، بدعم من المبادرات الحكومية القوية، واللوائح التنظيمية الداعمة، والاستثمارات الكبيرة من القطاعين العام والخاص. في نفس الوقت تعكس المملكة العربية السعودية هذا الزخم، حيث لا يقتصر تركيزها على تبني الذكاء الاصطناعي فحسب، بل يشمل أيضًا تحديث العمليات المصرفية وإقامة شراكات تكنولوجية استراتيجية.
الأولوية للذكاء الاصطناعي التوليدي والامتثال
ومن المثير للاهتمام أن المؤسسات في كلا البلدين تُعطي الأولوية لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) في العمليات التشغيلية الأساسية بدلًا من تطبيقات التسويق. ويتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في الامتثال لمتطلبات «اعرف عميلك» (KYC) ومكافحة غسل الأموال (AML)، مما يُعزز تقييم المخاطر وعمليات تكنولوجيا المعلومات واتخاذ القرارات بشكل عام.
اقرأ أيضًا.. الإمارات تُطلق مركزا للتميز في الأمن السيبراني بالتعاون مع Google Cloud
وصرح آدم ليبرمان، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في Finastra: «إن الهيئات التنظيمية ذات الرؤية المستقبلية في الشرق الأوسط، والبنية التحتية الرقمية المتينة، وقاعدة العملاء المتجاوبة، تُهيئ بيئة مثالية للبنوك للاستفادة من الذكاء الاصطناعي». وأضاف: «إن البنوك التي تستخدم منصات سحابية وبيئات بيانات موحدة لن تُعزز تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية فحسب، بل ستُطلق أيضًا العنان لإمكانات جديدة للابتكار، وإدارة المخاطر، والتوسع الإقليمي».
التخصيص المُدار بالذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة
يكشف تقرير Finastra أيضًا أن التخصيص المُدار بالذكاء الاصطناعي أصبح سريعًا هو القاعدة، وليس الاستثناء، في الخدمات المصرفية الإقليمية. تتصدر بنوك الإمارات العربية المتحدة، على وجه الخصوص، مجال نشر روبوتات الدردشة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والقادرة على تقديم دعم عملاء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مما يُحدث نقلة نوعية في كيفية تفاعل المستهلكين مع مؤسساتهم المالية.
الحماس الإقليمي والتوقعات العالمية
يدعم هذا التطور الرقمي مستويات عالية من الحماس في جميع أنحاء المنطقة. وقد أبدت نسبة ملحوظة من المؤسسات المالية السعودية، و90% في الإمارات العربية المتحدة، اهتمامًا قويًا بتبني الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها من بين أكثر الأسواق تفاؤلًا بشأنه عالميًا.
اقرأ أيضًا.. توقعات بنمو سوق الذكاء الاصطناعي في الإمارات إلى 46 مليار دولار بحلول 2030
وتعزز التوقعات العالمية هذا التفاؤل. تتوقع شركة PwC أن يضخ الذكاء الاصطناعي 320 مليار دولار في اقتصاد الشرق الأوسط بحلول عام 2030. وتقدر شركة McKinsey أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف أكثر من تريليون دولار سنويًا إلى القطاع المصرفي العالمي من خلال تحسين الكفاءة وخفض التكاليف والابتكار.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي
مع ظهور قدرات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا، بما في ذلك أنظمة الذكاء الاصطناعي الوكيلة التي تعمل بشكل مستقل لإنجاز المهام، تستعد بنوك الشرق الأوسط للاستفادة من قيمة أكبر. ومن المتوقع أن تُحسّن هذه التقنيات من تبسيط العمليات بشكل أكبر، وترتقي بتجارب المستخدمين، وتبتكر نماذج خدمات جديدة.