تتمثل الملكية الرقمية في الحقوق القانونية والسلطة المطلقة التي يتمتع بها الفرد أو المنظمة تجاه أصل رقمي.
وفي الأصل، يرتبط مفهوم الملكية بالسلع المادية الملموسة، كالعقارات ومشاريع الإنشاء، والسيارات، وغيرها المزيد. وفي ظل هذا التعريف التقليدي، توسع نطاق مفهوم الملكية ليضم ما يسمى اليوم بالملكية الرقمية، والذي بدوره يرتبط بكل ما هو رقمي. فمع تطور الإنترنت وتوسع الاقتصاد الرقمي نظرًا لظاهرة رقمنة الأصول المتزايدة كالفن والموسيقى وألعاب الفيديو والأدوات المالية، تحتل الملكية الرقمية اليوم حيزًا مهمًا في أنظار المستخدمين في كل أنحاء العالم.
وفي ظل القوانين والقواعد السائدة، تضم الملكية لرقمية حرية استخدام الأصل الرقمي ومنحه وبيعه وتغييره بحسب ما يراه المالك مناسبًا. وبالفعل، تساهم تقنية البلوكشين الرائدة اليوم في توفير فرص جديدة لقيام الملكية الرقمية بكل أمان ولامركزية.
تسمح تقنية البلوكشين للأفراد بامتلاك الأصول الرقمية والتحكم بها من دون الحاجة إلى وسيط أو طرف ثالث كالبنوك والمنظمات الحكومية. وبإضفاء الطابع الديمقراطي على الملكية، قد يصبح من الممكن فتح آفاق جديدة لصناعة القيمة والتبادل في الاقتصاد الرقمي.
اقرأ أيضًا.. كيف تدعم القرصنة الأخلاقية تكنولوجيا البلوكتشين؟
لضمان حسن استخدام الأصول الرقمية وإدارتها، وفرت التكنولوجيا المتطورة للفرد كما للمنظمات تقنيات متطورة من شأنها إنشاء سجل شفاف وآمن للملكية ولتداول الأصول الرقمية المعنية.
تأتي التكنولوجيات الرقمية كالبلوكشين والعقود الذكية والإمضاءات الرقمية في المرتبة الأولى كأدوات ثورية لإنشاء السجلات وإدارتها. وتعد تقنية البلوكشين مفيدة للملكية الرقمية لما توفره من أمان ولامركزية في تسجيل الملكية الرقمية بل وتداولها. وبالفعل، فإن كل عملية مصدقة ومخزنة على البلوكشين من شأنها أن توفر سجلًا شفافًا ومضادًا للتغيير.
أما العقود الذكية، فهي المسؤولة عن تطبيق شروط الاتفاقية بين الطرفين. ويمكن الاستعانة بهذه العقود للتحكم بمن يمتلك هذه الأصول الرقمية، وبكيفية تداولها، الأمر الذي يوفر أسلوبًا آمنًا ومفتوحًا لتبادل الأصول من دون الحاجة إلى وسيط.، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإمضاءات الرقمية أن تأكد ملكية الأصل الرقمي. فينظر إلى هذا الإمضاء على أنه طريقة رياضية حسابية لتأكيد شرعية محتوى أو ملف رقمي.
البلوكشين والملكية الجزئية للأصول
غالبًا ما تتيح تقنية البلوكشين الملكية الجزئية للأصول الرقمية، انطلاقًا من أسلوبها الآمن والشفاف في تجزيء ملكية الممتلكات الرقمية أو الأصول الأخرى إلى أجزاء أصغر.
في العادة، وحدهم الأفراد أصحاب التمويل الكافي لشراء الأصل الكامل قادرون على امتلاك هذه الأصول كالعقارات أو القطع الفنية. وهذا ما صعب الأمر للأشخاص الآخرين الذين قد لا يملكون المال الكافي لشراء الأصل بأكمله ولكنهم يرغبون بامتلاك جزء منه على الأقل. فكيف لتقنية البلوكشين إذًا أن تضمن الملكية الجزئية للأصول الرقمية؟
يمكن تقسيم الأصول إلى رموز رقمية بالاستعانة بتقنية البلوكشين الثورية، بحيث يشير كل رمز من هذه الرموز إلى جزء معين من الأصل. وفي الأنظمة القائمة على تكنولوجيا البلوكشين، يمكن شراء هذه الرموز والتداول بها ما يتيح إذًا الملكية الجزئية للأصل الأساسي المعني.
اقرأ أيضًا.. الويب 3 في السعودية.. فرص جديدة للمهتمين بالبلوكتشين
مزايا البلوكشين للملكية الجزئية للأصول
- الشفافية: تسمح تقنية البلوكشين للمستخدمين بتعقب أصحاب الرموز وذلك من خلال توفير سجل ملكية شفاف وغير قابل للتعديل.
- الأمان: توفر تقنية البلوكشين وسيلة آمنة لتحويل الملكية مع ضمان أن هذه التحويلات غير قابلة للتعديل أو اللمس.
- السيولة: بات من الممكن توفير سيولة أكبر بواسطة البلوكشين، ما يسمح بالتالي بشراء وبيع سهل للرموز المميزة التي تمثل الأصل الأساسي.
- سهولة الوصول: تسمح تقنية البلوكشين للأفراد بالاستثمار في الأصول التي كانت في السابق خارج النطاق السعري أو تخضع لقيود أخرى.
من المتوقع أن يشهد عالم الملكية الرقمية انتشارًا واسعًا في السنوات المقبلة. ولا شك في أن تطور هذا المجال مرهونًا بعوامل عديدة مثل التقدم التكنولوجي، وتغير سلوك المستهلك، وصولًا إلى الأطر التنظيمية المفروضة. ومع ذلك، فإن عدد أسواق الأصول الرقمية سيرتفع مع ارتفاع عدد الأشخاص أصحاب الأصول الرقمية.
اقرأ أيضًا.. 7 طرق لتطوير شبكات البلوكتشين بواسطة برنامج ChatGPT