لقد أكسبت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المحاسبة، الشركات الكبرى قدرة إضافية على تعزيز وجودها التنافسي في السوق. ويعود ذلك إلى النمو السريع للبيانات الناتجة عن الإنترنت وأجهزة إنترنت الأشياء، ما جعل الشركات الكبرى تنظر بعين الاعتبار إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على جمع وحفظ وتحليل هذا الكم الضخم من البيانات في وقت قياسي ودقة متناهية.
ما هو دور الذكاء الاصطناعي في المحاسبة؟
ترسم التكنولوجيا الجديدة صورة الصناعة 4.0، مع الأخذ في الاعتبار بالاستجابات الذكية للتوقعات المتغيرة النابعة عن العملاء، والمزودين، والبائعين، والشركاء. وتسمح علاقة الذكاء الاصطناعي بالمحاسبة، بالشروع في أتمتة المهام، وإنجاز الوظائف اليدوية المتكررة والمستهلكة للمجهود والوقت.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي والموسيقى.. 4 تطبيقات لتعزيز الإبداع
ومن شأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المحاسبة أن ترفع من جودة الخدمات والمنتجات من خلال تقليل نسبة الخطأ البشري. حتى تحولت معظم المهام المحاسبية إلى مهام آلية، بما في ذلك الرواتب والضرائب كما الخدمات المصرفية، وصولًا إلى عمليات التدقيق المالي. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى الساحة، تبعثر عالم المحاسبة وتغيرت أشكال إنجاز الأعمال.
الذكاء الاصطناعي في المحاسبة وتعزيز الإنتاجية
وساهمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المحاسبة في تعزيز الإنتاجية، ورفع جودة المنتجات، وتوفير قدرًا من الشفافية وقابلية المراجعة. ولا شك أن مستقبل المحاسبة في ظل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي يحمل فرصًا لا تعد ولا تحصى وتقلل من المسؤوليات التقليدية المستهلكة للوقت، ما يسمح بالتالي لفرق العمل الالتفات إلى مهام تعود بالمنفعة الأكبر والأرباح الأعظم. كذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي في التنبؤ ببيانات ومعلومات مالية دقيقة.
يلجأ الأفراد مؤخرًا إلى مبدأ أتمتة العمليات الروبوتية (RPA) عند التعامل مع المهام المتكررة في ربوع الشركة. وغالبًا ما يكون أداء الآلة مذهلًا وبكفاءة عالية. وبالاستعانة بتقنيات (RPA)، يمكن للفريق تجنب هذه المهام البسيطة والتركيز على تولي المسؤوليات الاستراتيجية والاستشارية الأكثر تعقيدًا.
تحديات اعتماد الذكاء الاصطناعي في المحاسبة والتدقيق
أيقن كبار المسؤولين والخبراء في مجال الأعمال، أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في المحاسبة والتدقيق، حيث يؤثر ذلك بشكل إيجابي على إنتاجيتهم وأرباحهم. ومع ذلك، لا بد من لمس تغيير في العقلية البناءة، وليس فقط في عقلية المنظمات المالية، بل تلك الخاصة بالمهنيين في عالم المحاسبة والتدقيق. إذ لا بد من التسلح بالثقافة الأساسية والمهارات المطلوبة بغرض تحقيق نتائج إيجابية.
اقرأ أيضًا: شركات المحاسبة في الميتافيرس.. KPMG تبدأ نشاطها الاقتراضي
ينبغي على فرق التمويل إدراك دورها الجديد الذي يتخطى الإجراءات البسيطة، ليضم مهام إنشاء علاقات عمل جديدة، وتطوير الشراكات القائمة، والتحلي بالقوة والصلابة العملية بفضل الذكاء الاصطناعي ورؤيته النقدية البناءة. كما يتوجب على الشركات الاستثمار في هذه التكنولوجيا الجديدة، مع توفير المستوى اللازم من التدريب والدعم اللازم.
في ظل التطور التكنولوجي المستمر، تنفتح الأبواب أكثر فأكثر أمام اعتماد الذكاء الاصطناعي في المحاسبة لدى معظم الشركات الكبرى، لأن اعتماد هذه التقنية الثورية سوف يساعد فريق المحاسبة والتمويل في تحليل البيانات الضخمة في وقت قصير، واستخلاص نتائج دقيقة.