أظهر استطلاع رأي أجرته شركة ديلويت (Deloitte) الأميركية أن أفراد الجيل زد هم الأكثر عرضة للوقوع في فخ الاحتيال عبر الإنترنت، بالرغم من أن هذا الجيل من مواليد الإنترنت. ويٌعرف الجيل زد بأنه الجيل الذي ولد خلال الفترة ما بين أواخر التسعينيات وأوائل عام 2010.
14% من أفراد الجيل زد وقعوا في فخ الاحتيال
وفقًا لما ورد في الاستطلاع فإن 14% من أفراد الجيل Z الذين شملهم الاستطلاع سقطوا في فخ اختراق حساباتهم، أكثر من أي جيل آخر، فيما ارتفعت أيضًا تكلفة الوقوع في عمليات الاحتيال هذه بالنسبة للشباب: فقد وجد تقرير سوشيال كاتفيش (Social Catfish) لعام 2023 حول عمليات الاحتيال عبر الإنترنت أن ضحايا الاحتيال عبر الإنترنت الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا فقدوا ما يقدر بنحو 8.2 مليون دولار في عام 2017. وفي عام 2022، فقدوا 210 ملايين دولار.
اقرأ أيضًا.. «الجيل زد».. ما هي أفضل خيارات الأسهم لأبناء عصر الإنترنت؟
بالمقارنة مع الأجيال الأكبر سنا، أبلغت الأجيال الشابة عن معدلات أعلى من التصيد الاحتيالي، وسرقة الهوية، واختراق حسابات التواصل الاجتماعي. يظهر استطلاع ديلويت أن الأميركيين من الجيل زد كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للوقوع في عمليات احتيال عبر الإنترنت مقارنة بجيل الألفية.
لماذا أفراد الجيل زد الأكثر عرضة لفخ الاحتيال؟
يقول سكوت ديب، الأستاذ المشارك في علم النفس في جامعة ولاية نورفولك والذي درس ممارسات الأمن السيبراني لدى الأميركيين الأصغر سنا، «إن معظم الأشخاص الذين هم مواطنون رقميون، يدركون هذه الأشياء».
في دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في المجلة الدولية لذكاء الأمن السيبراني والجرائم السيبرانية، قارن ديب وفريق من الباحثين سلوكيات السلامة عبر الإنترنت المبلغ عنها لجيل الألفية والجيل Z، الجيلين اللذين يوصفان بأنهما «أجيال رقمية أصلية». على الرغم من أن الجيل زد كان لديه وعي كبير بالأمن عبر الإنترنت، إلا أنه كان أسوأ من جيل الألفية عند تنفيذ ممارسات الأمن السيبراني في حياتهم الخاصة.
هناك بعض النتائج التي توصلت إليها الدراسة فيما يتعلق بأسباب سقوط «الجيل زد» في فخ التصيد الاحتيالي: السبب الأول: قد يكون استخدام الإنترنت لساعات طويلة من قبل الجيل زد أكثر من أي جيل. والسبب الثاني: يفضل بعض المستخدمين الراحة على تعقيدات تأمين الحسابات، أمام السبب الثالث فيتمثل في غياب تعليم الأمن السيبراني للأطفال في المدارس.
اقرأ أيضًا.. كيف تستطيع الشركات استقطاب أفراد الجيل زد؟
لا تختلف أنواع عمليات الاحتيال التي تستهدف الجيل زد كثيرًا عن تلك التي تستهدف أي شخص آخر عبر الإنترنت. ولكن نظرًا لأن الجيل زد يعتمد على التكنولوجيا في كثير من الأحيان، وعلى المزيد من الأجهزة، وفي المزيد من جوانب حياتهم، فقد يكون هناك المزيد من الفرص لهم لمواجهة بريد إلكتروني مزيف أو متجر غير موثوق به، كما تقول تانياشا جوردون، مديرة في شركة ديلويت التي تقود فريق البحث. بيانات الشركة وأعمال الثقة الرقمية. يشعر الأشخاص الأصغر سنًا براحة أكبر عند مقابلة الأشخاص عبر الإنترنت، لذلك قد يتم استهدافهم بعملية احتيال رومانسية، على سبيل المثال.
قال جوردون، إنهم يتسوقون كثيرًا عبر الإنترنت، وهناك الكثير من مواقع الويب ومنصات التجارة الإلكترونية الاحتيالية التي يتم تصميمها خصيصًا لهم حرفيًا، والتي ستأخذهم من منصة الوسائط الاجتماعية التي يستخدمونها عبر إعلان احتيالي.
وقالت إن رسائل البريد الإلكتروني التصيدية شائعة أيضًا. وعلى الرغم من أن الشخص الأكثر ذكاءً رقميًا قد لا يقع في فخ عمليات الاحتيال عبر البريد الإلكترونية، إلا أن هناك العديد من البرامج الأكثر تعقيدًا وتخصيصًا.
الجيل زد والأمن السيبراني
«يغيب عن الجيل زد الأساسيات المتعلقة بالأمن السيبراني»، تقول كايلا غورو، طالبة علوم الكمبيوتر البالغة من العمر 21 عامًا في جامعة ستانفورد، والتي أسست منظمة تعليمية للأمن السيبراني عندما كانت مراهقة.
تقول غورو، «علينا أن نتعايش مع هذه التهديدات كل يوم»، مضيفة «عندما أقوم بتدريس الفصول الدراسية للطلاب حول أمان البريد الإلكتروني أو التصيد الاحتيالي، أجد الطلاب يقولون إنهم تعرضوا إلى نوع مشابه من الاختراق أو التصيد الاحتيالي، أو أنهم رأوا عددًا كبيرًا من هذه الأنواع من مرسلي البريد العشوائي في رسائلي المباشرة على إنستغرام».
اقرأ أيضًا.. التشفير والتكنولوجيا وجهة الجيل Z المفضلة للاستثمار
كيف يمكن مواجهة عمليات الاختراق عبر الإنترنت؟
تعتبر تطبيقات الوسائط الاجتماعية مثل إنستغرام وتيك توك ملائمة من حيث التصميم. يقوم المستخدمون بتثبيت التطبيق على الهاتف ويظل مسجلاً الدخول، وجاهزًا للنشر أو التصفح في أي لحظة. سيرسل التطبيق تنبيهات مع التحديثات والرسائل.
عرض «ديب» جعل إنستغرام مغلقًا وقت عدم الاستخدام، ثم عند الدخول يتم إعادة التسجيل للدخول باستخدام المصادقة الثنائية من إجل إعادة فتحه، في هذه اللحظة يصبح إنستغرام أكثر أمانًا للاستخدام، لكن في الوقت نفسه سيكون مرهقا للغاية، في الوقت نفسه فإن الأجيال الأكبر سنًا ستكون أكثر تقبلًا لذلك.
وأشار إلى أن البقاء أكثر أمانًا عبر الإنترنت قد يتضمن تبديل المتصفحات، أو تمكين إعدادات مختلفة في التطبيقات التي تستخدمها، أو تغيير كيفية كتابة كلمات المرور، مؤكدًا أنه لا يتضمن أيًا من هذه الخطوات بالضرورة المساس براحتك أو استخدام الإنترنت بطريقة أكثر محدودية.