الحساب المصرفي المشترك.. يعد الزواج مرحلة انتقالية جذرية في حياة الأفراد، بحيث يجد الفرد نفسه يتخلى عن حياته الفردية ليشاركها مع شخص آخر. فينتقلان سوية إلى بيت واحد، ويتعاونان في عملية اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية تحضيرًا لمواجهة مسائل مهمة وأسئلة مصيرية في حياتهما. وقد تشكل عملية دمج الحسابات المصرفية أحد أهم هذه القضايا التي تندرج في نطاق الحياة الثنائية والتساؤل بشأن تحقيقها على أرض الواقع.
الحساب المصرفي المشترك.. أداء أفضل
وبالفعل، أفادت دراسة جديدة نُشرت في مجلة أبحاث المستهلك، بأن الأزواج الذين لديهم الحساب المصرفي المشترك كان أداؤهم أفضل على المدى الطويل من الأزواج الذين تمسكوا بحساباتهم المنفصلة. فقد أشارت المؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة الدكتورة جيني أولسون-Jenny Olson إلى أهمية هذا الدمج، إذ يمكن أن يجعل الحساب المصرفي المشترك الأزواج أكثر سعادة، ولكن من المحتمل أيضًا أن يكون الأزواج الأكثر سعادة أكثر إقبالًا وتقبلًا لفكرة دمج مواردهم المالية.
اقرأ أيضاً.. الخيانة المالية.. كيف يجري تعقب الأصول المشفرة للأزواج عند الطلاق؟
استندت هذه الدراسة على وقائع حقيقية وموثوقة، حيث لجأ الخبراء إلى استطلاع آراء أكثر من 200 زوج لم يمض على ارتباطهم أكثر من عام للمشاركة في هذه العملية. وكخطوة ثانية، قسم الباحثون هؤلاء الأزواج إلى ثلاث مجموعات مختلفة. فالأولى ضمت الأزواج ذوي الحسابات المنفصلة، أما الثانية فشملت الأزواج الذين لديهم الحساب المصرفي المشترك، والثالثة كانت مجموعة تحكم «عدم التدخل»، حيث ترك الخيار للمشاركين في الدراسة وذلك حسب تفضيلاتهم.
أصحاب الحساب المصرفي المشترك علاقتهم أكثر جودة
لضمان نتائج هذه الدراسة، لجأ القائمون على هذه الدراسة إلى مراقبة هذه المجموعات الثلاث عن كثب خلال العامين المقبلين، وقاموا بتقييمها وفقًا لست نقاط أو معايير مختلفة بغية نمذجة مسارها. وبالفعل، قيم الباحثون سعادة المشاركين في الدراسة ومدى رفاهيتهم استنادًا إلى استبيانات عدة. هذا وأضاف مؤلف آخر للدراسة سكوت ريك-Scott Rick، ، أن الباحثون عمدوا إلى طرح أسئلة على المشاركين حول معدل نسبة سعادتهم جراء قضاء بعض الوقت مع الشريك، ومدى رضاهم، ومعدل اختلافاتهم وشجاراتهم.
بينت الدراسات أن المجموعات الثلاث لمست انخفاضًا في جودة العلاقات مع الوقت، وهو أمر طبيعي وبل متوقع في كل العلاقات. ولكن لا بد الإشارة إلى أن الأزواج الذين قرروا فتح الحساب المصرفي المشترك شهدوا بدورهم تراجعًا أقل في جودة العلاقة من سائر المجموعات.
اقرأ أيضاً.. المال والزواج: 4 نصائح لعلاقة صحية
إيجابيات الحساب المصرفي المشترك
أكدت الدراسة إيجابيات الحساب المصرفي المشترك للأزواج وهي كما يلي:
1- التحكم بكمية الشراء ووتيرته والابتعاد عن المشاكل: فغالبًا ما يكون الفرد على بينة مما يشتريه الطرف الثاني، الأمر الذي يدفع الأزواج إذًا إلى التأني في عملية الشراء والتحلي بنسبة تحفظ أعلى. وبهذه الطريقة، يتجنب الأزواج الشجارات الناجمة عن المسائل المالية والمادية.
2- تسهيل انفتاح الأزواج على بعضهم البعض وتعزيز عملية التواصل بينهم، الأمر الذي يخدم أهدافهم المالية الحالية كما المستقبلية ويساعد في تحقيقها وتوافقها.
3- جعل العلاقات أكثر «قربًا». وبمعنى آخر، تساهم الحسابات المشتركة في مساعدة الأزواج على الاستجابة لاحتياجات بعضهم البعض عند ظهورها، دون توقعات بالمعاملة بالمثل.
اقرأ أيضاً.. الأهداف المالية.. كيف تخطط لحياتك؟
وبعيد عرض النتائج، عللت أولسون سبب انسجام الأزواج المالي الناجم تمامًا عن دمج الحسابات المصرفية. إذ يظهرون أكثر رضا عن كيفية ادخارهم وإنفاقهم هم، مع انخفاض وتيرة الشجارات المالية شيئًا فشيئًا. ومع ذلك، تبقى نتائج هذه الدراسة محدودة بالرغم من الجو الإيجابي الذي ظهر على الساحة. إذ اقتصرت هذه الدراسة على الأزواج حديثي الارتباط ولم تشمل أزواج بمعايير وظروف أخرى، الأمر الذي يبقي الدراسة ضيقة النطاق.
ولا شك في أن هذه الظروف والشروط من شأنها أن تقلب المقاييس وتلعب بالنتائج، فتظهر تأثيرات سلبية أو حتى إيجابية. وكثيرون من تخوفوا من فكرة انعدام الخصوصية بعيد دمج الحسابات، إذ يبقى الطرف الآخر مطلعًا على كل خطوة يقوم بها الشريك. وللبعض، تعد هذه النقطة انتهاكًا للحرية الشخصية حتى ولو كانا تحت مسمى الزواج.