تسعى الشركات التجارية العالمية لتحسين تجارب التسوق، وتقديم خدمات تواكب متطلبات العملاء. برز قطاع التجارة الإلكترونية كأحد الرابحين القلائل من جائحة كورونا، وحاليًا يوفر تجارب التسوق في الميتافيرس في محاولة لسد الفجوة ما بين تجربة التسوق التقليدية في العالم المادي وتجربة التسوق عبر الإنترنت.
تجارب أفضل للعملاء
أظهر استطلاع أجرته “جوجل” في عام 2019 أن 66% من المستهلكين يفضلون استخدام التكنولوجيا للمساعدة في تجارب التسوق الخاصة بهم، فيما وجدت دراسة أجرتها “آبل” أن المتسوقين عبر الإنترنت من المرجح أن يشتروا الأثاث 11 مرة ضعف حال تمكنوا أولا من رؤيته كيف يبدو داخل منازلهم باستخدام تقنيات الميتافيرس بما فيها نظارات الواقع المعزز، وفق منصة التجارة الإلكترونية “داتا هوك”.
اقرأ أيضًا: 60 ألف دولار من فيسبوك لـ «قاسم وباسم»: نحن هاكرز قبّعات بيضاء
وفي المقابل وجدت دراسة أجرتها منصة التجارة الإلكترونية الكندية Shopify أن المتسوقين عبر الإنترنت الذين يتفاعلون مع المنتجات باستخدام المتاجر ثلاثية الأبعاد أظهروا زيادة بـ94% في معدلات الشراء، وبحسب مقال سابق لـ” أونجون دومان” مدير التسويق في أمازون، 70٪ من المستهلكين يقيمون القدرة على تجربة المنتجات ولمسها ورؤيتها على أنها الجزء المفضل لديهم من تجاربهم داخل المتجر، وهنا يأتي دور “الميتافيروس” في معالجة هذه الفجوة في عالم التجارة الإلكترونية عبر تقديم تجربة تحاكي الواقع المادي لتجارب التسوق.
التسوق في الميتافيرس.. 3 مزايا
الميتافيرس عالم افتراضي يقدم محاكاة رقمية للواقع المادي لمستخدميه، اعتمادا على تقنية البلوكشين التي تجعل كل شيء داخل هذا العالم ممكنا، وبناء عليه الميتافيرس يمكنه أن يوفر لقطاع التجارة الإلكترونية 3 مزايا أسياسية هي تحسين تجارب المتسوقين وزيادة مبيعات الشركات وتعزيز العلاقة بين الشركات وعملائها لتصبح تفاعلية أكثر بما يساعد العملات التجارية على الوصول إلى مستوى أفضل من رضا العملاء.
وبحسب دراسة لـ”فوربس” في 2021 من المرجح أن يشتري المتسوقون منتجًا إذا كان بإمكانهم اختباره أولاً من خلال تقنيات AR أو VR كونها تساعدهم على اتخاذ قرارات شراء مستنيرة، ما يؤدي في النهاية إلى هوامش ربح أعلى للشركات التجارية وزيادة في المبيعات بنسبة قد تصل إلى 200%.
متاجر افتراضية لـ”أمازون” و”وول مارت”
بدأت أمازون في العام 2017 دمج تقنيات الميتافيرس في متجرها الإلكتروني من خلال تفعيل أدوات مثل Amazon AR View و Amazon’s Showroom المعتمدة على تقنية الواقع المعزز والتي تسمح للمتسوقين على سبيل المثال بتصميم منازلهم في العالم الافتراضي وتجربة المنتجات بداخلها قبل شرائها للحصول على فكرة كيف ستبدو على أرض الواقع.
اقرأ أيضًا: كيف تحصل على وظيفة في الميتافيرس؟
في المقابل بدأت عملاقة التجزئة الأمريكية “وول مارت” في استكشاف إمكانيات عالم الميتافيرس أيضا في العام 2017 وطرحت نمودجا أوليا لتصورها عن التسوق في هذا العالم الحديث، ومن ثم بدأت دمج أدواته في متجرها الرقمي كنظارات الواقع الافتراضي والمعزز لتحسين تجربة العملاء.
نهاية العام الماضي أعلنت “وول مارت” عن نيتها إطلاق عملة مشفرة خاصة بها ورموز غير قابلة للاستبدال ” NFTs” بالإضافة إلى صنع وبيع سلع افتراضية في عالم الميتافيرس بما يشمل الإلكترونيات ولعب الأطفال والسلع الرياضية، وذهبت الشركة الأمريكية الشهيرة بعيدا بتقديم طلب للحصول على براءة اختراع لصالح تطبيقات خاصة بخدمات التسوق الافتراضية، وفق شبكة “سي إن بي سي”.
مخاطر تفاقم الفجوة الرقمية
قطعت “أمازون” و”وول مارت” وعلامات تجارية أخرى مثل Nike و Adidas شوطا جيدا لحجز مكانها في مستقبل التجارة في عالم الميتافيرس، إلا أن الصورة لا تزال غير مكتملة وتحيطها بعض المخاطر التي تتعلق بتآكل السلوك البشري عبر انخراط المزيد من المستخدمين في الميتافيرس على حساب تجاربهم في العالم المادي.
سيفاقم الميتافيرس أيضا من حجم الفجوة الرقمية وهو مصطلح يشير إلى أولئك الذي لديهم إمكانية الوصول بسهولة إلى خدمات الإنترنت فاق السرعة وبأسعار معقولة مقابل أولئك الذي يفتقرون إلى هذه الخدمات، ومن جهة أخرى التجارة الإلكترونية في الميتافيرس ستكون متاحة فقط لمن يمتلك أدواتها كالعملات الرقمية ونظارات الواقع الافتراضي وكذلك يمتلك المعرفة اللازمة لدخول هذا العالم والتي تمتلكها حاليا أجيال القرن الـ21 بينما تميل الأجيال الأكبر سنا للعزوف عن تجربة التجارة بمفاهيم الميتافيرس.