لطالما كان تطور الذكاء الاصطناعي مصدر قلق بالنسبة للملايين حول العالم، أولئك الذين يتخوفون استبدالهم أو إزاحتهم من وظائفهم. في مقابل ذلك بات قادة التكنولوجيا مشغولون بأفكار لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة لحل المشاكل الناتجة عن أتمتة العمل والذكاء الاصطناعي ومن هنا نشأت فكرة «الدخل الأساسي الشامل» والمعروف بـ«Universal Basic Income» لتتجلى في مبادرة «الحوسبة الأساسية العالمية» التي طرحها سام ألتمان، رئيس شركة OpenAI، مطور برنامج ChatGPT.
ما «الدخل الأساسي الشامل»؟
ظهرت فكرة «الدخل الأساسي الشامل» كاستجابة للتطورات التكنولوجية المتسارعة، وخاصة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، حيث بدأت الآلات تحل محل البشر في العديد من المهام. هذا التقدم يحمل إمكانية خلق كيانات تجمع بين قدرات الإنسان والآلة، مما قد يؤدي إلى تفوق الذكاء الاصطناعي على القدرات البشرية ويزيد من مخاطر البطالة والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية.
لمواجهة هذه التحديات، تُقدم فكرة «الدخل الأساسي الشامل» كحل يضمن للأفراد دخلًا ثابتًا يكفل لهم العيش بكرامة، سواء كانوا يعملون أم لا، مما يساهم في خفض معدلات الفقر والجريمة ويشجع على الإبداع والابتكار. شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، مؤسس شركة SpaceX، يرون في هذا البرنامج وسيلة لتمكين الناس من مواصلة التعليم وتطوير مهاراتهم. ماسك يعتقد أن الأتمتة ستدفع الحكومات لتبني الدخل الأساسي الشامل. ويشاطره هذا الرأي سام ألتمان.
اقرأ أيضًا.. ChatGPT سيكون مفيدًا لـ3 وظائف.. فما هي؟
الحوسبة الأساسية العالمية والدخل الأساسي الشامل
في عام 2016 أعلن سام ألتمان، دعمه لدراسة حول «الدخل الأساسي الشامل». هذا النظام يقوم على فكرة توفير مدفوعات شهرية غير مشروطة للأفراد، ومنذ ذلك الوقت تقدم هذه التجربة دفعات شهرية تتراوح فيما بين 50 إلى 1000 دولار لأكثر من 3000 مشارك، وتُظهر النتائج الأولية تأثيرًا إيجابيًا.
ألتمان، قدم مفهومًا جديدًا يدعم «الدخل الأساسي الشامل» يُعرف بـ«الحوسبة الأساسية العالمية» كحل مبتكر لمساعدة الأشخاص الذين سيواجهون تحديات مالية، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
تقوم فكرة «الحوسبة الأساسية العالمية» على توفير موارد حوسبة أساسية للأفراد. هذا يعني أن كل شخص سيحصل على حصة معينة من القدرة الحوسبية التي يمكن استخدامها لأغراض مختلفة مثل البحث العلمي أو التطوير التقني أو حتى إعادة بيعها. هذه الفكرة تأتي في ظل التطورات الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة، حيث يُتوقع أن تصبح القدرة الحوسبية موردًا قيمًا بشكل متزايد.
وعلى الرغم من أن ألتمان لم يكشف بعد عن تفاصيل تنفيذ تجربة «الحوسبة الأساسية العالمية»، لكن الفكرة تثير الاهتمام وتفتح الباب لنقاشات جديدة حول الدعم المالي في عصر الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا.. Duolingo تسرح 10% من موظفيها بسبب الذكاء الاصطناعي
الحوسبة الأساسية العالمية كشبكة أمان
في حديثه على بودكاست All-In، أوضح ألتمان أن كل فرد يمكن أن يحصل على حصة من قدرة الحوسبة لنموذج GPT-7، مما يتيح لهم الاستفادة منها بطرق متعددة، بما في ذلك إعادة البيع أو التبرع بها لأغراض بحثية.
ومع تطور الذكاء الاصطناعي واندماجه في حياتنا، يرى ألتمان أن امتلاك جزء من نموذج لغوي متقدم مثل GPT-7 قد يكون أكثر قيمة من المال نفسه، مما يعكس تحولًا في تقييم الموارد.
ألتمان، الداعم الطويل الأمد للدخل الأساسي الشامل، يعتبره شبكة أمان للأفراد في مواجهة التهديدات التي يمكن أن يشكلها الذكاء الاصطناعي على الوظائف.
اقرأ أيضًا.. مخاطر الذكاء الاصطناعي: هل يؤدي إلى انقراض البشرية؟
تجارب الدخل الأساسي الشامل
تجارب متعددة في الولايات المتحدة تختبر نسخة من الدخل الأساسي الشامل، والتي تقدم مدفوعات نقدية غير مقيدة للأشخاص بناءً على الحاجة، مع نتائج واعدة.
على الرغم من النتائج الإيجابية، تواجه هذه البرامج معارضة من المحافظين، وقد واجهت بعض البرامج تحديات قانونية، مثل الحالة في تكساس حيث تم منع برنامج دعم الدخل.
اقرأ أيضًا.. الروبوت ميكا رئيسا تنفيذيا لشركة مشروبات.. ما الذي يميزها عن البشر؟
فكرة الدخل الأساسي الشامل وOpenAI
يتصل اهتمام ألتمان بالدخل الأساسي الشامل بدوره كرئيس تنفيذي لـOpenAI. يتساءل ألتمان إذا ما كان الذكاء الاصطناعي، الذي قد يؤدي إلى القضاء على الوظائف، يمكن أن يساهم في توفير دخل مضمون للعمال الذين قد يفقدون وظائفهم. في عام 2021، أعرب عن اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يولد ثروة كافية لتوفير 13500 دولار سنويًا لكل شخص بالغ في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى تخطط OpenResearch التي يترأسها ألتمان لمشاركة نتائج أبحاثها التي ستغطي موضوعات متنوعة مثل استخدام الوقت، الصحة العقلية والجسدية، صنع القرار، الجريمة، السياسة والمواقف الاجتماعية، وتأثيراتها على الأطفال.