منذ مدة زمنية قريبة كانت الغالبية العظمى من كابلات الألياف الضوئية المغمورة تحت المحيطات والتي تنقل 95% من حركة الإنترنت الدولية في العالم، تخضع لسيطرة واستخدام شركات الاتصالات والحكومات.
أما اليوم، أصبحت شركات التكنولوجيا الكبرى المهيمن الأساسي على حوالي 1.3 مليون كيلومتر أو أكثر من 800000 ميل من الخيوط الزجاجية المجمعة، التي يمكن أن تكلّف مئات الملايين من الدولارات والتي تتطلب أسطولًا من سفن المسح إلى سفن مد الكابلات المتخصصة لإتمام عمليات التركيب والصيانة.
في أقل من عقد من الزمان أصبحت كل من مايكروسوفت Microsoft، وآلفابيت Alphabet، وميتا Meta وأمازون Amazon أبرز الشركات المهيمنة على الكابلات البحرية، في العالم، بعد أن ضخت أكثر من 90 مليار دولار من النفقات الرأسمالية في عام 2020 وحده.
على سبيل المثال يعتبر كابل «Marea» الذي يمتد حوالي 4100 ميل بين فيرجينيا بيتش في الولايات المتحدة وبلباو في إسبانيا والذي تم الانتهاء منه في عام 2017 أكبر مثال على امتلاك شركات التكنولوجيا لهذه الثروة البحرية. ووفقًا لموقع وال ستريت جورنال تملك كل من مايكروسوفت وميتا وتيليكسوس حق الانتفاع من هذا الكابل.
اقرأ أيضًا.. إفلاس بنك سيليكون فالي يهدد شركات التكنولوجيا الناشئة
قبل عام 2012، كانت حصة استخدام الشركات من قدرة الألياف الضوئية المغمورة تحت المحيطات أقل من 10%. أما اليوم فتبلغ هذه النسبة حوالي 66% وفقا لموقع وال ستريت جورنال. وبحسب محللون ومهندسو كابلات بحرية تعمل الشركات الأربع العملاقة، بجد لصيانة وتطوير هذه الشبكات من الألياف الضوئية المغمورة في مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. كما يتوقع الخبراء أن تصبح هذه الشركات المالك الرئيسي لشبكة كابلات الإنترنت تحت سطح البحر في السنوات الثلاث المقبلة وفقًا لشركة تحليل الكابلات تحت سطح البحر TeleGeography.
ومن المتوقع أيضًا أن يتملك بحلول عام 2024 شركات مايكروسوفت، وألفابيت، وميتا وأمازون أكثر من 30 كابلًا طويل المدى تحت البحر يصل طول كل منها إلى آلاف الأميال وتربط كل قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
اقرأ أيضًا.. إغلاق بنك أمريكي جديد.. المنظمون يغلقون مصرف سيجنتشر نيويورك
موقف شركات الاتصالات التقليدية
من ناحية أخرى، قوبلت رغبة شركات التكنولوجيا في السيطرة على الألياف الضوئية المغمورة تحت المحيطات، باستهجان ورفض من شركات الاتصالات التقليدية. وأثار محللو الصناعة مخاوف بشأن سيطرة مزودي خدمات الإنترنت والأسواق في العالم على البنية التحتية للإنترنت.
لكن في المقابل لهذا الاستهجان أدى انخراط شركات التكنولوجيا العملاقة في صناعة ومد كابلات الألياف الضوئية إلى خفض تكلفة نقل البيانات عبر المحيطات وساعد العالم بزيادة القدرة على نقل البيانات دوليًا بنسبة 41% في عام 2020 وفقًا للتقرير السنوي لـ TeleGeography.
كما استطاعت شركات التكنولوجيا الأربع زيادة النطاق الترددي وتحسين الاتصال في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات مثل إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
اقرأ أيضًا.. كيف يغير الميتافيرس العالم بـ7 طرق؟
أهمية البنية الألياف الضوئية بالنسبة لشركات التكنولوجيا
من خلال بناء الكابلات الخاصة بهم، توفر شركات التكنولوجيا لأنفسها المال بمرور الوقت، ذلك المال الذي سيتعين عليهم دفعه لمشغلي الكابلات. ما يعني أن شركات التكنولوجيا لن تحتاج في المستقبل إلى شركات الاتصالات التقليدية.
في هذا الإطار صرح فيجاي فوسيريكالا، أحد كبار المديرين في جوجل والمسؤول عن جميع البنية التحتية والألياف الأرضية، أن الشركة قامت ببناء الكابلات التي تمتلكها وتشغلها لسببين. السبب الأول، هو أن الشركة بحاجة في هذه الكبلات من أجل تقديم خدماتها الخاصة بسرعة أكبر من الحالية. أما السبب الثاني فهو الحصول على ميزة تنافسية تساعدها في توفير خدمات إضافية وتحقيق أرباح مالية كبيرة.
اقرأ أيضًا.. دليلك لتعلم لغة الاقتصاد.. أبرز المصطلحات الأساسية