يعتقد الكثيرون أن الحرية المالية تتجلى في الحصول على المال دون عمل أو وظيفة ثابتة، ولكن هذا المفهوم خاطئ تماما. لأن هذا المفهوم لا يدعم سوى أصحاب العمل، أو رواد أعمال، ولكن لا يشمل كل الأفراد الذين يستحقون أن يتمتعوا بالحرية المالية.
الحرية المالية تعني إمكانية التوقف عن العمل، بإرادتك الخاصة أو لظروف معينة دون أن تتأثر حياتك بذلك، أي أن دخلك الشهري يـأتي من مصادر لا تتطلب وجودك في عملٍ ما، وهذا ما نسميه بمصدر الدخل السلبي.
اقرأ أيضًا: الحرية المالية: نعمة أم نقمة؟
كما أن الحرية المالية تعني امتلاك الشخص لثروة أو أصول ذات مردود ثابت تتيح له الفرصة للعيش دون الحاجة إلى العمل بشكل متواصل كل يوم لتأمين الضروريات الأساسية. وقد يكون العقار الذي يعود إليك بإيجارات شهرية أو سنوية، أو أسهم في البورصة تحقق لك أرباحا سنوية دائمة هي مصدر للحرية المالية.
كن حرًا في 8 خطوات
قلّة هم الذين يعرفون كيفية زيادة دخلهم بسرعة وذلك بهدف تحقيق الحرية المالية. فيما يلي تسع خطوات لمساعدتك على أن تصبح حرًا ماليًا:
1. ضع خطّة لبناء الثروة:
يوصي معظم الخبراء بوضع خطّة ماليّة قابلة للقياس الكمّي، وهي التي تحتوي على أرقام ملموسة وتواريخ محددة لقياس نجاحك. فكلما بدأت في بناء خطة مبكرًا، كلما بدأت في بناء الثروة بشكل أسرع.
2. اطلب زيادة على راتبك:
إحدى أفضل الطرق لتجميع ثروة هي زيادة مبلغ المال الذي تكسبه لتستثمرة في أعمال أخرى. وطلب زيادة على راتبك هو أحد أسرع الطرق لتحقيق ذلك.
3. وفِّر جزءًا كبيرًا من أرباحك:
تحتاج إلى توفير جزء كبير من دخلك لتجميع قدر كبير من الثروة في فترة قصيرة. لذلك قلّص ميزانيتك، وعش أقل بكثير من إمكانياتك. لا تتحمل ديونًا إضافية، ولا تكترث بشأن المنتجات الفاخرة التي يشتريها الآخرون.
4. طوِّر مصادر دخل متعددة:
إن بدء مشروع جانبي أو الحصول على وظيفة بدوام جزئي أو إنشاء شركة هي مجرد طرق قليلة لتوليد المزيد من المال. ضع في اعتبارك أن هذا الدخل ليس مالًا مستدامًا. ولزيادته، تحتاج إلى استثماره.
5. سدد الديون:
تعد الديون إحدى أكبر وسائل الردع لتصبح حرًا ماليًا لأنها تقلل من مبلغ المال الذي يمكنك توفيره من راتبك. سيؤدي إلغاء الديون وتسديدها إلى زيادة الوقت الذي يستغرقك لتصبح حرًا ماليًا، لكنه جزء مهم من نجاحك المالي في المستقبل.
6. اختر الاستثمارات الذكية:
قد تعتقد أن معظم الأفراد يصبحون أحرار ماليًا من خلال القيام باستثمارات تقنية ومعقدة. ومع ذلك، غالبًا ما تكون استراتيجية الاستثمار البسيطة هي الأكثر فعالية. معظم أصحاب الملايين العصاميين يخاطرون بحياتهم المهنية ولكن لديهم محافظ استثمارية ومحافظ ذكية.
7. حسِّن مهاراتك:
خذ الوقت الكافي لإتقان مهاراتك. فكلما كان أداؤك في وظيفتك جيد، زاد ربحك وزادت قدرتك على الادخار.
8. قاوم الرغبة في إنفاق النقود:
جد طرق للسيطرة على الإنفاق الدافع. تجنب زيارة مواقع التسوق المفضلة لديك عبر الإنترنت والتزم بقائمة عند الذهاب إلى متجر البقالة. كما حاول البحث عن بدائل قبل شراء شيء جديد.
لماذا الحرية المالية بعيدة المنال؟
الحرية المالية تحترم الإنسان، وتقدر حقه في تحقيق التوازن بين احتياجات الشخصية وحياته المهنية. حيث لا ينبغي على الفرد أن يعمل لساعات عمل طويلة ومتواصلة، لكنه مفهوم غير متوفر في واقعنا التقليدي لأسباب عديدة، أهمها:
أولا، ان أغلبية الأشخاص يعتمدون استراتيجية تجنب المخاطر، فيتوجهون نحو تأمين وظيفة واحدة مستدامة، تؤمن لهم الأمان، والراحة ودخل شهري ثابت، يستطيعون استخدامه لتأمين حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس أو حتى للتمويه عن أنفسهم. وبهذه الطريقة يعتبر هؤلاء الناس أنفسهم مكتفين ذاتيا، ولكن بعيدين كل البعد عن أن يكونوا أحرار ماليا، غير مدركين أنهم سيفنون حياتهم في هذه الوظيفة، كما أنهم لن يستطيعوا زيادة دخلهم بسهولة.
اقرأ أيضًا: الاستثمار في NFT.. خطوة بخطوة نحو النجاح
ثانيا، ان النظام التعليمي في أغلبية الدول العربية يعد نظام تقليدي، يحث الطلاب على إيجاد وظيفة تناسب تخصصهم بعد التخرج، بدلا من أن ينمي لديهم فكر أن يتحرروا ماليا أو أن يصبحوا رواد أعمال ناجحين . وهذا الأمر يلعب دور كبير في أن معظم الطلاب لا تراودهم أفكار لتأسيس شركات جديدة أو السعي لأن يتحرروا ماليًا.
وأخيرًا إن البنية التحتية في بعض الدول العربية، بإستثناء بعض الدول مثل الامارات العربية المتحدة، وقطر، والسعودية، تعتبر غير مناسبة لأن يتحرر الفرد ماليًا حيث تنعدم فيها أقل مقومات الحياة الريادية.