هو أول الأجيال التي وُلدت في عصر الإنترنت، وبالتالي جلب معه عادات استهلاكية مختلفة تمامـًا ستُحدث ثورة «أظنها بدأت بالفعل» في عالم الاستثمار، إنه الجيل زد «المواليد بين عامي 1996 و2016» الذي يهدف إلى جني أرباح ضخمة من سوق الأسهم مثلما فعلت الأجيال السابقة، ولكنه سيقوم بذلك بطريقة تناسب عصر التطور التكنولوجي.
استثمارات الجيل زد
ووفقـًا لتقرير صادر عن معهد «سي إف إيه» المتخصص في مجال الاستثمار، يمتلك أكثر من نصف مواليد الجيل زد استثمارات، إذ يستثمر أكثر من 41% منهم بشكل أساسي في الأسهم الفردية. ويرجع الاهتمام بسوق الأسهم إلى دافع يُعرف «الخوف من ضياع الفرصة»، حيث يقول 50% من مستثمري الجيل زد إنهم قاموا باستثمارات مدفوعة بالظاهرة الاقتصادية المعروفة باسم «الخوف من ضياع الفرصة». ويرى أبناء هذا الجيل من متداولي الأسهم، انهيارات السوق على أنها تراجعات قصيرة المدى وفرصة لشراء الأسهم بأسعار منخفضة، وهو تفكير يواكب عصرهم.
اقرأ أيضًا.. كيف تستطيع الشركات استقطاب أفراد الجيل زد؟
الجيل زد والهوس بالذكاء الاصطناعي
وأظهر مسح أجراه «بنك أوف أمريكا» لمديري الأصول المالية، في وقت سابق من هذا العام أن المستثمرين كانوا يسعون وراء المكاسب في مجال التكنولوجيا في ظل الإثارة التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذه الصناعة. وكان الأداء القوي المُسجل للأسهم بالنصف الأول من عام 2023، نتيجة للمكاسب التي حققتها ست شركات فقط – معظمها شركات تقنية شهيرة وبارزة مثل «ميتا».
ولكن ما هي أبرز خيارات الأسهم التي يسعها وراءها المستثمرين من الجيل زد، في السوق؟ وطرحت منصة «ياهو فاينانس» هذا السؤال لتعرف توجهات الجيل الجديد في قطاع االاقتصاد والاعمال.
أدى الهوس بالذكاء الاصطناعي، إلى ارتفاع قيمة أسهم الشركات المتخصصة في هذه التكنولوجيا خلال العام الجاري، فيما لا يزال أمام بعض الشركات الأكثر استفادة من هذا الاهتمام، فرصة لزيادة قيمة أسهمها التي يُقبل المستمثمرون على تداولها بجنون.
وقال كين ماهوني من شركة ماهوني لإدارة الأصول، لـ«ياهو فاينانس لايف» :«كل هذا الصخب يتعلق بالذكاء الاصطناعي وسيستمر هذا الوضع في المستقبل»، مشيرًا إلى شركة «إنفيديا» وشركة «مايكروسوفت»، كأفضل الخيارات لمستثمري الجيل زد من أجل تداول أسهمها.
وساعدت هيمنة «إنفيديا» المتنامية في سباق رقائق الذكاء الاصطناعي واستثمار «مايكروسوفت»، 10 مليارات دولار في شركة « أوبن إيه آي لأبحاث الذكاء الاصطناعي، في دعم سهمي الشركتين منذ بداية العام، حيث ارتفعت قيمة الأسهم بنسبة 195% و 42% على التوالي. ويعد العثور على قادة في مجالات معينة مع تداول الأسهم بالقيمة العادلة، مفتاح الاستثمار، وهي نصيحة مهمة للمستثمرين من الجيل زد الذين يدرسون السوق.
اقرأ أيضًا.. هل الذكاء الاصطناعي بداية ثورة صناعية رابعة أم «فقاعة دوت كوم» أخرى؟
الجيل زد وعشق السيارات الكهربائية
كما يدخل هذا السباق، سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية «تسلا»، إذ يعد من أفضل الخيارات للمستثمرين من الجيل زد، وذلك حسبما قال جاي وودز ، كبير الاستراتيجات العالمية لشركة «فريدوم كابيتال ماركتس». وقال وودز لموقع «ياهو فاينانس»:«يجب الاستثمار في لشركات التي نثق بها، وأبناء الجيل زد يحبون السيارات والتكنولوجيا وإيلون ماسك».
وارتفع سهم «تسلا» بأكثر من الضعف هذا العام، وقفز بنحو 125% منذ بداية يناير. وقد دفع هذا الارتفاع الحاد بعض المحللين إلى دعوة المستثمرين إلى توخي الحذر والتريث بشأن الشراء. ولكن على الرغم من الشكوك حول التقييم الحالي للسهم، لا يزال كثيرون يعتقدون أن هناك فرصة طويلة الأجل للجيل القادم من المستثمرين الذين يسعون إلى امتلاك ما يعرفونه ويثقون به.
وكتب دان ليفي، المحلل في بنك «باركليز»، والذي خفض تصنيف سهم تسلا الشهر الماضي، في مذكرة للعملاء أن فريق المحللين لا يزال يرى أن «سهم تسلا هو الفائز على المدى الطويل بين شركات صناعة السيارات في السباق إلى نحو عالم السيارات الكهربائية».
اقرأ أيضـًا.. مستثمرون بـ«تسلا»: مجلس الإدارة فشل في إلزام «ماسك» بمهامه
بناء المنازل والجيل زد
يأتي ذلك فيما يتحول مشترو المنازل إلى بناء منازل جديدة وسط نقص في سوق إعادة البيع العقارات، وهذا يعزز أسهم شركات بناء المنازل، وهو اتجاه يقول لي مونسون، الرئيس التنفيذي لشركة « Portfolio Wealth Advisors» إنه سيبقى قويـًا لبعض الوقت.
وحدد مونسون شركتي «لينار – Lennar» و«دي. آر هورتون – D.R. Horton» ، لبناء المنازل، كأفضل خيارات لمستثمري الجيل زد. وقال لموقع «ياهو فاينانس»، إن الطلب على بناء المنازل الجديدة يفوق العرض بكثير، بسبب «الطلب المتراجع من جيل الألفية، والانخفاض في معدلات المساكن الجديدة بسبب الأزمة المالية الكبرى، والقيود المستحيلة على تقسيم المناطق في معظم المدن المكتظة بالسكان». وأضاف مونسون: “خلاصة القول، إذا كنت تريد المراهنة على أن هناك حاجة إلى بناء ملايين المنازل ، فإن دي آر هورتون ولينار هما أبرز لاعبين في هذه الصناعة».
وفي النهاية، فإن العوامل المشجعة والمتفائلة تجاه الشركات العاملة في قطاعات الذكاء الصاطناعي والسيارات الكهربائية والبناء، ستقود أبناء الجيل زد نحو الاستثمار في أسهم معينة تناسب توجهات الطلب والعادات الاستهلاكية الحديثة التي تواكب التغير الذي يطرأ على عالمنا.