كتب – عمر السطوحي:
ما كنا نشاهده في أفلام الخيال العلمي، وقصص الأبطال الخارقين، بات الآن أمرًا واقعًا. لقد أصبح بإمكاننا الآن قراءة الأفكار التي تدور في عقول الآخرين بتحويلها إلى كلام مكتوب عن طريق «الخوذة الخارقة».
نجح باحثون في جامعة التكنولوجيا بسيدني الأسترالية في التوصل إلى تقنية تعمل بقوة الذكاء الاصطناعي لتحويل أفكار البشر إلى نصوص مكتوبة بواسطة خوذة مجهزة بمستشعرات ذكية، يرتديها الأشخاص، الذين نسعى لقراءة أفكارهم، بحسب موقع نيوساينتست (NewScientist).
«الخوذة الخارقة».. لا حاجة إلى تدخل جراحي
نظام الذكاء الاصطناعي الجديد، يعتمد على تقنية تسمى الشبكات العصبية بالـNetwork Neural، وهي التقنية المسؤولة عن تعليم الحواسيب كيفية معالجة البيانات بشكل مشابه للدماغ البشري.
المميز في هذا النظام هو أنه يستطيع جمع البيانات من خلال مستشعرات في الخوذة دون الحاجة إلى عملية جراحية أو إدخال أي مواد غريبة إلى الجسم. ورغم أن هذا النظام يحتاج إلى تحسينات لزيادة دقته، إلا أنه يمثل أملا للأشخاص الذين فقدوا قدرتهم على الكلام في التواصل مع الآخرين بمجرد ارتداء الخوذة.
اقرأ أيضًا.. شريحة إيلون ماسك: هل تتوقف تجارب نيورالينك بعد وقائع «قتل رحيم» للقردة؟
اختبر الباحثون هذه الخوذة بعد أن طلبوا من المشاركين في الدراسة أن يقرأوا نصوصا مختلفة وهم يضعون الخوذة التي ترصد النشاط الكهربائي للدماغ، ثم يتم تحويل سجلات المخطط الكهربائي للدماغ (EEG) إلى نصوص مكتوبة باستخدام نموذج ذكاء اصطناعي يسمى DeWave.
«الخوذة الخارقة».. الدقة لا تتجاوز الـ40%
تشين تينج لين، من جامعة التكنولوجيا في سيدني بأستراليا، قال إن هذه التكنولوجيا تتمتع بميزات رئيسية، هي عدم الحاجة إلى جراحة، كما أنها غير مكلفة، ولكنه أشار إلى أن النظام الحالي لا يزال بعيدا عن المستوى المثالي وأن دقته لا تتجاوز 40%، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه من المتوقع أن يصل مستوى التحسن في الدقة إلى أكثر من 60%.
يذكر أن الدراسة عرضت في مؤتمر NeurIPS لمعالجة الشبكات العصبية في نيو أورليانز.
اقرأ أيضًا.. ابتكار أول حاسوب فائق يحاكي الدماغ البشري
«الخوذة الخارقة».. مطابقة الإشارات الدماغية
في العام الماضي، أعلن فريق بقيادة جيري تانغ من جامعة تكساس عن نجاحه في ترجمة الأفكار إلى كلام مكتوب باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لقراءة الدماغ. ولكن هذه التقنية تتطلب الاستلقاء في جهاز ضخم، وهو ما يجعلها غير عملية. لذلك، ابتكر فريق آخر من جامعة سيدني نظاما أكثر سهولة يستخدم المخطط الكهربائي للدماغ الذي يمكن قياسه بخوذة بسيطة.
وقال تشارلي تشو من جامعة سيدني إنهم استخدموا نموذج DeWave الذي يتعلم كيفية مطابقة الإشارات الدماغية لجمل معينة من خلال مجموعة ضخمة من الأمثلة حيث تتناسب الإشارات الدماغية مع هذه الجمل. وأوضح: «عندما يقول الإنسان مرحبا، ينتج الدماغ إشارات محددة، وهذا ما يتعلمه نموذج DeWave من خلال الاطلاع على العديد من الإشارات المرتبطة بكلمات أو جمل متنوعة». وبعد أن تعلم DeWave الإشارات الدماغية جيدا، تم ربطه بنموذج لغة كبير ومفتوح المصدر، مثل النموذج الذكي الذي يدير روبوت المحادثات الآلية ChatGPT.
اقرأ أيضًا.. 8 أدوات جديدة من الذكاء الاصطناعي تتحول إلى مساعد شخصي لك.. تعرف إليها
قال تشو: «يعمل نموذج اللغة الكبير كأداة كتابة دماغية لصنع الجٌمل، حيث نطلب منه أن يركز على الإشارات الواردة من DeWave ويستخدمها كمرشد لصياغة الجمل».
وفي الخطوة الأخيرة، يتم تدريب الفريق على تحسين DeWave ونموذج اللغة الكبير ليصبحا أكثر قدرة على تكوين الجمل بناء على بيانات المخطط الكهربائي للدماغ.
ورغم أن النظام لا يزال قيد التطوير، إلا أن الباحثين يأملون في أن يفتح الباب لتواصل جديد بين الأشخاص الذين فقدوا الكلام، مثل مرضى السكتة الدماغية، وأن يجد تطبيقات في مجالات الروبوتات الخاصة.